لم يتجرأ أحد من السنة أو من الشيعة أن يبادر ويتخلى عن أقنعة المجاملات ويذكر لنا أسباب وجود خلافات تبدو للبعض عميقة لا يمكن حتى التقرب منها بين المذهبين .. نحن الفقراء من المسلمي لا نرى أن هناك أي خلاف بل العكس تماما .. كلانا نوحد الله وكلانا نؤمن بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رسولا ونبيا والقرآن الكريم كتابا وقبلتنا واحدة.. أيوجد ما يلمح أو يشير على وجود خلاف بين الطرفين !
غير متناسين بطبيعة الحال أننا نعيش في وطن واحد وأصولنا واحدة ومصيرنا واحد.. الذين أوجدوا هذا الخلاف هم المتحدثون من الجانبين ممن يظهر منهم على شاشات القنوات الفضائية أو ممن يتكلمون في مجالسهم الخاصة ،هم سبب البلاء الذي حل في العراق وجعل البعض يظنون أن ما بيننا خلاف عقائدي !
الشيعة والسنة شريان العراق الدائم ونبضه فكيف يمكن لعاقل أن يعيد خلافات حدثت قبل أكثر من 1400 عام بين المسلمين تمكنوا بعدها من طمرها وإسدال الستار عليها رغم ما تحملته الأمة من نزيف كاد أن يجهض أعظم عملية إنتقال للبشرية من الجهل والشرك والعبودية إلى التحضر والتحرر والتوحد .. ثم يظهر لك بعد كل هذا القاموس المعطر بالتضحيات من يثير الفتنة والعداوة ، بينما المسلمون أمة واحدة .. المثقفون عليهم واجب كبير أنيط بهم وهو التقريب بين الطرفين فهناك الكثير من المندسين والمكلفين بإثارة الفتنة وشق الصفوف من كلا الجانبين لم يتصد أحد لهم حتى أيامنا هذه فإستغلوا فرصة كبيرة وبإسناد دول معادية لديمومة هذا الخلاف المصطنع ومنه أن السنة لا يحبون آل البيت الكرام رضي الله عنهم ما دفع الكثيرين إلى إستثمار هذا التغافل وعدم توضيح الأمور على حقيقتها كما نصت عليها الفروض والسنن والإجتهادات ،فمن الأمور التي لابد لي من ذكرها أن في صلاة أهل السنة ما يوجب على المصلي أن يقرأ التحيات بعد كل ركعتين قبل التسليم.. ما هي التحيات !
(( التحيات لله والصلوات الطيبات .. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .. أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد )) وهذا النص ثابت مع بعض التغييرات البسيطة في اللفظ .. حب أهل البيت فرض عين على المسلمين شيعتهم وسنتهم وكذلك صحابة رسول الله مجمد صلى الله عليه وسلم ..وللحديث صلة