22 نوفمبر، 2024 8:00 م
Search
Close this search box.

سجن الحوت وتهديد الخفاجي

سجن الحوت وتهديد الخفاجي

تسير عجلة القضاء في الفضاء العراقي بشكل معاكس او بالاحرى هي تدور حول نفسها فقط , فعلى ما يبدوا ان المحاكمات العشائرية  والقصاص والثارات بين الخصوم هي السائدة في بغداد وبقية المحافظات ذات الصبغة العربية .
وهذا معناه على الفرد الرضى  بما يحكم عليه بين المتخاصمين حتى وان ضاع حقه لضعف سطوة عشيرته وصغر اقطاعها وعليه مهما كان الجزاء ان يفعل ما يؤمر به .
ولكي لا اخرج عن موضوعي حيث اعلن في هذه الايام عن نية ميليشيا (ابو الفضل العباس) التابعة للحشد الشعبي بإعدام المحكومين في سجن الحوت الذي يضم بغالبية معتقليه السنة من المتهمين بقانون (4ارهاب) سيء الصيت , كما ان عدد من رموز النظام السابق الذين سلمهم الاحتلال الامريكي عند خروجه من العراق سنة 2011 الى الحكومة العراقية موجودين فيه .
والسؤال المطروح اين هو القضاء العراقي وهل سيقوم اوس الخفاجي بتنفيذ الحكم على المعتقلين امام اعين المسؤولين في وزارة العدل والحكومة المركزية , فإن كان الجواب نعم فما هو دور وزارة العدل والمحكمة الاتحادية العليا ورئيس الوزراء المنوط به الموافقة على كل حكم بالاعدام او رئيس الجمهورية ونوابهم , وهل ان الحشد الشعبي اصبح هو الحكومة والوزراء يقتادون بأمره , الخزرجي هو قائد لواء ابو الفضل العباس الذي يقاتل في المعارك الجارية في المحافظات المنكوبة , واكتسب شهرته من خلال عملياته العسكرية ضمن قاطعي تكريت و الفلوجة وما حل بالمدينتين بعد دخول الحشد اليها من خراب وسرقة وقتل طائفي كما ان هذا اللواء لمن لا يعرفه قد شارك في معارك سوريا تحت شعار حماية المراقد الشيعية ولكنه بنفس الوقت ذهب ابعد من ذلك في قتاله ضمن محيط محافظة حمص السورية .
ونعود لموضوعنا عن القضاء في العراق وعن كيفية سيره والواقع ان لا احد منا يعرف ما الذي حصل او سيحصل في الايام القادمة وسط تخوف من القيام بعمليات ابادة جماعية لكافة المعتقلين الموجودين في سجن الحوت الواقع في محافظة الناصرية جنوب العراق , هؤلاء المعتقلين تختلف التهم الموجهه اليهم , بعضهم اسر ضمن الاعتقالات العشوائية وبعضهم الاخر من قيادات حزب البعث او بقايا النظام السابق و اخرين هم حقا من منتمي تنظيم القاعدة سابقا او الدولة الاسلامية (داعش) حاليا والاخير فعلا يستحق الاعدام ولكن ضمن القانون العراقي وليس على يد ميليشيات تهدف لإستغلال التفجيرات الاخيرة تمهيدا لإعادة الاقتتال الطائفي بين مكونات المجتمع العراقي .
وسؤالي للخزرجي هو عندما ظهرت متوعدا قبل ايام بإعدام المتسببين بحادث الكرادة والجميع يعلم وبالادلة ان المتسببين يسكنون في المنطقة الخضراء وبعضهم من زعماء وقيادات الحشد الا يجب القصاص منهم وما دخل سجن الحوت بحادث الكرادة ام ان هناك دوافع معروفة تدفعك لأختيار هذا السجن بالذات .
وحيث تتسلم انت وجنودك رواتب من خزينة الدولة اليس من المفترض ان تؤمن بعدالة هذه الدولة وقضائها ام ان هناك امور اخرى لا يعرفها عامة الشعب حين ذاك يجب الكشف عنها لتبرير الفعل بدلا من التوعد بالانتقام من سجناء لا حول لهم ولا قوة بدعوى الثأر .
لا زالت الاجوبة مجهولة ولا تزال التهديدات مستمرة بالانتقام من متسببي حادث الكرادة المؤلم والارهاب لا زال ممسكا بالحكومة لا تدري أهي الارهاب ام انها تتحرك بأشارته ام ان الخوف قد سيطر عليها .
وربما ما يجري تداوله تحت غطاء العملية السياسية من مساومات سيذهب ضحيتها المزيد من الابرياء والقادم سيكشف خبث النوايا وربما سيحيل الجحيم الحالي ارض الوطن الى مساحات قاحلة لا سكان فيها ولا عمران سوى الاشباح .

أحدث المقالات