الأقاليم هذه النكتة ليست الأولى أو الأخيرة وهي تضاف إلى سجل النكات غير المضحكة ، مثل نكتة التحرير والديمقراطية والدستور والصحافة الحرة والشفافية ،ولأنني سأختصر الطريق لأن لا وقت للكثيرين لقراءة التفاصيل لانشغالهم بالركض وراء الخدمات والاختباء خوفاً من رصاص جنود الاحتلال أو لاحتمال الذوبان الأبدي في أحد معاقل ما يسمى المليشيات الطائفية أو ربما القفز من فوق سطوح الجدران لأن أبواب العراقيين بدأت تطرقها أيادي الخونة لقراءة هويات الناس في بيوتهم ومن ثم سوق بعضهم إلى مسالخ ومجازر ومذابح المليشيات التي أُبرأ كلمة الطائفية منها ,
المهم نعود إلى نكتة الفدرالية التي تقول .. كان يا مكان في قديم الزمان بلد عظيم كبير جميل ، حار جاف صيفاً وبارد ممطر شتاءً ، يجري في وسطه نهران خالدان دجلة والفرات يملك أكثر من ثلاثين مليون نخلة ، حاول المعتدون ولآلاف السنين إن ينالوا منه أو يحتلوه أو يدمروه أو يحرقوه من الفرس والبيزنطيين والأتراك والتتر والمغول والخونة لكنهم لم يفلحوا وانهزموا وانسحقوا ، فأبناء العراق سالت دماؤهم كدجلة وضحوا مثل الفرات وهو يخترق الصحراء العظيمة ليسقي أهلها خيراً .. وتستمر النكتة ، وفي يوم من الأيام احتل الهنود الحمر ونخاسيون ومرتزقة صفر ارض العراق العظيم، ونصب هؤلاء مجلساً للتشاور معهم من خمس وعشرين عضواً كل عضوٍ يمثل مليون عراقي أو أكثر ( اكرر أنها نكتة ) هذا المجلس وافق بالإجماع على توحيد العراق أكثر وضمه أكثر وشد أزره أكثر فاتخذوا قراراً بالموافقة علي مشروع الفدرالية وهي ببساطة إقليم الجنوب وعاصمته محلة الحيانيه في البصرة وإقليم الوسط وعاصمته دهينة أبو علي في النجف الأشرف وإقليم الشمال وعاصمته فندق سرجنار ، وبضعة محافظات لامركزية وعاصمة اتحادية أعتقد أن اسمها بغداد تتفرع منها أقاليم عدة، إقليم الرصافة وعاصمته سوق مريدي وإقليم الكرخ وعاصمته مرطبات الرواد وإقليم شمال بغداد وعاصمته معمل الحصو وإقليم جنوب بغداد وعاصمته معمل المشن !
العراق الخالد الموحد العظيم وأهله الشرفاء ، أهله الأتقياء الأتقياء كلهم ، الشيعة أولاً وأنا سني ، الشيعة أولاً وأقسم بالله العلي العظيم أنهم أول من سيتصدي لهذه النكتة لأن حلم توزيع الحصص النفطية نهب وتبخر ولم يبق من نفطنا غير الاحتياطي القريب من إيران ، والأكراد الّذين حولهم الفقر وكذب قياداتهم إلى مصابين بصداعٍ مزمن نخر مبادئهم وحول تاريخهم الشريف إلى هتافات ولافتات وتصريحات مغرضة لمتبضعين في الأسواق ، والسنة أكرر السنة الّذين بدأ الحلم الضبابي يراود بعض من توهم أنه صار قائداً لهم ، فالاحتلال بدأ يلملم أذيال الخيبة وأبواقه تنادي بالانسحاب الفوري من العراق بعد فشل أكاذيب العولمة والفوضى الخلاقة ، وأهمس بإذن المطبلين والمزمرين ممن تبوأ الفدرلة من القادة العراقيين، أما عباقرة العصر الحديث من المريدين والمصفقين لفدرالية الجنوب والوسط ، فها هو تاريخ ما جري قريب ومازالت جراحه هشة طرية ، فالمد الايراني لم يوقفه السنة أو الكرد بل أوقفه أسود الجنوب والوسط من شيعة أهل البيت حين تدافعوا كالسيل العرم دفاعاً عن شرفهم وعرضهم ، تذكروا حتى وان نجحتم بخدعة استفتاء الثلثين أن هذه النكتة سمجة وأن مستقبلهم أغبر ومصيرهم الهزيمة ,
واخيراً أحب إن أقول في هذه المناسبة كوني عراقيا وأكاديميا وليس سياسيا إن الحكومة الهزيلة تصبح ذيل للمحتل وعذرا تدفع العراقيين إلى التهلكة والانقسام