18 ديسمبر، 2024 9:16 م

هيئة عامة للثقافة ودورها الحضاري

هيئة عامة للثقافة ودورها الحضاري

الاحتراف في الكتابة ، صناعة ثقيلة، وهي نابعة من مفهوم الثقافة الذي يشمل كل شيء، حتى ان البعض اطلق على العمل الصحفي، صناعة ثقيلة ايضا، ترى كيف نستطيع ان نضم هذين المفهومين، بل لا قل هذا المفهوم الواسع الذي اتخذه الكاتب المثقف ديدنا لعمله، وتساوق مع حياته، ابداعا وتميزا، بل استطيع القول ان المثقف صفة المبدع، له مميزات توصله الى مكانته ويندرج اسمه مع باقي المبدعين الذين سبقوه، وهكذا تجد الاسماء المثقفة طريقها الى الشهرة والابداع والتميز، لان هذا المبدع امتلك حرفية عالية اهلته ان يكون في المقدمة دائما بين اقرانه من المبدعين..
ان التواصل في الكتابة نابع من الاحساس العميق في تكوين الذات، وبحكم الخبرة المتراكمة من الثقافة، نستطيع ان نتحدث بالمواضيع التي نختارها ، وذلك بتوافر الادوات الثقافية عند المبدع .
اقول ، ان المؤسسات والاتحادات الثقافية والادبية، وكذلك النقابات والروابط، عليها ان تعي اهمية المثقف والكاتب والصحفي وترعاه، من خلال دورها المؤثر في الدولة، من خلال المطالبة بتأسيس هيئة عامة للثقافة ، او مجلس اعلى للثقافة، وهذا ما طالبنا به في اكثر من مقال وسبق وان نشرناه في عدد من الصحف والمجلات العراقية، واستبشرت خيرا بان الحكومة قبل فترة اعلنت عن تأسيس هيئة عامة للثقافة تقوم بدورها تجاه المثقفين عموما، لكن لحد الان لم تشكل اللجان في بلورة هذا القرار الى فعل ، لانه يعطي للعراق دلالات حضارية مؤصلة، وهذه الهيئة او المجلس تأسست في دول عربية منذ سنين عدة، نأمل ان يزداد تفعيل هذه الهيئة لتكون بابا ابداعيا للجميع..
ان الصلة بين المثقفين العراقيين تبقى واحدة من المشاريع التي تضطلع بها الدولة، فكما نعرف ان الدول العربية ودول العالم، لها هيئات عامة للثقافة او مجالس للثقافة، تأخذ على عاتقها توفير كافة المستلزمات للمثقفين، وهذه تشمل الادباء والكتاب والاعلاميين والصحفيين والفنانين والباحثين وغيرهم، والدولة هنا لا تستطيع النهوض الا من خلال الثقافة التي تعرف بها هذه الدولة او تلك ، بغية تفعيل دور المثقف عموما من جديد..
ان تأسيس هيئة عامة للثقافة، يعني ان هنالك ورقة عمل ولجان متخصصة يشترك فيها جميع المعنيين بالثقافة، وتأخذ الهيئة على عاتقها تخصيص جوائز سنوية للمبدعين في كافة المجالات، كما عليها ان تهتم بطباعة الكتاب وتوزيعه، بعيدا عن المؤسسات الاخرى التي تهتم بطباعة الكتاب كوزارة الثقافة ، ومن واجب هذه الهيئة وضع برنامج فصلي للمهرجانات الثقافية والفنية والفكرية داخل وخارج العراق، على ان تخصص ميزانية مستقلة لهذه الهيئة من قبل الدولة وتتضاعف سنويا لتفسح المجال للمبدعين بمشاركة اكبر نوعا وكما، وعلى الدولة ان تخصص بناية لتضم رؤساء اللجان والاتحادات والنقابات والروابط والاكاديميين الذين تختارهم الهيئة في عملها، مما يعطي النجاح لها في توفير كافة الوسائل لرعاية الثقافة والمثقف على حد سواء ، وبمشاركة المبدعين العراقيين في كافة المفاصل..