أطلقت الولايات المتحدة عام 1945م قنبلتين ذريتين على اليابان وكان ذلك سببا في أعلان اليابان لإستسلامها ونهاية للحرب التي تسببت بالكوارث الكبرى للجنس البشري فكان ذلك هو النتيجة العسكرية لإلقاء القنابل ، وأما على الارض فقد تسببت تلك الانفجارات بنتائج كارثية لازالت اليابان تعاني من تبعاتها حتى يومنا هذا ، وقد شبه الناجون من الانفجار ما حدث أشبه بالجحيم وأطلق على أولئك الاشخاص أسم ( هيباكوشا ) ،وظل هؤلاء يعانون سواء على المستوى الصحي او النفسي او غيره بسبب تعرضهم للأشعاعات ولعل التبعات الاجتماعية لذلك لا يمكن ان تحصره حتى الالاف من الكتب ، وعلى اية حال فقد مرت جريمة الولايات المتحدة في اليابان ومن غير أن تجد من يحاسبها على فعلتها ويجعلها تكفر عما اقترفته من جرائم كبرى من اجل كسب تلك الحرب المدمرة ،
وبعد حرب عام 2003م التي شنتها الولايات المتحدة وحلفائها على العراق حدث شيء مماثل لما حدث في اليابان ، صحيح أن الولايات المتحدة لم تطلق قنابل ذرية او سلاح دمار شامل لكنها أطلقت هذه المرة قنبلة هي أفتك وأفضع من تلك القنابل المدمرة وإن كان سريانه مفعولها بطيئا وارتدادتها تأخذ وقتا أطول ،
ان القنبلة التي أطلقت الولايات المتحدة على الشعب العراقي ومن ثم على كل شعوب المنطقة هي قنبلة الارهاب الذي بات يهدد معظم دول العالم ان لم نقل كلها ، فالارهاب الاسلاموي الذي يوصف بأنه وليد البيئة والثقافة الاسلامية لم يكن مقدرا له أن ينتشر ويتوسع ويظهر بهذا الشكل لو لم تحتضنه الولايات المتحدة ومعها حلفائها في منطقة الشرق الاوسط ،ولم تكن قصة من أطلق عليهم ذات مرة – بالمجاهدين الافغان – وهم عبارة عن نتاج ممالك ودويلات القمع العربية هي أولى هذه القصص ، ففرض هيمنة هذه الانظمة والسلطات القمعية على هذه البقعة الغنية بالثروات كان وبحسب البعض من المصادر التاريخية تحت رعاية الدول الغربية لضمان السيطرة على تلك الثروات وأخيرا وليس أخرا أحتضان الولايات المتحدة وحلفائها للأرهابيين في سوريا وكل ذلك كي يتخذوا منهم دروعا لتنفيذ مخططاتهم في المنطقة ، ومهما يكن من أمر فأن مئات الالاف أصبحوا اليوم ضحايا لهذه القنبلة المدمرة – الارهاب – ولعلنا نحتاج لسنوات طويلة لمعالجة بعض آثارها الكارثية .