في التحضير لعمليات تحرير الموصل قامت الولايات المتحدة الامريكية بتحديد مهام كل طرف من الاطراف التي ستساهم في هذا التحرير . مثل قوات الجيش والشرطة الاتحادية والبشمركة والحشد الوطني والعشائري والحشد الشعبي . بحيث لا يحق لاي منها الدخول الى مركز مدينة الموصل سوى ابناءها . . وقد ادركت الولايات المتحدة ان اي خطأ يحدث خلال العمليات العسكرية لتحرير الموصل سوف ينعكس ليس فقط على اوضاع العراق والمنطقة المحيطة به فقط بل سيشمل العالم كله . حيث ان الاخطاء التي ارتكبها جورج بوش الابن في تفجير المنطقة من خلال الاحتلال المباشر للعراق لا زالت تداعياتها تهز الوجود العالمي كله .ومن هذا المنطلق وقعت الولايات المتحدة الامريكية بروتوكولا عسكريا وسياسيا مع قادة اقليم كوردستان العراق. وبموجب هذا البروتوكول سوف تنسحب قوات البيشمركة من الاراضي المحررة من داعش بعد استكمال تحرير الموصل ،. اضافة الى فقرات اخرى تضمنها البروتوكول منها بناء خمس قواعد عسكرية ، وتقديم المساعدة المالية لتسديد رواتب البيشمركة . وغيرها. ورغم ان نصوص البروتوكول لم تنشر رسميا بعد،. الا ان قادة الاقليم قد اوضحوا بان الانسحاب لا يشمل كل المناطق المحررة من شمال العراق وانما سيشمل مدينة الموصل فقط .
يتضح من ذلك بان الكورد سوف لن ينسحبوا من الاراضي التي كانت تسمى بالمتنازع عليها . . لانهم اساسا يدعون احقيتهم بها ،فما بالك بعد ان سفكت الدماء الكوردية لتحريرها وحمايتها .هذا من جهة ومن جهة ثانية فان اهالي الموصل والعشائر الساكنة في محيطها سوف لا يسلمون هذه المدينة مرة اخرى الى الحكومة المركزية . . والا فان داعش او البديل عنه سوف يظهر مجددا نتيجة السياسات الخاطئة المستمرة للحكومة المركزية التي يديرها حزب الدعوة.ان السيد المالكي زعيم حزب الدعوة ورئيس الوزراء السابق الذي فرط في ارض وشعب العراق خلال سنوات حكمه العجاف يحاول الان ايجاد موطئ قدم له في مهام تحرير الموصل ،. ليضمن بقاءه في واجهة المشهد السياسي . . حيث ذهب الى السليمانية طارحا نفسه قائدا للحشد الشعبي ، وممثلا للشيعة في العراق ، في وقت ادرك فيه الشيعة قبل السنة ان من فرط باراضيهم في شمال العراق وسلمها الى داعش هو نفسه الذي يدعي تمثيلهم الان .من مجمل الاوضاع الآنية يظهر جليا ان ادعاء الحكومة المركزية التي يراسها حزب الدعوة باحقيتها في العودة لادارة المدن المحررة ، وتوجهات المالكي بهذا الصدد ايضا يفنده واقع الحال ،لان اهالي هذه المدن هم اولى بادارتها، وانهم ليسوا مستعدين لاعادتها مجددا. لاولئك الذين ساهموا بشكل مباشر او عن طريق الفساد السياسي والعسكري بالتفريط بها وتسليمها الى ما يدعى بتنظيم دولة الخلافة المزعومة داعش . . ولذلك ظهرت الدعوات الكثيرة الى عدم اعادة الاراضي المحررة الى الحكومة المركزية سواء كانت هذه الاراضي كوردية او متنازع عليها او اراضي عربية. حيث ادرك الجميع بما فيهم الولايات المتحدة بان الحكومة المركزية الفاسدة غير قادرة على ادارة هذه المناطق . ، وان على الجميع ان يدركوا ايضا بان العراق الذي مزقه المالكي وقادة حزب الدعوة ، سوف يتحول الى فيدراليات او كونفيدراليات لا محالة وهذا امر واقع لا مناص منه . ويتوجب علينا ان نستوعبه منذ الان . . ولكن التساؤل لا زال قائما عما اذا كانت هذه الفيدراليات ستستند على اقاليم شيعية وسنية وكوردية ام على اساس المناطق والمحافظات بعيدا عن التقسيم الطائفي والاثني . . هذا ما سيتم تقريره في قابل الايام ، خصوصا بعد مغادرة اوباما للبيت الابيض . حيث ان العراق ومنذ احتلاله الى يومنا هذا ليس فيه اى قوة او سلطة تعمل بمعزل عن سياسة الولايات المتحدة الامريكية ، او تدخلات الدول الاقليمية .