نعم.. حدث ذلك.. وبالضبط يوم السبت الماضي ,عندما شاهدنا (أرشاد عبد الجبارهورمزلو), كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية, من خلال برنامج تلفزيوني عراقي, انتقل إلى تركيا للقاء هذا المستشار الذي جعلتني مشاهدة أداءه الراقي, أن أدخل في ( صفنة) طويلة, وأنا أقارن بين مستشاري السيدين رئيس جمهوريتنا ورئيس وزراءنا, وهذا المستشار..مستشارونا ( لملوم) من الأصدقاء وخطباء الجوامع و( روزخونية ) الحسينيات, وخبراء بلا خبرات, ومتخصصون بأشياء كثيرة غير اختصاصات الاستشاريين, وحتى ان الناس لاتعرفهم بتلك الخبرات والصفات, كأحدهم الذي كان يعمل قبل الأحتلال الأمريكي (قصابا), يجري الرزق من بين يديه ,وكان يساعد ماديا بعض كبار المسئولين الآن وكرد لجميل هذا القصاب تم تعيينه مستشارا لرئيس الوزراء لأربع سنوات مضت .أما مستشارو السيد رئيس الجمهورية , فحدث ولاحرج, حيث إن كبير هؤلاء المستشارين لايتمتع بأية اختصاصات اومواصفات, لكي يمارس مثل هذه الأعمال, والأدهى والامر, انه لايتمتع بأية مؤهلات اختصاصية أو مؤهلات خبرة سياسية, عدا خبراته في إسقاط الآخرين, والتجارة والربح على أكتاف الكتاب, هذا الرجل السطحي, يعمل كبيرا لمستشاري رئيس جمهوريتا, وهو يمثل رئيس جمهورية العراق, بكل ثقله العراق.. وليس جمهورية (بوركينوفاسو), وبعيني رأيت هذا المستشار, ينفخ ريشه, وهو يمشي على البساط الأحمر في احد المطارات الدولية .واقول لكم بحق ان شعورا بالمرارة ,قد انتابني وانأ أقارن, بين مستشار رئيس الجمهورية التركية ,وبين مستشارينا, الذين لايعرف بعضهم حتى كيف يتحدث في أبسط القضايا.. رأيت المستشار التركي, وهو يتحدث إلى الإعلامي رغيد صبري, عن كل شيء في السياسة والاقتصاد والأوضاع الاجتماعية التركية والعلاقات الدولية وربيع المنطقة وافاق التعاون والمياه الواردة إلى سوريا والعراق, مدعما حديثه لساعة كاملة, بالأرقام والإشارات إلى الوثائق, وبلغة عربية سليمة , وقد أوشكت إن (الطم), وانأ أقارن بين هذا الرجل, و(الشفيّة) من مستشارينا !
تحية لهذا المستشار, الذي ربما لن يطلع عليها ,وتحية للقناة التي أخرجت بهذا البرنامج من نطاق محليتها ,الى النطاق الأقليمي, وتحية للإعلامي المجتهد رغيد صبري, بحجم الجهد الذي بذله ,في جعلنا نرى برنامجا لقناة محلية ,يستضيف مستشارا كبيرا بمثل حجم المستشار أرشاد, الذي وجدناه بمثابة عقل مبرمج .ورغم اننا نعرف الكثير عن تركيا قديما وحديثا ,الا أننا من خلال هذا المستشار, وخلال ساعة من زمن برنامج (لقاء خاص), عرفنا وبلغة موضوعية وبنباهة متبادلة بين المستشار والاعلامي ,اننا يجب أن نقول لمعظم مستشارينا ( سليمة تكرفكم)!.