23 نوفمبر، 2024 2:25 ص
Search
Close this search box.

دعاة الإصلاح وجهودهم الكاذبة!

دعاة الإصلاح وجهودهم الكاذبة!

ثمة أشياء لا يمكن تقاسمها مع أحد، وتبقى ملكنا وحدنا، وهي سر بقائنا، وحريتنا، وإنتمائنا لهذه الأرض المحددة لنا، لوطن إسمه العراق، الذي أصبح فاقداً للوطنية، حين جرد المواطن من إحساسه بالأمان، وهو بين جدرانه التي نخرها الفساد، فأمسى غريباً في بلده.
 كدنا ننسى ماهية الإنسان العراقي الشريف ومحتواه، تحت خيمة الوطن، وهذا بفضل مجموعة من الساسة الدواعش، والسراق، والقتلة، فجعلوه شعاراً لا يغني من فقر، متناسين أن العراقي هو من تضرب الأمثال به، في حبه لوطنه بغض النظر عن الدين، والمذهب، والطائفة، تلك هي الخيمة الجميلة، المحملة بألوان الفسيفساء الأصيلة، فنمت روح المواطنة في داخله لحماية بلده من المخاطر، فسجلهم التأريخ بأحرف من ذهب.
الأزمة السياسية الطاحنة الجارية منذ ثلاث عشرة سنة، أوقعت الكثير من الضحايا وبكافة المستويات، فيا ترى، هل سيكون هناك إنفراج في العملية السياسية، خاصة مع تعطل البرلمان لأكثر من شهرين، ودون حلول أو معالجات تذكر، أوليس الصبح بقريب؟!
نحن مقبلون على إعتصامات، وتظاهرات، وتداعيات برلمانية خطيرة، وتبعات سياسية وتحالفية أخطر، ومعارك تخص المصير، جارية في ساحة المعركة مع العدو الأول داعش، في ظل الخلافات الجارية بين البيت الشيعي، الذي بحاجة الى ترميم حقيقي وصادق، وهذه مؤشرات تدل على أن الوضع ليس مستقراً، ولن يستقر بسهولة، وهذا الخلاف يصب في مصلحة دواعش التكفير، ودواعش الفساد.
إن دواعش الإرهاب نموا في بيئة عقائدية منحرفة، متطرفة بعيدة عن الإسلام، أما دواعش الفساد فقد لوثوا بيئة البلد، الذي أصبح أرض خصبة لهم، بسبب غياب القانون، وتسييس القضاء، وعدم محاسبة الفاسدين، لذا كان لزاماً علينا، إعداد جيل قادر على المواجهة، والمجابهة بشتى الأسلحة الفكرية، والثقافية، والأمنية، وذلك يحتاج لقيادة حكيمة وشجاعة بقراراتها، لتستطيع دفع العملية السياسية بحلول جذرية واقعية، شاملة الى الأمام، وعدم تصدير الأزمات، وترحليها من دون علاج.
مفردات المباهاة والثناء، والإعتزاز والسمو، توجه لكل إنسان عراقي نبذ الطائفية، ودعا الى وحدة الصف والكلمة، وحارب الإرهاب كل من موقعه، وكافح الفساد أينما يكون، وخلق حالة من التلاحم الوطني، فذلك مدعاة فخرنا وفرحنا، لبناء عراق ديمقراطي مستقر، فالمعركة ليست في المجال العسكري فقط، بل هي معركة شاملة لكل مفاصل الحياة، في دولة يراد لها، أن تكون دولة مؤسسات وكفاءات، وليست دولة مكونات وتخندقات.
ختاماً: نحتاج في الوقت الحاضر، الى تصحيح مسار العملية الإصلاحية، وفق مثلث أمن الوطن، ومحاسبة المقصرين، وبناء قدرة المواطن، ومكافحة الفساد، وتنمية الشعور بالمواطنة، من خلال تطبيق العدالة الاجتماعية، هذا هو الحل الأمثل لتجاوز الصعاب والتحديات، فعراقنا يستحق منا كل جهد يا ساسة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات