مازالت حكومة العراق البائسة الفاقد لشريعتها تتعكز على عصا نخرة بالية , فبحجة تجنب الفوضى تطالب الشعب العراقي بعدم التظاهر ولا ندري هل نحن نعيش في أمن واستقرار وسيادة وقرار مركزي حكومي وبسط نفوذ وسيطرة قانون , ولا ندري من سبب الفوضى التي يعاني منها بلدنا العزيز منذ 2003 , فلا قضاء مستقل , ولا جيش مستقل , ولا مؤسسات حكومية ناهضة مستقلة فاعلة , و لا دولة ونظام حر بعيد عن التدخلات والاحتلالات الخارجية , ولا أمان ولا أمن صحي ولا غذائي ولا خدمي , ولا ثقافة واسس وجذور للوحدة والتعايش السلمي , أليس من الفوضى يا حكومة الفشل والفساد أن يتحكم في العباد والبلاد وقانون القضاء زمر ومافيات وعصابات المليشيات المسلحة رغما عن أنف الحكومة تقتل وتسلب وتخطف وتهدد ولها الماكنة الإعلامية والمادية مدعومة ومؤيدة من المؤسسة الدينية وهي نافذة فاعلة في العراق تشيع الفوضى وتفتعلها كيف ومتى تشاء والحكومة تتمسح بها وتتملق لها وتدافع عنها فأين صوتكم وشجاعتكم ضدها ولما لا تقضون عليها او على الأقل تطالبونها بالكف عن تصرفاتها اللاشرعية واللاقانونية ! فهل شجاعتكم على الشعب المسكين المظلوم الأعزل , نعم الشعب يتحمل جزء من المسؤولية والخطأ لأن من ساهم بتسلطكم ولكنه اليوم يعلنها ثورة وصحوة ضمير لا تراجع فيها ويرفع فيها شعار الوعي وعدم اللدغ مرة أخرى من جحوركم المليئة بالأفاعي الغادرة السامة القاتلة , فهل مثلا في مخاطبتها وطلبها اليوم من الشعب بتأجيل التظاهرات بحجة تجنب الفوضى وتعريجها على فاجعة تفجير الكرادة وربطها بداعش تريد أن نصدق أن الحكومة بريئة من هذا التفجير الذي لم يشهد العراق له مثيل فلو تنزلنا معهم بأن من قام بالتخطيط لهذه العملية هم داعش فمن ساعد ونسق مع داعش وسمح لهذه السيارة بالمرور وصلا لهدفها ؟! سبحان الله ألم يعترف وزير الداخلية بالضغط عليه من جهات عليا بعدم التعرض للسيارة وتفتيشها وهذه الجهات العليا منذ أعوام هي سبب الفوضى والخراب والدمار بالعراق لا تختلف عن داعش في جزئية الوحشية والتطرف , اسمعوا وعوا يا أبناء الشعب العراقي مازلت حكومة الظلم والجور والبغي تستغفلكم وتتظاهر بكل بجاحة بأنها حمامة السلام والأمان والبراءة وأنها غير مسؤولة ولا متورطة في حالكم المأساوي وهاهي اليوم توجه التهمة والتهديد المبطن لكم بأنكم سبب للفوضى والخراب أو أنها تريد أن تقول إذا خرجتم سنقلبها على رؤوسكم دمار وفوضى خصوصاً وهي الضالعة المتورطة المتعفنة بالمليشيات والأحزاب الدموية الفاسدة والمخترقة الخانعة الخاضعة للمتطرفين والمليشياوين والمتاجرين بدماء الشعب العراقي وبأرضه وتاريخه وحضارته وثرواته .