لاأتحدث عن رواية نجيب محفوظ (بين القصرين) التي إشتهرت وذاعت وإنتشرت في حينه ومثلت بأروع مايكون أداء محمود مرسي وهدى سلطان ومعالي زايد وصلاح السعدني وشويكار وتيسير فهمي وسواهم من ممثلين رحل بعضهم عن دنيانا وبقي آخرون يصارعون الحياة.. أتحدث عن جلستين كأنهما روايتان نسجهما مبدعو البرلمان العراقي في النصب والإحتيال وحاشا المخلصين وهم قلة، لكنني أستدرك ماجاء به خالد العبيدي وزير الدفاع من إستعراض هيأ له في جلسة البرلمان الأخيرة التي إستجوبته خلالها النائب عالية نصيف، وماقاله وردده في جلسة الإستجواب السرية التي سربت من خبايا البرلمان مؤخرا حيث يبدو الفارق كبيرا، فهو في جلسة عالية بطل قومي.. علي وياك علي، وفي الجلسة السرية كشف تماما للرأي العام وظهر إنه واحد من بين مئات من المسؤولين العراقيين الذين يمارسون أدوارا سيئة في إدارة الدولة فهو يعترف ضمنا برغم الضغوط التي عليه إنه مرر بعض المصالح لسياسيين ضغطوا عليه كثيرا، والقانون لايحميه في هذه الحالة فقد كان عليه أن يبلغ السلطات عن المبتزين الذين يحاولون الحصول على منافع منه وصفقات وأموال كما هو أقسم بذلك، وإذن فهو شريك في الجريمة التي ترتكب بحق المال العام والشعب العراقي..
إستبق الوزير جلسة الإستجواب العلنية ماكان فاته في الجلسة السرية، ولم تتمكن النائب عالية نصيف من محاصرته لأنه رمى القنبلة التي بيده في ساحة البرلمان، وإتهم الرئيس والنواب والمساعدين والمستجوبين بما فيهم عالية وحنان بالفساد والمشاركة في الإبتزاز، حيث أشار الى ضغوط من رئيس البرلمان سليم الجبوري والنائب محمد الكربولي ومساومات من حيدر الملا الذي يدعي إنه سيمنع حنان الفتلاوي من إستجواب الوزير في حال دفع له مبلغا من المال، وكيف لحيدر الملا أن يضمن أن الفتلاوي ستسحب الإستجواب.. فإذا كان صادقا فهي الطامة الكبرى لأن السيدة حنان من أشد المدافعين عن الفقراء فإذا ثبت أنها تتعامل بالدولار فياوكسة الشيعة ونكستهم، وإذا ثبت أن الوزير يدعي بالباطل فهي كارثة ولابد من إقالته فورا. المهم إن العبيدي ظهر بطلا وهتف له الشيعة,, علي وياك علي، بينما تتهمه النائب الفتلاوي بأنه قاتل الشيعة وفقا لمعطيات الإستجواب السري الذي صدمنا حين متابعه ولحجم ماسردته وماقدمته من وقائع وكذلك مافعلته النائب عالية نصيف.
الشراكة في الجريمة ليست جديدة، ولكن من الظلم أن يؤخذ الصالح بجريرة الطالح.. لكن الحقيقة إن وزير الدفاع خالد العبيدي لم يكن موفقا في جلسة الإستجواب السرية وقد عملة النائب الفتلاوي منه شخصا لايجيد إدارة وزارة، بينما كان في الجلسة العلنية ذكيا حين شابك اللحى ببعضها.