18 أكتوبر، 2024 11:34 ص
Search
Close this search box.

تفسير ما حصل من أحداث في آخر ايام السيد محمد باقر الصدر 

تفسير ما حصل من أحداث في آخر ايام السيد محمد باقر الصدر 

علينا ان نعرف ان الكثير من الذين التحقوا و انضموا الى الاحزاب لم يكن في يوم ما يهمهم ان يقدموا مصلحة بلدهم العراق انما كانوا يلجؤون الى تلك الاحزاب لتحقيق مآربهم و الوصول الى غاياتهم و هذا الشيء لم يكن مقتصرا على الذين انتموا الى الحركات و الاحزاب السياسية في تلك العهود انما ينطبق ايضا على المرحلة التي نعيشها اليوم و انت ترى بام عينك ان أغلبهم إن لم يكونوا جميعهم لم يفكروا في مصلحة العراق بقدر ما يفكروا في منافعهم الشخصية على حساب الشعب و الوطن. 
لقد مرّ العراق و كذا الحال بالنسبة للمنطقة بأسرها بمرحلة تغلبت فيها الافكار المتجددة و التي تماشت مع الافكار التي كانت سائدة في العالم سواءا في الغرب او الشرق و ان اكثر الافكار تأثيرا على روح الشباب آنذاك هي الحركات الشيوعية التي استقطبت اعدادا غفيرة من الشباب الواعي المتطلع الذي رفض الانزواء وراء تراكمات العادات و المخلفات الاجتماعية التي كانت نتيجة الرواسب الدينية و الاجتماعية و الاعراف المهيمنة. 
و لكي ينتعش دور الدين مجددا بدأت الحركات الدينية في مصر و لبنان و غيرها من البلدان العربية فكان للعراق نصيبا منها بعد الدعم السري من أصابع خفية و هنا توزعت الادوار على بعض المتحمسين من رجال الدين و كان التفكير يتركز على إغناء المكتبة العربية بالكتب الاسلامية التي تدغدغ مشاعر الشباب الذين وجدوا ان المكتبة تخلوا من الكتابات الحديثة و اعتبروها فقيرة في هذا الجانب و قد وقع الاختيار على محمد باقر الصدر لكونه كان كاتبا جيدا و ذو قلم حاذق و عليه ان يثير الافكار الفلسفية و الاقتصادية بنكهة اسلامية و التي استقطبت الكثير من الشباب لتجد ضالتها في هذه الكتابات السحرية التي أوهمتهم بانها حقيقة قابلة للتطبيق لتخلق مجتمعا ملائكيا يحلق بهم نحو الافاق. 
و في الوقت الذي اكتمل البرنامج الحزبي لحزب الدعوة و الذي باركته جهاتا عديدة ليرى النور حتى وصل حزب الدعوة الى مرحلة احتاج فيها الى التصعيد و الوصول الى ذروة رصيده من التضحيات فلم يكن أمامه بُدا إلاّ بالايغال بتقديم الضحايا البريئة نذورا يصعد عليها رفاق الدرب فيما بعد ليشهدوا اليوم الذي ينالوا فيه ما كانوا يصبون اليه من المغانم و المكاسب و المناصب و لم يكن محمد باقر الصدر بمنأى عن هذه اللعبة بعد ان انخدع فيها رغم ما يملكه من علمية كبيرة. لقد وقع في الفخ لان بُناة الحزب كانوا أشد ذكاءا منه و اكثر شطارة و دهاءا و قد ذهب محمد باقر الصدر مع مئات بل ألوف من الشباب البريء حينما وقعوا فريسة لنظام قمعي فاشستي قاده بصرامة و عنجهية صدام حسين الذي لم يراعي الفئات العمرية لهؤلاء الشباب المغرر بهم و كان بالامكان ايقافهم او سجنهم حتى يستفيقوا الى رشدهم لكنه آثر قتلهم و اعدامهم و ذهبوا جميعا ليكونوا في رقبة محمد باقر الصدر قبل ان ان يكونوا في رقبة صدام حسين.ستبقى مخالب محمد باقر الصدر و أنيابه مضرجة بدماء الابرياء تنتظر القصاص العادلعندما يقفون معه يوم الحساب الاكبر.

أحدث المقالات