ونحن نعيش الذكرى الاليمة لشهادة المرجع الحر محمد الصدر ونجليه (رضوان الله تعالى عليه) لابد ان لنا ان نرتشف من معين هذه الشخصية العظيمة ما ينير الدرب لنا ويأخذ بيدنا الى بر الامان فمحمد الصدر ليس شخصية جاءت للدنيا نفرح لذكرى مولده ونحزن لذكرى استشهاده انما هو مشروع اللهي لم تشهده الشيعة منذ بداية الغيبة الكبرى وعليه فهذه دعوة للجميع لاستثمار هذه الايام في الوصول الى بعض ما يمكن الوصول اليه من عبق هذه الشخصية العظيمة وسأتناول في هذا المقال بعض الامور التي اعتقد انها كانت سببا في انتصاره وهي :
1. الصبر على تحمل كل المعوقات وعدم الاقدام الى على اي فعل مالم يحن وقته المناسب فالسيد (رضوان الله تعالى ) كان صبورا جدا ولم يقدم على ثورته الا بعد ان رأى ان الوقت مناسب والنتائج مضمونة .
2. استخدامه للسلاح الذي لا تستطيع اي قوة الوقوف امامه وهو التقوى وصلابة الايمان وبذلك يقول في معرض مقارنته مع سلاح الاستعمار حيث يقول ” نحن ماذا عندنا ؟ الله سبحانه وتعالى (كول لا !) جل جلاله “.
3. معرفته بالطرف الاخر الذي يقف بالضد من مشروع السيد والذي استطيع ان اسميه العدو حيث تمكن السيد من قراءة طبيعة ذلك العدو والذي كان يتمثل بجهات مختلفة وعرف مواطن الضعف فاستغلها احسن استغلال ونجح في ذلك نجاحا باهرا .
4. توطين نفسه على ما يريد من اهداف فهو لم يكن نظريا وطوبائيا يتكلم بمثالية ليست لها مجال للتطبيق الا على الورق وانما كان سباقا لتطبيق ما ينادي به قبل الطلب من الاخرين .
5. المطاولة والاستمرارية بحيث انه لم ينقطع عن المجتمع منذ بداية ظهوره والى اللحظات الاخيرة قبل استشهاده وانما كان دائم التواصل كالذي يعطي وصفة للعلاج حيث عليه الا يترك العلاج حتى يتحقق الشفاء .
6. الواقعية وعدم المجاملة في كل الامور صغيرها وكبيرها فهو عندما يرى حكما شرعيا لا ينتبه الى ما يمكن ان يؤدي هذا الحكم من ردود افعال من المجتمع فهو مادام قد تقين بحكمه ذهب اليه ولا تؤخذه في ذلك لومة لائم .
7. عدم انتظار النتائج هل انها تكون لصالحه ام ضده لذلك يقول في احدى خطبه المباركة ” انا اقول بمقدار ما اجد فيه المصلحة وامري وامركم ” .
8. ابتعاده عن التصادم بالطريقة المباشرة سواء مع الطاغية الملعون ام مع الجهات او الشخصيات التي كانت تسير بالمجتمع الى المجهول وانما كان دقيقا جدا في ذلك ولذلك رأيناه يقول في احدى خطبه المباركة ” الا اننا حينما ظهر لنا ان مضاعفاتها المحتملة، التي قد تعود بالمفسدة على الحوزة والدين كثيرة مع الاسف، وما يسمى بـ(الاصطياد بالماء العكر)، كنا مضطرين للاعتذار عنها على اية حال “
9. الدقة المتناهية في الخطوات وعدم التهاون في كل الامور حتى على مستوى الخطابة وحتى ان كان على مستوى الاشتباه فنراه مثلا يقول ” اشتباه وقعت فيه في الخطبة السابقة. تتذكرون اني رويت بعض الروايات في فضائل موسى بن جعفر (سلام الله عليه). انا قلت في واحد من الروات خشنام ابن حاتم الطائي وهذا ليس بصحيح بل هو خشنام بن حاتم الاصل وليس ابن حاتم الطائي. والفرق بينهما ربما خمسمائة سنة او اكثر ” .