ان الله جل علاه جعل من طبع الانسان أن يكون أجتماعياً يحب العيش مع غيره بالفطرة يستأثر و يؤثر وفق رؤياه وزرع في نفسه بأن الوحدة هي القوة و بعكسها الضعف و الهوان ، و ان التجارب و الحوادث اليومية برهنت على صحة ذلك , و أن الوحدة هي أجتماع الأفراد ضمن مجموعة واحدة و العمل بروح الأخوة من أجل تحقيق أهداف مرسومة , و تعد من أهم دعائم وركائز أي كيان مهما يكن بالحجم صغيراً او كبيراً و تقوم على حب هؤلاء المواطنين لهذا الكيان و أنتمائهم له و الدفاع عنه ضد أي قوة داخلية أو خارجية تهدد وجوده ..
يمر أقليم كوردستان بمرحلة صعبة للغاية بين ما يهدد وجوده من المؤامرات و الدسائس الخارجية و الأزمات السياسية و المالية من الداخل و أن الوحدة و التلاحم هو المنقذ لأننا على مفترق الطريق فأما القبول بالتبعية وتحمل قرارات الأخرين أو العمل نحو الاستقلال وحق تقرير المصير ، وبات مطلباً شعبياً حيث تنادي كل الفئات و الشرائح سواء على مستوى الفرد أو منظمات المجتمع المدني و تعقد الندوات و تصدر البيانات و المثقفون و الاكاديميون ينادون من منابر الاعلام و علماء الاديان المختلفة في خطبهم يشتكون و يدعون الى الوحدة ونبذ الخلافات و المصالح الحزبية جانباً لخطورة المرحلة و ضرورة الوقوف صفاً واحداً بوجه المطامع و المخططات , في حين تقف الاحزاب السياسية الكوردستانية بكل توجهاتها على مسافة بعيدة من بعضها البعض و كل طرف يتهم الأخر بالخروج من الصف الوطني و ربما تصل الى أطلاق تهمة الخيانة في حين أن كل الاحزاب ساهمت في بناء هذه التجربة الديمقراطية و شاركت و هي جزء منها بايجابياتها و سلبياتها و بدلاً من توحيد الصفوف في جبهة كوردستانية ( مثلما كان سابقاً) بدأت بتأسيس عدة جبهات بتوجهات مختلفة تشم رائحة المؤامرة و التفرقة رغم المحاولات الحثيثة لمؤسسات الاقليم او جهات خارجية , وان رغبة الشعب الكوردستاني في الوحدة تنطلق من حب هذا الشعب لوطنهم و أن الوحدة تأتي بثمارها في أي وقت و مكان فعلى سبيل المثال لا الحصر ..
1. ان الشعب الكوردستاني الذي أثبت وحدته في ثورة ايلول الكبرى حيث أختلط أطياف الشعب من أقصاه الى أقصاه يدافع من أجل حقوقه على جهات القتال من زاخو حتى خانقين و كانت تضرب الأعداء بيد واحدة تحت راية قيادة (البارزاني الخالد) الحكيمة , هذه الثورة التي جنت للكورد و بفضل وحدة صفوفهم
منجزات عديدة من أبرزها أتفاقية (11 أذار عام 1970) التي تعد أول وثيقة قانونية تقر بحقوق هذا الشعب .
2. الانتفاضة الشعبية المباركة لعام 1991 دليل اخر على قوة الوحدة لهدم قلاع الاعداء القابع على صدورهم لعقود عندما صرخ بوجهه كيد واحدة انطلاقاً من قضاء رانية و انتهت بتحرير اكثرية اراضي كوردستان من دنس الاعداء مثالاً اخر على اهمية وحدة الشعب الكوردستاني ،كذلك وحدة الصف في الهجرة المليونية الى المناطق الحدودية لأيران و تركيا و العيش في ضروف حياتية صعبة و التي أتت بثمارها بتأسيس منطقه آمنة بقرار دولي ذات الرقم (688) و دفعت الدول العظمى مثل امريكا و فرنسا و بريطانيا بضرورة مساعدة هذا الشعب حتى قال كلمته في أول انتخابات شرعية و تأسيس اول برلمان كوردستاني و حكومة للاقليم .
3. قبل حوالي عامين هاجمت المنظمة الارهابية (داعش) أقليم كوردستان محاولاً النيل منه و لكن الشعب الكوردستاني بفضل وحدته برهنت على أنها الجدار الصلب و الارادة القوية التي لا تقهر و وقفت مع ابناءها من البيشمةركة متناسياً كل الخلافات و وضعت الاعلام جانباً مكتفياً برفع علم كوردستان رمز التضحية و الفداء و قدمت كل اشكال التعاون و المشاركة فكانت القوة الكاملة للمقاتلين و النتيجة معروفة من الدعم الدولي للاقليم و كسر شوكة (داعش) و الحد من مدها .. فان وحدة الصف بين البيشمةركة و الشعب مثالاً اخر من بين الامثلة المتعددة .
وبمجرد ذكر هذه المواقف و المراحل تنمو روح الوحدة لدى الشعب الكوردستاني وسط خلاف حزبي وان الجميع مسؤولون امام الله و الشعب و عليهم بتنفيذ مطالبهم لأنها سر قوة كل الاطراف و اذا قال كلمته فانه لايفرق بين الالوان ويصبح المستحيل واقعاً .