23 نوفمبر، 2024 4:51 ص
Search
Close this search box.

ستحابهم دماء العراقيين

ستحابهم دماء العراقيين

من السذاجة أن يتصور أحد أنه بعيد، عن أنياب إرهاب يضرب أرجاء المعمورة بلا إستثناء، ولا ساحة محصنة من شيطان لا صديق له، ولا يفرق بين شيعي او سني أو مسلم وديانة آخرى، أنه سفاح وليد فتاوى التكفير والإنحراف، والمنطقة في خطر، ولا سبيل إلاّ طاولة الحوار وتحديد المصالح والنفوذ.
جربت المنطقة سياسة كسر العظم، ووصلت الأطراف الى طرق مسدودة، وأُنهكت الشعوب بتبعات إفرازات التعصب والعداء اللامشروع لمصالح مقيتة.
تعيش المنطقة الإقليمية حالة الفوضى العارمة، وتقاطع المصالح والتنافس والتسلط والنفوذ، وتجاوزت حدود الصراعات؛ من دكتاتوريات داخل دول؛ الى فرض إرادات على دول آخرى وأن كان بالخسائر البشرية والمادية للبلدان؛ دون عقلانية إدارة المصالح وحدود إمتداد الصراعات، ومن العراق وسوريا الى اليمن والبحرين ولبنان، ولا رابح إلاّ شركات بيع السلاح ومافيات المتاجرة بالبشر، والشعوب تدفع ثمن التقاطعات، دون الإنتباه الى أن الحروب مهما طالت فالنتيجة لا حلول دون طاولة مفاوضات.
بالأمس انفجارات إرهابية في تركيا والسعودية، وغداً في مناطق آخرى من العالم، والمنطقة الأقليمية أشد المناطق تقبلاً لنمو الإرهاب، وهي تضخ وتغذي وتناصر وتفرح حينما يُقتل العراقيون، وكأن حكوماتها وبعض من شعبها ومؤسساتها التي تحكمها دولها؛ لم تصل الى مرحلة النضج السياسي والعقلاني، الذي يعرف الحقائق بتجريد عن ميولاتها الطائفية، وأن كانوا يرددون أن الإرهاب لادين له، نقول لهم من تجربتنا الإرهاب له دين وأدوات وأموال ومدارس، نعم دينة الوهابية وأبن تيمية ومن لا يؤمن بالرأي الآخر؛ من دكتاتورية تجاوزت حدود بلدانها؛ لفرض هيمنتها على غيرها بالسيف والدم.
حاولوا إقناع العراقي بأنه لن ينهض، ووطنه في قبضة الإرهاب وحثالة المجتمعات المريضة وفتاوى التكفير والإغتصاب والسبايا، وتناسوا أن شعب الأفذاذ لا يقبل الركوع، وأن كان في قمة الحزن والألم، يتحملون الأوجاع وحجم الكوارث ودموع الأطفال والنساء، وهم يتطلعون لمستقبل النصر، وأنها محنة وإختبار ألهي للقضاء على الإرهاب عندما يكون عيدنا ممزوج بالألم، وعمق تاريخ بلد السلام ومسيرة شعب لا ينكسر، يتحدى المصاعب بالإصرار والإيمان والوطنية، ويتجاوز طريقاً مؤلماً بالتضحيات، وأجّل الإحتفال بتطهير الفلوجة؛ الى تحرير أم الربيعين ورفع العلم في كل شبر، وأنها لولادة كبيرة مؤلمة ولكنها بصمة مضيئة في تاريخ الشعوب.إن العراق أذهل العالم، وتصوروا أنه انتهى كدولة، وقالوا سنوات نحتاج للتحرير؛ فما كانت إلاّ معركة ملحمية شارك فيها الجيش والشعب، والمرجعية تطوف بفتواها ووصاياها وحشدها، ومعركة شعب من أجل وطن ووطن لشعب، وقاتل الظلام والإنحراف نيابة عن العالم، وكسره وأنتصر عليه وسيواصل الإنتصارات الى آخر شبر، ولن يسمح أن تكون أرضه محل تصفيات أو نمو التطرف والإنحطاط او الإنطلاق الى العالم الإنساني.
إنكسر الإرهاب في العراق، وسيعود بالويل على جهاته الراعية، وسينتظر الشعوب حصاد ما جنته سياسات حكامها، الّذين إعتقدوا فرض سياساتهم بالسيف.
من واجب المجتمع الدولي والدول الأقليمية؛ مسؤولية وقف نزف الدم العراقي، وإعتبار ذلك جرائم إبادة جماعية ضد الإنسانية، وجرائم حرب تسمح للدول والضحايا؛ ملاحقة من له علاقة من أفراد ودول ومؤسسات؛ ترعى وتمول وتغطي بأي وسيلة كانت، وفق إجراءات دولية لمنع الجرائم وملاحقة الفاعلين وتعويض الضحايا، ولتتعلم الشعوب درسها من العراق، وأن العالم قرية لا تستقر إلا بحسن الجوار، ولا تفاهم إلا بطاولة الحوار، ولا حصانة لأحد مع شيطان الإنحراف، وسيحاسب التاريخ كل من شارك في إشاعة الفوضى وساهم بإراقة الدماء، وسيلاحقهم سفاح فتاوى التكفير والتطرف والإنحراف، وتجني أيديهم مازرعت عاجلاً أم آجلاً، وكفيلة بالعدالة السماوية أن تنتقم لأرواح الضحايا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات