الحوار يفضح العقول، والغضب يفضح الأخلاق، ففي الوقت الذي يكون المرء مخبوء تحت لسانه، لابد أن يملك نفسه ساعة الغضب.كلنا يعي دور السلطات الرقابية، أو التشريعية مبني على الحوار، كتشريع بإثبات أو نفي بدليل، وبالنتيجة تكون الغلبة للإقناع، على مساحة هكذا حوار بمنأى عن الطائفية يُسقط الإستجواب زواياه بمطرقة البرلمان.عندما يتحول الحوار الى غضب! ويأخذ منحى الدناءة بالأخلاق، فيغادر المُستَجْوِبْ حِلمه، ويرد المُسْتَجْوَبْ بالمثل، عندها على المجتمع أن يعي حجم الكارثة التي هو بها! كيف للمجتمع أن يقاد بهكذا طريقة؟ و ما هي نظرته لقبة البرلمان؟ لفض النزاعات الشخصية أماكنها، وافعل بها ما شئت، أما أن تستخدم قاعة ومصدر التشريع غرضاً شخصياً! فهذا ما يندى له الجبين، ويدعو للقنوط من العملية السياسية.
الإستجواب من مدلولات السياسة ومخرجاتها، مسألة بين أطر التحاور وإثبات الشيء من عدمه، بما ينفع الشعب ويُرجع بوصلة الحكومة محلها على جادة المصلحة العامة، البرلمان العراقي فقد كل تلك المباني! وبدلاً من أن يتقابل نائبان لطرح ضغائنهما خارجاً، فأنهما يستخدمان البرلمان ميدان حرب، وتواقيع البرلمانيين، شرعنة الإستجواب، لإدخال حصان طروادة السلطة التشريعية!
سؤلت أحداهن عن عدم إستجواب القادة الأمنيين! ممن تسبب بسقوط الموصل: (إستجواب هولاء هدم للعملية السياسية في ظل الحرب ضد داعش، و كيف لمعلمة أو ربة بيت برلمانية إستجواب قائد أمني متخصص)! الكلام لطيف وجميل! ولكن سيدتي النائبة: الحرب مع داعش ما زالت قائمة! والخطر محدق لغاية الآن، ولا ربة البيت والمعلمة أخذت شهادة بالمجال الأمني، فلماذا تستجوبين وزير الدفاع مع ثلة منهن؟!
لسنا بصدد تبرئة وزير أو تأنيب ضمير نائب، بقدر ما نريد أن نعطي صورة عن مسلسل الإستجواب في البرلمان، وعلى الشعب بعدها ترتيب أثره ومواقفه، ما بين النائب “الجبوري” بإستكمال لوحة الإستجواب، التي تستنزف طاقة البرلمان، وردت فعل وزير المالية (المُسْتَجْوِب)، إنفعالات و غضب وتَرَفُع عن الأخلاق! أظهرت معدن النائب ودناءة ألفاظه، بعدما أتَهم الوزير بعرضه وشرف أهله.
• “سيادة النائب” أين كنت عن سيل الإتهامات تلك؟ لماذا بهذا الوقت بالتحديد؟ وإذا ما كان دافعك وطني بالإستجواب! فأين كنت طوال عشر سنوات؟ والوزير يلعق ويأكل بنفس القصعة والإناء الذي تجتمعون حوله! وهل طَعن شرف الوزير من مدلولات الإستجواب؟!
• “سيادة الوزير”لطالما تنادي بالوطنية، فلماذا عندما تُسْتِجوَب تظهر ملفات الفساد على الخصم؟ ولماذا تخبئ ملفات الفساد؟ التي تهدد بها دولة القانون اليوم! عن أي شراكة كردية إصلاحية كنت تتكلم؟ تسكت حتى تُداهم أوكار فسادك، فتنتفض لمُداهمة الجميع.مابين هذا وذاك، وبعد ما تكلمنا به، نبقى ضحكة قانط ودمعة متأسف على العراق و نقول:-
• على من يَتبارون تحت قبة البرلمان،أن يعوا أن الشعب بات مطلعاً على ما هم عليه، وصناديق الإقتراع باتت قريبة، ولا نرحم أحداً حينها.
• على الشرفاء وقد شُخِصوا، مسؤولية الحفاظ على ما تبقى من العملية السياسية.
• على المجتمع أن يعي وجود الفاسدين، كانت بذرة هو زارعها في صناديق الإقتراع، وعليه إقتلاعها بإحلال من نراهم بذرة تغيير نحو الإصلاح.