اعدادُ المحطات الإذاعية المحلية اللامحدودة , يكاد المرء لا يستمع اليها إلاّ اثناء قيادة السيارة , ومُفضّلاً عليها ايَّ CD للست اليسا او الآنسة هيفاء وهبي وربما تسبقهم السيدة نانسي عجرم .! , أمّا جيلنا فما برحَ يتفاعل بأيجابيةٍ وبأثرٍ رجعي مع كوكب الشرق المشرق ” أم كلثوم ” والفقيد المرحوم عبد الحليم حافظ , وهذا هو التأثير الإذاعي غير المؤثر على الجمهور .
أما الجرائد المحلية التي قد تفوق اعدادها واسماءها لمجموع صحف القارّة السمراء او السوداء , والتي تطبع نسخها واعدادها بنسبٍ فقيرة ومثيرةٌ للحيرة , فالملّةُ اصابها الملل من هذه الجرائد اللائي معظمها خاوية , كما اغلبها تسرق الأخبار من شبكة الأنترنيت , والكثير من القراء لا يعرفون ولا يقرأون الكثير جدا منها حتى على اجهزة الأنترنيت . وهنالك صحفٌ لا اُسمّيها < حفاظاً على السمعة والشرف ! > فأنّ مكاتبها ومقراتها تتكون من غرفة او حجرة واحدة ويديروها من 3 – 2 اشخاص او شخوص , ولربما لا يعرف البعض أنّ الكثير من الناس يذهبون الى اكشاك بيع الصحف لشراء رزمة من الجرائد مقابل 1000 دينار لغرض تنظيف زجاج السيارات والبيوت . ومثل هذه الصحف تتنافس بطرقٍ غير مستقيمة ! للحصول على اعلاناتٍ من دوائر الدولة حسبَ و وفقَ علاقات مسؤولي تلك الدوائر بقياداتٍ حزبية إنّ لم تكن منهم اصلاً .. وغالبية الصحف العراقية هي صحف احزاب وبعضها يمتلكها اشخاصٌ يمثلون اراداتٍ ما .! وعند الحديث عن الفضائيات العراقية فجليّاً يبدو أنّ لها علاقة جدلية بمقولة < الكتاب يُقرأ من عنوانه > ! فهذه القنوات : -O – يتأتّى التعرّف على ” هوية احوالها ! ” من الأحزاب التي تصدرها ” اولاً ” وعلى مالكيها التي هطلت عليهم اكياس الدولار بعد الأحتلال وتصدّروا عضوية نقابة الصحفيين رغم انّ معظهم لم تشهد عليه الجرائد بكتابة سطرٍ واحد فيما مضى . كما أنّ البعض الآخر من اصحاب او مدراء هذه الفضائيات ليسوا سوى مأجورين او اُجراء لجهاتٍ مموّلة من الخارج او الداخل < ونحن هنا لم نطرح أمراً جديداً > .O – من جانبٍ آخرٍ فأنّ الفضائيات العراقية بمجملها , فأنها اضعف ما يكون من ناحية التغطية الإعلامية والدولية , وغالبية الجمهور إنْ لم يكن برمّته يفضل متابعة الأحداث العربية والدولية من اية قناةٍ غير عراقية . وبالمقابل فأنّ تركيزها يعتمد على الشأن الداخلي وهو تركيز او تغطية تكاد تغدو متشابهه بين جميعهنَّ .
O – ومن زاويةٍ اخرى , فقد انبثقت بعض القنوات التي تعتمد على كتابة تعليقات وعبارات باللهجة الدارجة وبمستوىً غير لائق بتاتاً ولا يتناسب مع مستوى وسيلة اعلام .
O – لعلّ الشيء المرضي في بعض القنوات العراقية هو البرامج او اللقاءات الحوارية مع بعض كبار السياسيين , ويوجد بالفعل عددٌ قليل للغاية من المحاورين ذوي الكفاءة الإعلامية , إنما للأسف فغالبية المحاورين الآخرين يتمتعون بسمة الفشل الإعلامي الذريع , وانهم ليسوا لا يجيدون فنّ الحوار فحسب , لكنما نراهم في حالة استسلامٍ مطلق مع اجابات ايّ سياسي مستضاف .!O – في الجانب الأجتماعي وميدان الفن وما يتبعه من برامج وما الى ذلك , فأنّ القاسم المشترك الأعظم او المطلق الذي يجمع بين هذه الفضائيات هو اعتمادهم المطلق على ” المخرج ” دونما التفكير بالأستعانة والأعتماد على خبراء اعلاميين متخصصين يجيدون كيفية ايصال ” الرسالة ” الى المتلقي .
مع كلِّ هذا وذاك , فأنّ تعدد وسائل الإعلام العراقية بهذه النسبة المبالغ بها , والتي كانت اصلاً نتاجاً لمخططٍ امريكي مدروسٍ ضمن التحضير لشنّ الحرب على العراق , حيث كان الهدف الستراتيجي من وراء ذلك هو تشتيت الرأي العام العراقي , وقد بات معروفاً ومشهوراً ! كم موّلت القيادة الأمريكية في العراق في تأسيسِ صحفٍ وفضائياتٍ واذاعاتٍ ومواقعٍ الكترونية يشوبها الأبهام .!