18 نوفمبر، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

مضادات حيوية …وحلول ترقيعية

مضادات حيوية …وحلول ترقيعية

الكثير منا عندما يصيبه مرض عضوي بجسده ,فمن الطبيعي أن يذهب للدكتور المختص وعند تشخيص المرض يقوم بإعطائه وصفة الدواء التي يكون العلاج فيها وعليه أن يستمرعليها لمدة (10) ايام ,وعند تناول اول يومين من المضاد الحيوي للالتهاب الذي شخص يبدأ المريض بالتماثل للشفاء فيقوم بعد ذلك بالعزوف عن اكمال ما تبقى من العلاج ظناً منه أنه شفي تماماً ,وهذه نظرية خاطئة لأن الفيروس كما يصفه الاطباء في الايام الاولى من المرض يكون قد اتخذ عدة مواقع للتخفي فيعتقد المصاب أنه طرد من جسمه ولكن العكس فالذي حصل أنه تمركز بشدة وبقوة بالجسم ,وعلى هذا الاساس ينصح الحكماء بأن يلتزم المصاب باستخدام الدواء جميعه وبأوقاته المحددة لذلك لاكتمال الدورة العلاجية ,وحتى لا يستفحل الالتهاب وينتشر بمناطق أخرى من الجسم ,أذن العلاج الترقيعي مضر وله اثار جانبية وسلبية على حياة المريض ,لقد تعاملت امريكا والمجتمع الدولي مع القضية العراقية بعد زلزال 2003,بنفس اسلوب الحل الترقيعي للمريض ثم تفاقمت الحالة واعني حالة الفوضى التي كانت ولازالت تدفع بها دول الجوار الاقليمي لتصفية حسابات تتعلق بشرق اوسطي جديدة في المنطقة ,ولخوف عدوى الديمقراطية من الانتقال لمواطن كراسيها ,تركوا العراق عرض للنهب والسلب الى أن تحول الفساد من سلوك منحرف وحقير لسالكه لظاهرة وثقافة مجتمعية ينتهجها شريحة واسعة من المجتمع بسبب مفردات تغيرت عناوينها ومسمياتها وبحيل شرعية كثيرة لسرقة المال العام ,المستفيد الاول والأخير من هذه الكارثة هو من يجد في اشاعة الخراب الطريق الوحيد لبقائه في السلطة ولا يكترث أن وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا ,لأن قدميه بماء بارد وضعهما غير الذي وضعت قدميه بالنار ,والممتلئة بطنه لحد التخمة ليس كمثل من ينتظر عزيمة بمكان ما ليتذوق طعم الطعام ويشبع منه في المناسبات,لن يتغير الحال الذي يعيشه البلد وأن بقيت الديمقراطية (1000) الف عام ,الخلل يكمن أن هنالك اشخاص لا ينبغي أن يكونوا في السلطة فوجودهم مسيء للدولة وببنيتها لأنهم يعملون بنفس العمل التخريبي الذي يوازي ما يعمل به الارهابي الاختلاف بينهما فقط في التسمية فكلاهما يصبان في خانة واحدة وهي
اللحاق الاذى بجسد الدولة وإيذاء المواطنين ,الحلول الصحيحة هي أن يكون الحل الجذري للمشكلة المتكونة من ثلاث محاور اولها ابعاد العناصر الفاشلة الفاسدة الموجود في مواقع كثيرة من الدولة لتلاعبهم بمقدرات اسندت اليهم,والثانية نقص واضح في الخدمات المقدمة للمواطن وعلى مختلف الصعد مما دفع بخلق فجوة وهوة نفسية باعدت المسافة بينه مع الحكومة ,والثالثة هي الاهم والأخطر الفساد الذي انتشر في كل مرافق ومؤسسات الدولة وهناك من يقف وراؤه فالفاشل والفاسد يجد في بيئة الفساد ارضية خصبة لتحركاته وتشبثه في المنصب ,قد يسأل السائل لماذا لم أذكر ظاهرة الارهاب على اعتبارها احدى العوامل المهمة المعرقلة لعجلة التقدم ؟صحيح لكن الارهاب بدأ يتقهقر تحت اقدام وسواعد مقاتلينا من قوات امنية ومسلحة وحشد باسل ولعل الانتصارات هي جواب كافي على ان الارهاب زائل لا محال ,بقي علينا أن نعيد ترتيب صفوفنا والاستعداد لما بعد انتهاء طرد الارهابيين من باقي الاراضي المغتصبة بوضع خطط جديدة واليات عمل مبنية على اسس مهنية بكيفية النهوض من الركام لمستقبل افضل ملؤه الأمان ,وهذا لن يحصل ويتحقق الا مع الالتزام بالوصفات التي يكتبها لنا العارفين الحكماء بنوع المرض والأزمة الموجودة في جسد الدولة وأن يأخذ العلاج بأكمله وصولاً لمرحلة الشفاء .

أحدث المقالات