يحدوني الألم ويعتريني الخجل ويحيط بي الحزن أن ابصر نماذج من المسؤولين الذين جاءوا مع الغزو الأمريكي وهم يحملون الغباء والنقص الثقافي والوعي السياسي ولم يطوروا بشخصياتهم في الدول الحضارية التي كانوا يعيشون على مساعداتها الأنسانية قيد أنملة وحينما أعتلوا مناصبهم بلا كفاءة أعتمدوا على أحزابهم الدينية وعشائرهم الطائفية ومثال على ذلك استقبال مدفوع الثمن لوزير خارجية العراق أبراهيم الجعفري الذي يجيد أستخدام الطباق والجناس والسجع بشفافية عالية وهو يتبختر بمشيئة يلعنها الله لأنها تشبه تبختر كفرة قريش حين تحدوا الثائر الهاشمي محمد بن عبدالله ويحيط بالجعفري ثلة من فقراء الشيعة المنافقين وهم يهتفون : علي وياك علي وهو يبتسم أبتسامة صفراء لأنه يعرف أنه لايصل بيوم ما الى ظل هذا الزاهد العظيم وسيرته لأنه أصلا لايمت الى فكره بالتطبيق ولا الى سلوكه بالنهج أطلاقا ولاأريد أن أضيف كم من السحت الحرام بنى له قصرا بلندن ومايخزن من مال وعقار ببغداد أكثر ممن قاله بشجاعة الأعلامي ( عدنان الطائي ) من قناة دجلة الفضائية قبل أيام وسنظل نفتقر الى شجاعة مثل هذا الأعلامي النبيل .
ان العامة وخاصة الفقراء معذورين حسب فاقتهم وحاجتهم فلماذا يتبختر رجل الدين والوزير اذا سمع هتاف : بالروح بالدم نفديك يا …ياصنم . ويطرب له كأي زرافة أفريقية وهو هتاف مخجل ويحط من قيمة الأنسان ويؤكد سذاجة وتفاهة هذا الأمعة , ويبدو أن النبل والتواضع بعيد عن مسؤولينا الى مايشاء الله يوما لنهايتهم المفجعة في الدنيا والآخرة ؟!
أن الأنحطاط الأخلاقي الذي يتجلى في سيرة المسؤولين في الدولة ناتج عن جهلهم لقراءة سير العظماء من القادة ومنهم رجال دين أشراف ومن هنا يكون أنحطاط شعوبهم الى درجة الفتك يهم لأحقا وهذا الأنحطاط ناتج من حب للشهرة والمباهاة والتعطش للظهور الأعلامي أو مصاب أغلبهم بمرض الشيزوفرينيا أو العظمة الكاذبة أو تقليد سير العظماء دراميا دون فعل أنساني حقيقي , أن التغزل بالطائفة أو العشيرة أو الحزب الواحد هو نقص ثقافي وعلمي وتشظي في الشخصية القيادية سياسية أو دينية أو عراقية عرفت بعشق العراق, فالتواضع والبساطة صفة العظماء الخالدين في التأريخ لأنه قائم على وعي عميق وثقافة واسعة ويندر أن يعرف هذا السياسي أو المسؤول قيمته وشخصيته الحقيقية ليحترم نفسه بدلا من تلقي الشتائم وتزايد الكره لشخصه . وأقول للسيد الجعفري : ربما كان للفقير الشيعي عذره بأن يهتف لك فهو في سبيل رغيف خبز عند مسؤول وغد وجبان وحين يستخدم أسم الأمام علي فهو في سبيل أن يطوقك بأسمه المقدس كي لاتقطع عنه وعن عياله رغيف الخبز .