23 نوفمبر، 2024 7:16 ص
Search
Close this search box.

اياد علاوي في مرمى النيران مجددا 

اياد علاوي في مرمى النيران مجددا 

ليس غريبا أن يُستَهدَفَ اياد علاوي . الغريب هو ان لايحصل ذلك ، فزعامة علاوي للتيار المدني تضعه على رأس لائحة اهداف جماعات الاسلام السياسي المتشددة ، وتبنيه لمشروع المصالحة الوطنية كفيل بجعله في مرمى نيران دعاة الثأر والانتقام ، وهو كذلك بالنسبة لعرّابي الطائفية السياسية من الداخل والخارج ، ولايختلف الأمر مع خصومه السياسيين ، في بيئة من الفوضى وغياب تقاليد التنافس السياسي المشروع .كل ذلك يبدو طبيعا فيما يتصل بعلاوي وجميع المتصدين باخلاص للشأن العام ، وخاصة قادة الصف الأول ، الا ان تصاعد هستيريا النيل من زعيم ائتلاف الوطنية واول رئيس حكومة بعد التغيير  ، هذه الايام ، يرتبط بطبيعة الاوضاع الراهنة ، ويرمي الى بلوغ غايات محددة .ابتداء ، لابد من الاشارة الى ان معارك وخصومات السيد علاوي ، وهو شخصية سياسية نشطة مشهود لها بالجرأة في القول والمواقف ، لم تبرر لأعتى خصومه ، بل وحتى اعدائه ، من الصف الأول ، من سياسيين ومفكرين  واعلاميين ، من التطاول على شخص الرجل ، التجاوزات اقتصرت ممارستها فقط على شخوص هامشيين او ذيليين ، وكانت دوما تفتقر للتماسك والموضوعية لتُصنف في باب التجنيات الساذجة . تحت هذا التوصيف يقع منشور الدكتور عبدالحميد ذرب على موقع صوت العراق بتاريخ 27 تموز الحالي تحت عنوان ” اياد علاوي من بعثي بلطجي الى منظر ديمقراطي ” ، فالمنشور بدء لايقع تحت تصنيف الكتابة السياسية والادبية لهشاشة مبناه وهزالة معناه ، ولا اريد النزول الى تقييم الكاتب نفسه اذ اكتفي باحالة المقال المذكور الى المتلقي الكريم .آثر الكاتب في مقاله ( مجازا ) الحديث عن وقائع تاريخية يعود عمرها الى مايزيد عن النصف قرن دون ان يقدم دليلا واحدا على ادعاءاته ، ا

ذ لم يأت بشاهدة واحدة على ( بلطجية ) علاوي كما يدعي ، وحوّل مقالته الى مايشبه حكايا العجائز للصغار في ليالي الشتاء الطويلة ، ليقيء ما في نفسه من سموم مكبوتة ضد العروبة بعد تغليفها بادانة ممارسات نفر من المحسوبين على الحركة القومية العربية انذاك ، والذين غادرهم علاوي بعد افتضاح تنكرهم للاهداف الوطنية والديمقراطية المتفق عليها ، ولم يتجرأ الكاتب مداناة الحقيقة التاريخية في معارضة علاوي لنظام هؤلاء النفر  منذ ذلك اليوم ، ولا الى تبنيه نهج المقاومة ضد الدكتاتورية ومقاتلتها مع فصائل المعارضة الوطنية انطلاقا من اقليم كردستان العراق ، واغفل عن عمد جريمة التصفية الجسدية لعلاوي ، في لندن ، على يد مخابرات صدام ، وملازمته المستشفى لأكثر من عام .لقد غيب الكاتب عن قصد جهد السيد علاوي في وضع قضية انتهاكات حقوق الانسان العراقي على لائحة الاهتمام العالمي ، وهي قضية شائكة زمن الحرب الباردة وانقسام العالم على محورين ، ولم تكن لتأخذ طريقها  لولا الامكانات الفكرية ومخرجاتها التنظيرية والبراعة السياسية للسيد علاوي ، وكانت ستواجه بالرفض او التشكيك لو صدقت افتراءات ذرب في بلطجته او ارتباطه بالبعث .يبدو ان السيد الذرب لايميز بين عناصر القيادة من قوة الشخصية ووضوح الرؤية والشجاعة والقدرة على الحسم وبين ( البلطجة )  او ( الشقاوة ) كممارسة مدانة ، فهو يعتقد بالتناقض بين القوة والديمقراطية وكأنهما لايجتمعان.السيد علاوي كان ومايزال شخصية قوية قادرة على الحسم بنفس الكفاءة التي يتمتع فيها بالثراء الفكري والقدرة التنظيرية ،وقد مكنه هذا المزيج التكويني المتجانس من قيادة واحد من اكبر الفصائل السياسية واشدها تماسكا وتبنيا للافكار المدنية ذات الطابع الديمقراطي ، ومن زعامة التيار المدني العريض ، مايجعله يحظى بمحبة واحترام كل العراقيين فحصد في العام 2010 اكبر عدد من اصواتهم ومن المقاعد في البرلمان ليعود الى رئاسة الحكومة مجددا لولا التدخلات الاقليمية والدولية المعروفة ، والتي جاهدت لمنع انتاج حكومة وطنية عابرة للطائفية تكرر نجاحات حكومته التأسيسية الاولى في العام 2004 والماثلة انجازاتها حتى اليوم .علاوي بمواقفه الشجاعة وسلوكياته المدنية وفكره التنويري المنفتح وتاريخه النضالي المشهود يعد رقما حاضرا وفاعلا في المشهد الداخلي ، في معادلات قيادة الاصلاح والتغيير ، وتبني المطالب السلمية المشروعة ، وتحقيق المصالحة ، وبناء الجبهة الوطنية ، كما هو حاضر وفاعل في المشهد الخارجي الاقليمي ( العربي والاسلامي ) ، والدولي ، وطروحاته الموضوعية المتوازنة تحظى بتقدير عالمي نادر .النيران الطائشة للذرب ومن على شاكلته لاتصيب السيد علاوي بمقتل وإن توهم مطلقوها ، فالرجل يتحصن خلف محبة شعبه ويتسور بتاريخ وطني مشرف من الدفاع عن قيم الديمقراطية والمساواة ونبذ التمييز والكراهية والدعوة الى التسامح والتعاون .مقال الدكتور الذرب يأتي في سياق الانقسام في المواقف ازاء الاحداث الراهنة ، والنجاح الذي يحققه السيد علاوي لبناء جبهة اصلاح حقيقية على المستويات النيابية والسياسية والجماهيرية والمهنية والتي يرى بعض النفعيين والموتورين انها ترسم نهاية ادوارهم الهزيلة في مسرحية آن الأوان لاسدال الستار عليها ، كما انها تتزامن مع اقتراب الحكم في قضية التشهير التي رفعها فريق الدكتور اياد علاوي القانوني ضد احدى الشخصيات السياسية التي عمدت الى التلفيق والكذب من خلال احدى الفضائيات بحق حكومة علاوي الأولى 

أحدث المقالات

أحدث المقالات