18 ديسمبر، 2024 9:12 م

الحركات الأسلامية وثورات الربيع العربي

الحركات الأسلامية وثورات الربيع العربي

يبدو أن الحركات ألأسلامية قفزت ألى ألواجهة في ألثورات ألجماهيرية في مختلف بقاع ألعالم ألعربي؛ كما أنها تصدرت بحصولها على نسبة كبيرة من ألأصوات في ألأنتحابات ألتونسية ممثلة بحزب ألنهضة ألأسلامي وصعود كفة ألأخوان ألمسلمين في مصر؛ وكذلك بزوغ نجم ألأخوان ألمسلمين في سوريا في ألحركة ألأحتجاجية ضدنظام البعث ألسوري ؛ولاننسى ألحركة ألأسلامية في ليبيا ودورهافي أسقاط نظام ألقذافي. أن تناغم ألأدارة ألأمريكية مع ألحركات ألأسلامية وتغيير موقفها مؤخرا له دلالته على أن هذه ألحركات لها شعبية واسعة بعد ألتجارب ألمريرةالتي عانت منها شعوب ألمنطقة من قبل حكومات قمعية شمولية دكتاتورية تستخدم ألعنف ألمفرط في تطويع ألجماهير .
ولكن مراجعة بسيطة لتاريخ ألحركات ألأسلامية في ألعالم الأسلامي والعربي خصوصا لاتبشر بالخير فهي حركات تعتمد على تراث ألماضي وتهمل ألمستجدات ألتي طرأت على ألعالم وخصوصا على ألأجيال ألصاعدة في ألعالم ألعربي وبسبب ألثورة ألمعلوماتية ألتي وفرتها ألتكنولوجية ألمتطورة . لقد فشل ألأخوان ألمصريون في مصر بعد أنقلاب يوليو في مصر وأتجهوا ألى أستخدام ألعنف .أما في ألسودان فقد تعاونوا مع ألعسكر في أنقلاباتهم كالحركة ألمهدية ومجموعة حسن ألترابي ألتي تعاونت مع ألبشير . أما في ألعراق فأن ألحركات ألأسلامية بشقيها ألشيعي وألسني لم تحضى بتأييد ألأغلبية وتعتمد على ألمفهوم ألطائفي أكثر منه على ألمفهوم ألحداثي في أدارة ألدولة وألأنتخابات ألأخيرة بعد ألسقوط تأكد ذلك حيث صوت أغلبية ألشيعة والسنة لطوائفهم أكثر مما هو تصويت على برامج عمل وخطوات لبناء دولة عصرية.أما ماحاصل في أيران بعد ألثورة ضد ألشاه فقد تحول ألى حكم شمولي ينظر أليه ألأيرانيون على أنه تغير من حكم ملكي فاسد ألى دكتاتورية للملالي لم تأخذ في نظر ألأعتبار طموحات ألشعب ألأيراني في ألتغير نحو ألأفضل؛سألت أحد ألأكاديمين ألعراقيين ألذي هجر الى أيران في زمن ألنظام ألبعثي ألى أيران ؛وعندما تركها وهاجر ثانية ألى أوروبا سألته عن رؤيته للوضع ألأيراني ألذي عايشه في زمن ألشاه وما بعده فأجاب باللهجة ألعراقية{ بعثيين لابسين عمائم}!!.
أما في تركيا فيطبق حزب ألعدالة وألتنمية  نظرية تسمى{علمساني}؛ فهو يطبق ألحداثة في كثير من مجالات ألحياة بينما يستخدم ألشعارات ألأسلامية؛ أي بمعنى يتحاشى ألصدام مع ألعلمانيين ؛فهو مثلا لم يغلق حاناتات ألخمور أو مواخير ألزنا وألملاهي ألليلية ألتي تعج بها أسطنبول ولكنه أفلح بأسقاط قانون منع ألمجبات من ألدخول الى ألجامعات وألمدارس فقط!ولكنه ظل يدغد بشعاراته  مشاعر ألمسلمين في تركيا ألذين يحلمون بأعادة ألأمبراطورية ألعثمانية لكسب أصواتهم!!.
ولكننا نتيجة للتجارب ألسابقة للحركات ألأسلامية وألعلمانية ألفاشلة ألتي حكمت ألعالم ألعربي لعقود طويل؛ نقترح عليهم تطبيق جوانب من ألشريعة ألأسلامية مستندين ألى واقعنا ألحالي.لقد تفاقمت ظاهرة سرقة ألمال ألعام بشكل لم يسبق له مثيل في كثير من ألدول ألعربية .نقترح على هذه ألحركات بتطبيق حكم قطع يد ألسارق وتطبيقها علنا على ألمسؤولين ألذي يسرقون أموال عباد ألله ألمستغلين لمواقعهم ألرسمية كغطاء للسرقة ؛وعدم تطبيقها لمن يسرق دجاجة لأطعام عياله أو يسرق ملابس لأطفاله ألعراة حيث لم يطبقه ألسلف ألصالح في حالات ألأضطرار لها.كما نود أن نذكر بتطبيق فرمانات طبقها ولاة في سابق ألعهد وألزمان؛فقد طبق أحد ألولاة في ألعهدألقاجاري في أيران عندما أنتشرت ألمجاعة فيها بسبب رفع ألتجار لأسعار ألمواد ألغذائية وأحتكار ألسلع ؛حيث أمر بأحضار ألتجارألى قصره كما أمر بجلب جميع ألمحكومين بألأعدام بجرائم جنائية وألبسهم ملابس فاخرة ؛وأخذ يستجوب كل منهما عن سبب رفع ألسعار وتجويع ألمواطنين؛ ثم امر بقطع رؤوسهم واحدا بعد ألأخر؛ وعندما أنتهى من ذلك أمر ألتجار بألأنصراف؛ في أليوم ألتالي ظهرت ألمواد في ألأسواق وأنخفضت ألسعار وأصبحت في متناول ألجميع.أما ألفرمان ألأخر والذي أصدره أحد ولاة ألدولة ألفاطمية في مصر عند حصول مجاعة في مدينة ألأسكندرية وأصبح ألناس يموتون جوعا في بيوتهم وفي ألشوارع ؛فأمر بقتل أي مواطن يموت جاره جوعا؛ هرع ألناس لتفقد جيرانهم وأختفت ألمجاعة وتقاسم ألناس لقمة ألعيش فيما بينهم !!.أذا أستطاع ألحكام ألجدد من ألأسلاميين أن يشجعوا ألناس على مراعاة حقوق بعضهم ألبعض ألآخربما يرضي ألله؛ فلربما نستطيع ألقول أنهم حققوا جزءا من ألعدالة ولو أن كوميت يقول{أن العدالة ألمطلقة تقضي على ألحرية ؛ وأن ألحرية ألمطلقة تهزء بالعادلة} .