عمال المساطر والعمال الحرفيين هل هم مشمولين بمكرمة الحكومة الممنوحة لموظفي الدولة بتعطيل الدوام ،بطبيعة الحال الموظف ستحتسب له العطلة بأجر كامل اما عمال المساطر وباعة الماء والمناديل الورقية المنتشرين في التقاطعات عليهم ان يقفوا تحت اشعة الشمس الحارقة ليعملوا ثم يعودوا لبيوتهم ليتدثروا بالحر مع عوائلهم الجوعى . هل رب الموظف يختلف عن رب الفقير المعدم ، وماذا يقول شيوخ الدين لهؤلاء الفقراء هل سيقولون ان هذا الحر من علامات الساعة ؟
آب اللهاب يحرق المسمار بالباب ، منذ كنا أطفال نسمع بهذا المثل يردده اباؤنا والناس أجمع ، اذن مالجديد بهذا ؟ ان الحرارة عالميا ارتفعت بمقدار 3 الى 5 درجات بكل دول العالم نتيجة الاحتباس الحراري ولكننا لم نسمع بدولة منحت عطلة رسمية لمواطنيها بمناسبة ارتفاع درجات الحرارة او انخفاضها لان هذه الدول قد وفرت مستلزمات كفيلة لمواجهة الحر الشديد أو البرد القارس، لديها الطاقة الكهربائية التي تحمي المواطن من الحرارة ، مثل مالدينا حرارة مرتفعة بعض الدول لديها حرارة منخفضة تصل ل 30 او 40 تحت الصفر لكنهم مستعدين لها ،ماذا لو انخفضت درجات الحرارة في العراق لمستويات كهذه اي تصل 10 تحت الصفر على اقل تقدير ؟ بالتاكيد الحكومة ستمنح عطلة رسمية وتتوقف الحياة ، اتعلمون لماذا لان الحكومة لم تخطط ولم تنشأ محطات توليد الطاقة وليس لديها خطط خمسية ، هذه العطل الرسمية هي اعتراف واضح بفشل الحكومة لكي تقلل الغضب والسخط عليها ،نحن في بلد تتقاذفه أمواج الفساد ، نحن في بلد حكومته دائما تلجأ للحلول الترقيعية .
ماذا لو كانت لدينا شبكة مواصلات وسيارات نقل سريعة ومبردة وطرق خالية من الازدحام ودوائر حكومية مجهزة بأجهزة تبريد مركزي ، ماذا لو كانت الكهرباء متوفرة في كل المحلات وأجهزة التبريد تعمل بشكل جيد ، ماذا لو كان الباعة لديهم مول كبير وتبريد مركزي هل سيتذمرون ماذا لو كانت المعامل والمصانع فيها اجهزة تبريد هل سيتذمر العامل ، ماذا لو كان المواطن يراجع الدوائر من اجل انجاز معاملته وهو ينتظر بقاعة مبردة هل سيغضب المواطن . دولة الإمارات العربية المتحدة درجات الحرارة مرتفعة مع ارتفاع الرطوبة تكون الحياة فيها صعبة جدا ولكن بفضل التخطيط تم التغلب على هذه المعضلة هل تعلمون حتى محطات انتظار الباصات مبردة ومغلفة . اين ماتذهب تجد التبريد ، أين ماتذهب تجد الحياة سهلة علما ان دولة الإمارات بلد صحراوي .
بالمناسبة بظل ارتفاع درجات الحرارة هذه نشاهد عمال البناء يعملون ولايبالون لانهم محتاجين لياكلوا هل منحوا عمال البناء عطلة وعوضوهم عن يومياتهم ؟
آب غير مسؤول وإنما السياسي هو المسؤول ، آب بريء ولكن السياسي هو المتهم ، نعم آب لهاب ولكن السياسي نصاب ونهاب .