18 نوفمبر، 2024 3:19 ص
Search
Close this search box.

بين الامس واليوم … حكاية هجرة شعب 

بين الامس واليوم … حكاية هجرة شعب 

التاريخ سجل لاحوال الناس وعاداتهم وتقاليدهم ومعاناتهم  في الماضي  يقرا لكي نتعلم الدورس والفوائد منه ومن اجل فهم الواقع واستشراف المستقبل ولكن الذي يحدث عكس ذلك اننا لانقرا التاريخ بصورة صحيحة ولم نتعلم في مدارسنا كيف نقرا تاريخينا وكيف نستفيد منه بل تعلمنا بان التاريخ هو تاريخ الابطال والقادة العظام الملهمين لذلك لم يدون تاريخ الشعوب بصورة صحيحة وحدث ثشويه كبير على مر العصور في تاريخنا فنسب الفضل لغير اهله الحقيقين وهذا ناتج لفهم خاص للشعوب سابقا  ” بان التاريخ يكتبه المنتصرون ” على اثر ذلك اختزل انجازات الشعوب بشخص واحد هو القائد العظيم ونسب له  كل الانجازات الحضارية والثقافية والعسكرية وغيرها  واغفل  دور الشعوب صناع الحضارات ودور  العلماء والمفكرين والمصلحين . 

  في التاريخ كلنا يعرف حادثة هجرة المسلمين من ارض مكة المكرمة الى يثرب (المدينة المنورة ) بعد ان اشتد ايذاء المشركين للمسلمين وحاربوهم وعذبوهم في صحراء مكة وقتلوا البعض الاخر ومن اجل الحفاظ على المسلمين الاوائل امر القائد العظيم والنبي الكريم عليه افضل الصلاة والسلام اصحابه  بالهجرة الى يثرب فخرج المسلمين تاركين وراء ظهورهم ديارهم واموالهم وبلدهم فرارا بدينهم ومن اجل الحفاظ على عقيدتهم .كلنا يعرف الهجرة ولكن هل فكرا يوما ان نربط هذا الهجرة التاريخية بواقعنا الحالي وهل فكرنا بالهجرة وكيف يمكن استخلاص الدورس والعبر منها من اجل تغيير واقعنا ؟؟؟   تعال مع اخي الكريم كي نقرا التاريخ لنفهم وليس للحفظ للبحث عن الاسباب والنتائج وتحليل الحدث التاريخي من اجل استنباط دورس وعبر نستفيد منها في حياتنا اليوم ومن اجل استشراف مستقبل افضل اذا اخذنا حادث هجرة الصحابة الاوائل بقيادة خير البرية وسلطنا هذا الحدث التاريخي على واقعنا المعاصر سنجد بان محافظاتنا الست قد تعرضت لنفس هذه الهجرة ترك للديار والاموال والبيوت  من اجل الفرار بديننا وانفسنا من كوراث الحرب التي لم تفرق بين الاطفال والنساء والشيوخ وبين الاطراف المتصارعة من اجل المصالح الدنيوية نفس ماحدث في الماضي يعيد نفسه ولكن بادوات جديدة ومكان وزمان مختلف واشخاص مختلفين الفارق الوحيد بين بينهما هو ان من هجر الاوائل كانو غير مسلمين وهم المشركين اما اليوم فمن هجرهم من ابناء جلدتهم مسلمين ايضا ولكن لايهمهم سوى مصالحهم الشخصية ومشاريعهم الخاصة . لسنا هنا بصدد عرض الهجرة واحداثها بل هدفنا كيف تعامل المسلمون مع هذا الحدث المؤلم لهم وكيف حولوا منحه الهجرة ومعاناتها الى منحة وامل وتفائل من اجل ان نستفاد من تاريخهم في كيفية التعامل مع معاناة التهجير والتشريد ، لم يجلس الناس يندبوا حضهم او زمانهم او ظلم بنو جلدتهم بل سارعوا الى العمل والتخطيط من اجل التخلص من المعاناة فاوجدوا نظم وقوانيين لهم تنظم حياتهم منها المواخاة التاخي بين مهاجر وانصاري وهو نظام اجتماعي فريد ويدل على الرحمه بين الناس ثم اوجدوا مكان للصلاة اولا ثم للاجتماع لبحث مشاكلهم وكيفية علاجها فكان يتداولون اولا باول قضاياهم ويجدوا لها الحلول ثم خرج المهاجرين للاسواق للبحث عن العمل من اجل توفير متطلبات العيش ثم وضعوا وثيقة لتنظم علاقاتهم مع سكان المدينة فكان فيها المسحيين واليهود والمشركين والمسلمين وهذه الوثيقة تعد اقدم دستور في التاريخ وضع فيه حقوق واجبات  كل اطياف المجتمع المدني بهذا الاعمال اوجد المهاجرين الاوائل بيئة محيطة جيدة فانطلقوا يحملون هم قضيتهم ودعوتهم واسلامهم وبدأ بتاسيس كيان قوي للدفاع عن حقوقهم التي سلبها المشركين واقاموا دولة الاسلام في بضع سنين ورجعوا الى ديارهم بعد اقل من عشرة سنوات فاتحين لها وعندما دخلوها لم يطالبون بالثار والقصاص لمن ظلمهم رغم ان القوة كانت لهم .

السؤال هنا هل استطاع اهلنا النازحين قراءة وفهم التاريخ هل استفادوا منه لحل بعض قضاياهم العالقة ام انهم جلسوا يندبون حضم فقط.!لو نظرنا الى واقع اهلنا النازحين سنجد رغم المعاناة الا انه هناك نجاحات كثير على المستوى الشخص وعلى مستوى بعض الجماعات من التطوير والتنمية للشباب فكثير من الشباب استفادة من هذا الهجرة واستغلال وقت بالتعلم وتنمية مهاراته الشخصية والعلمية والبعض الاخر دخل ميدان السوق وبدا يعمل بنجاح ووفرة لهم ولاسرته الدخل الجيد من اجل العيش والبعض الاخر تعلم لغة وثقافات جديدة ولكن الى الان لم يحدث هناك جهد على مستوى جماعي من اجل قضيتنا وحقوقنا في العودة الى ديارنا فعلى المستوى السياسي لم تنجح اي كتلة او حزب في عرض قضية النازحين ومعاناتهم او الدفاع عنهم وهنا الكارثة الكبرى التي جعلت ااهلنا الى الان في تحت المعاناة والالم ولم يقرا من يمثلنا التاريخ كي يفهموا كيف تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع محنه الهجرة وكيف استطاع ان يكون منظومة اجتماعية متماسكة ونظام سياسي قوي تمكن من بعد عشرة سنوات استعادة الحقوق المسلوبة .

أحدث المقالات