23 نوفمبر، 2024 12:48 ص
Search
Close this search box.

الاستعراض والمظاهرات والمخاوف …!

الاستعراض والمظاهرات والمخاوف …!

يعيش العراقيون في بغداد وبقية المدن حالة قلق غير مسبوق مع سريان الاشاعات والتأويلات والمخاوف التي تبعث بها وسائل الاعلام، أزدحام الأفق بهذه الأسئلة يجعلنا   نباشر بالسؤال؛ ما هي أسباب الإستعراض الذي يأتي في ظروف وأوضاع غير مناسبة تماما ً..؟ 
هل يعقل انك تجري استعراضا ً وثاني أكبر مدن العراق محتلة من عصابات داعش ..؟
وإذا سلمنا بذكرى 14تموز 1958 فهي موضع خلاف بين المواطنين أنفسهم ، كما أنها لاتلتقي مع دعوات الأحزاب والتنظيمات التي ستقدم العرض ..!

 الأشكالية الآن أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا اتباعه وعموم الشعب الى تظاهرة مليونية عارمة  يوم الجمعة، وماتلى ذلك ( أي الأستعراض) أعقب حديثه ، ولايخفى على العراقيين مظهر التطور الدراماتيكي حين أرتدى الصدر الزي العسكري ، ودعوته لأتباعه في الجناح العسكري( سرايا السلام ) للتهيؤ بالعدة والعدد في زمن قصير …!
 بأختصار شديد نقول أنها رسائل تصعيدية متقابلة ،الحشد والمؤسسة العسكرية من جهة ، وسرايا السلام من جهة أخرى، وماهدف استعراض الثلاثاء وايقاف الحياة في بغداد سوى صفحة من تلك الرسائل …!
مصادر الخوف لدى الناس متنوعة تبدأ مع ظروف المناخ القاسي وانهيار الخدمات والأزمة الاقتصادية التي مست عموم الطبقات الفقيرة والمتوسطة ، الى مشاعر الحزن واليأس التي تسيطر على بغداد وأهلها بسبب كارثة الكرادة وهذا الموت اليومي وفقدان الأمن والأمل،وما عادت الناس قادرة على تحمل المزيد من الألم والفقدان،وفوق كل هذه الأوضاع المأساوية صارت تخيم على الناس توقعات نشوب اقتتال شيعي – شيعي ..!
ان استخدام السلاح في التصدي للمتظاهرين الباحثين عن الإصلاح والتغيير جريمة منافية للدستور والشرع وقيم الأرض والسماء، ومن المفيد ان يدرك الجميع ان لكل فعل رد فعل ، لهذا التزام الحكمة والتعقل وتقديم مصلحة الناس والوطن شرط وجود هذا الفصيل السياسي والمسلح أيضا ً .
والحقيقة التي ينبغي ان تدركها جميع الأحزاب السياسية الحاكمة، ان الشعب العراقي قد اصيب بنكبة عظيمة جراء الفساد والضياع والأرهاب  الذي ساد في حكوماتكم المتعاقبة ، وان وجودكم في السلطة واستئثاركم بها، أضحى عائقا ً امام حياته وآماله ، وإذ يمسك الخوف بالجماهير العريضة خشية الظلم والأضطهاد والتهديدات الطائفية ، فأن ملايين الشعب ستجدونها متجحفلة مع مقتدى الصدر ، ربما ليس انتماء ً، بل تسعى الجماهير لرمزية تتصدر نضالاتها وثورة تحررها .
الآن ينبغي ان يدرك كل قوم مشربهم ، فالحشد مكانه الجبهات للدفاع عن المقدسات كما دعا مؤسسه المرجع الكبيرالسيد علي السيستاني و( لابد من كلمة يقولها السيد السيستاني في هذا الأحتدام ) ، والجماهير مكانها ساحات التحرير ، وكل الأفعال ينبغي ان تتجه للتحرير من الأرهاب والفساد واللصوص والمزورين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات