15 نوفمبر، 2024 7:52 ص
Search
Close this search box.

الحقد الاسود ينبع من الفكر الاسود 

الحقد الاسود ينبع من الفكر الاسود 

شعوبنا العربية عامة والعراقي خاصة مواقفهم من اي حدث على مستوى داخلي او عربي او اسلامي او عالمي لا ينبع من تحليل الحدث للحكم عليه وهل هو ايجابي ام سلبي وانما الكل يهرول الى الجهة التي يتصور انها تعبر عن مبادئه ومعتقداته حتى لو كانت تلك الجهة تلقيه في النار ليكون حطبا لها والواقع مليء في صور لا تعد ولا تحصى حتى اصبح الكثير من الناس مثل الدمى التي يحركها الموجه من وراء الستار فهذا يقتل هذا وذاك يشتم هذا…  ووو  دون ان يكون هناك سبب حقيقي للفعل المضاد فكم وكم بريء قتل بلا جريمة او جناية اقترفها وكم وكم بريء القي في غياهب السجون ودمرت حياته وحياة عياله كل هذا يجري من خلال الحقد الاسود الذي ليس له مايبرره سوى ان الفاعل جعل من نفسه اداة للجريمة التي لايمكن ان يسلم من العقاب عنها عاجلا او اجلا ( والقائد يضرب بالدجاج والمقيود يتلقى العجاج ) القائد – الرئيس – السيد – الرفيق – مولانا … الخ يسكن القلاع ويأكل ما لذ وطاب ويتنقل حسبما يشاء والباقيات الملحقات … والمقيود يسكن الخرائب ويأكل المقسوم ويتنقل من حفرة الى حفرة حتى يلقى مصيره الاسود ويترك عياله في جحيم الحياة ولو كان ذلك عن عقيدة او هدف سامي فما اشرفها من ميته ولكن المسلم يقتل المسلم وابن الوطن يقتل ابن الوطن وفي احسن الاحوال ينكل به ويتركه فريسة للظروف القاسية التي لا ترحم ولو استعرضنا التاريخ الحديث خاصة بعد ظهور الدولة العراقية في بدايات القرن العشرين ولحين سيطرة الخميني على السلطة في ايران لم يشوب العلاقات الوطنية العراقية بين ابناء الشعب الا ماندر وتحديدا في فترة سيطرة البعث على السلطة … سقنا هذه المقدمة قبل استعراض الحدث الاخير في تركيا الدولة المسلمة التي لها مواقف مشرفة من القضايا العربية والاسلامية منها عدم السماح للقوات الامريكية العبور الى العراق في عام 2003 وكذلك ارسال اسطول الحرية  لكسر الحصار عن غزة التي منع عنها الكيان الصهيوني مقومات الحياة والدفاع عن مسلمي بورما الذين يتعرضون الى الابادة والاضطهاد من قبل حكومة بورما وغيرها من المواقف المشرفة تجاه القضايا الاسلامية … 
لقد استطاعت ايران ان تجعل النفس الطائفي هو الغالب في علاقات المسلمين ووترت العلاقات بينهم وجعلت الاستقطاب حالة قائمة فعلى سبيل المثال موقف ولاية الفقيه وتوابعها من  ( حزب البعث ) ففي العراق حزب البعث الكافر لان زعيمه كما يصورون للاخرين انه سني وهوفي الحقيقة علماني حاله حال الكثير من الشيعة البعثيين ولم يلتفت الى الدين الا بعد ان وجد نفسه مقطوع الجناح وكان يأمل ان يجد مبتغاه في ذلك المدخل اما عائلة الاسد التي استولت على السلطة منذ عام 1963 ومارست ابشع دكتاتورية فاشية ضد المعارضين للحزب علما ان الاكثرية الساحقة في الحزب هم من الطائفة السنية فالتحالف الستراتجي قائم بينهما منذ قيام الانقلاب على الشاه واستلام السلطة وفي فترة الحرب العراقية الايرانية منعت سوريا عبور النفط العراقي عبر الاراضي السورية وقطعت المياه وحلت كارثة كبيرة خاصة في وسط وجنوب العراق اهلكت الزرع والضرع نصرتا لايران … بدورها ايران قدمت الدعم الدائم للنظام كما دفعت الجهات الموالية لها في العراق ولبنان للدفاع عن حكم الاسد ومدتهم بالمال والسلاح والخبراء من اجل قمع حركة المعارضة ولم تشعر بأي حرج لما يحصل من قتل هناك وتخريب وتدمير لقد عاش الشعب السوري كغيره من الشعوب العربية في امن وسلام ومحبة حتى دخول الخبث الايراني في المنطقة وعودة الى عام 2006 حينما جرت الحرب بين اسرائيل من جهة وحزب الله اللبناني من جهة وقف كل العرب والمسلمين متضامنين مع حزب الله واكبروا انتصاره على الاسرائيليين وطردهم من لبنان غير ان هذا الحزب وزعيمه غير اتجاه البوصلة الوطني الى الاتجاه الطائفي بتوجيه من ايران وبدلا من ان يقف موقف حياديا على الاقل دخل بكل عنفوانه الى جانب حكم عائلة الاسد ذات التاريخ الاسود بل جاهر وبكل صلافة بالقول ان الاموال تصلنا من ايران  مثل ما تصلنا الصواريخ فهل هناك صلافة في العمالة اكثر من ذلك ؟؟  ان مقامات اهل البيت مثل مقام السيدة زينب والسيدة رقية (ض )  
وغيرها موجودة منذ مئات السنين ولم تتعرض الى اعتداء من اي جماعة او تنظيم وكيف يحصل هذا وهم عترة رسول الله (ص ) ومن يعتدي على مقاماتهم فلا يمت الى الاسلام بصلة .. لقد ملأت البهجة التابعين الى ايران في سوريا ولبنان والعراق وقسم من الاكراد المتعصبين وغيرهم بقيام الانقلاب الفاشل ضد حكم حزب العدالة والتنمية التركي رغم تلاحم الشعب التركي بكافة اطيافه بما فيه احزاب المعارضة ضد الانقلابيين وبأشارة من اردوغان عبرسكايب استغرقت 12 ثانية نزلت الجماهير بكافة اطيافها المحملة بالايمان بالوطنية والدين والحرية والديمقراطية الى الشارع وهاجمت العساكر الانقلابية بكل الوسائل لهزيمتهم واهانتهم واعتقالهم في ملحمة ليس لها مثيل في الاحداث المشابهة حتى ضربوا الضباط الانقلابيين بالاحذية تعبيرا عن غضبهم ومن حق الشعب التركي ان يتصرف كما يحلو له ووفق مصلحته واليوم تركيا تضم بين جناحيها الملايين من اللاجئين والهاربين من جحيم سوريا والعراق وغيرها ويتمتع جميع الاتراك بالحرية والمساواة في كل شيء وكل الذي فعله حزب التنمية ان الغى الاجراءات التي كانت تقيد حرية المسلمين مثل عدم السماح بارتداء الحجاب ومنع الاذان في المساجد وغلقها وفتحها في اوقات الصلاة فقط والان تعمل الحكومة التركية على جعل اللغة العربية درس اساسي في المدارس باعتبارها لغة القرأن بعكس ماعملت عليه علمانية اتتاتورك الذي الغى الحرف العربي واستبدله بالحرف اللاتيني فهل في هذا ما يغيض المبتهجين في محاولة الانقلاب الفاشلة ؟؟ في مقارنة لأردوغان في احد خطبه : صنعنا اول دبابة واول قمر صناعي عسكري وزرعنا مليار و770 مليون شجرة ونقلنا تركيا من ترتيب 111 الى 16 بالعالم بالقوة الاقتصادية وانهينا ديوننا ونقلنا تركيا من صادرات 23 مليار الى 153 مليار دولار ونخطط لتفريغ 300 الف عالم للبحث العلمي في غضون 10 سنوات خطوطنا الجوية نالت المرتبة الاولى اوربيا شعبنا وحده له الحق ان يحاسبنا من خلال صناديق الاقتراع فهل في هذا ما يغيض طائفيا ؟ 
اليس ذلك ما يبهج المسلم بتطور بلاد المسلمين ؟ وان كانت هناك سلبيات او اخطاء فلا يبرر ذلك الحقد والكراهية ومن لايعمل لا يخطأ لماذا البعض يصر على تعظيم جمهورية ايران الاسلامية وولاية الفقيه رغم كل الدمار الذي لحق في اوطاننا بسبب تدخلاتها في شؤون بلداننا  وماهو المكسب الذي تحقق لهم ؟ وما الذي حققته هذه العصابة من انجازات للشعب الايراني المبتلى بهم والمغلوب على امره غير الحروب والقتل والتعويق والجوع اسألوا المواطن الايراني بعيدا عن اعين الرقباء عن حاله وحياته في ضل حكم الملالي وبين حكم الشاه سيكون الجواب كنا نعمل يوم واحد نعيش فيه 7 ايام اما الان فأننا نعمل 7 ايام حتى نعيش بها يوم واحد كفاكم تغابي وطربكه ان الاحتراب المذهبي والخلاف بين طوائف المسلمين لايخدم الا اعداء الاسلام والمسلمين وكفاكم تبعية غبية لمن يدعي انه يمثل كذا وانه خليفة كذا من المسميات التي تهدم ولا تبني انظروا الى الشعوب وانجازاتها العظيمة في التقدم بكل مفاصل الحياة ومن يريد ان يعبد الله فليعبده على طريقته الخاصة وابصقوا في وجه كل من يقول لكم اقتلوا هذا او ذاك بسبب انتمائه القومي او الديني او الطائفي لان الله يقول في محكم كتابه القراّن الكريم ( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ) المائدة 32( ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون )الانفال 22 – في الختام نقول لهؤلاء الشامتين والمطبلين على طبول جوفاء ماهو موقفكم لو اندلعت ثورة شعبية عارمة واسقطت حكم الملالي في ايران وماذا ستفعلون واين تذهبون بعد ماقتلتم وسرقتم ودمرتم ومزقت التلاحم الوطني في بلداننا .. فعلى من يمتلك الحكمة والعقل ان يقل خيرا او ليصمت 

أحدث المقالات

أحدث المقالات