خمينيون أکثر من الخميني نفسه، هذا ماينطبق تماما على الاحزاب و الجماعات و الميليشيات العميلة لنظام ولاية الفقيه في إيران من حيث المزعم و الاکاذيب المختلفة عن مثالية و نموذجية ذلك النظام و إنه يتضمن الکثير من الصفات و المحاسن و الجوانب الإيجابية، بل وحتى إنهم يصورونه على إنه أفضل نموذج فکري ـ سياسي ـ إجتماعي في العالم، في الوقت الذي تکاد فيه أخبار فساد و فضائح و إنتهاکات هذا النظام تغطي العالم کله.
قمع و إعدامات في الداخل و تصدير المشاکل و الازمات الى دول المنطقة من أجل جعلها تحت وصايتها و هيمنتها، هو أفضل تعريف لنظام ولاية الفقيه، وإن تبوءه و إحرازه للمرکز الاول في مجال تنفيذ أحکام الاعدامات هو أفضل”صخام”يمکن أن نغطي به وجوه الخمينيون العملاء في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و البحرين و غيرها، حيث إنه وفي الوقت الذي يرزخ فيه الشعب الايراني تحت وطأة أسوء نظام إستبدادي قمعي و يسعى جاهدا من أجل الخلاص منه و إسقاطه، فإن العملاء المأجورون في بلداننا يسعون عبثا و من دون طائل لإستنساخ هذه التجربة المشوهة و المسخ.
الملف الصوتي الذي تم نشره من قبل مكتب آية الله حسين علي منتظري، وهي توثق تفاصيل لقائه مع أعضاء “لجنة الموت” التي أعدمت 30 ألفا من السجناء السياسيين من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق في صيف 1988، کانت أشبه ماتکون بقنبلة تنفجر في عقر دار النظام فتفضحه من قمة رأسه و تبين کيف إنه مبني على القمع و الدموية و القتل الکيفي الابعد مايکون عن القوانين و الانظمة المرعية حتى في إيران نفسها.
في هذا الملف الصوتي، يصف المنتظري، والذي کان حينها يشغل منصب نائب الخميني نفسه، تلك الاعدامات بأنها”أبشع جريمة ترتكبها الجمهورية الإسلامية الإيرانية” منذ تأسيسها في عام 1979، و وصفه هذا يقوله في خطابه الموجه لحاکم الشرع ومدعي عام إيران ونائبه وممثل وزارة الأمن في سجن ايفين الذين كان يطلق عليهم “لجنة الموت”، ويحذر الحاضرين في الجلسة من أن التاريخ سوف يسجل أسماءهم في قائمة المجرمين.
الانکى من ذلك إن المنتظري وفي رده على أحد أعضاء لجنة الموت عندما سعى لتبرير تلك المجزرة الشنيعة يوجه کلامه له و لمٶسس النظام أي الخميني قائلا:”هل يظن السيد (خميني) وأنتم معه بأنكم تضمنون النظام عبر هذه الأعمال؟ ولكن أنا أعتقد أن قتل شخص بريء واحد سيؤدي ذلك إلى هزيمة ثورتنا”، وکما يبدو فإن المنتظري کان على حق و صواب ذلك إن هذا النظام و منذ ذلك اليوم يعيش في دوامة من الدماء و القتل و التطرف و الارهاب و صار أبشع و أقذر نظام بوليسي في العالم کله.
إعدام 30 ألف سجين سياسي کانوا يقضون فترات أحکامهم القضائية من محاکم نظام ولاية الفقيه نفسه بالاستناد على فتوى ظالمة و باطلة للخميني و بأثر رجعي، قد سود وجه هذا النظام الى الابد وإن رجلا کالمنتظري و الذي تم عزله عن منصبه و وضعه تحت الاقامة الجبرية بسبب من موقفه الانساني خصوصا عندما يٶکد في هذا الملف بأن مجاهدي خلق مدرسة فکرية يجب أن يتم مواجهتها بالفکر و ليس بالقتل و الاعدام، فإنه سجل لنفسه موقفا سيذکره التأريخ بأحرف من نور کما سيخلد ضحايا هذه المجزرة کمضحين من أجل الحرية و الغد الافضل لإيران.
[email protected]