( أيّها المهاجرون المسلمون انقذوا سمعة إسلامكم واحموا مستقبلكم واحفظوا جميل الدول التي احتضنتكم , وتعاونوا مع أجهزتها الأمنية لاعتقال الإرهابيين وكشف المؤسسات الإرهابية التي تدعم وتعمل على نشر التطرف والإرهاب والتكفير في العالم , وتصدّوا لهؤلاء القتلة من شذّاذ الآفاق لإعطاء الصورة الطيبة عن الإسلام والمسلمين , بعدما عمد هؤلاء إلى تشويهها من خلال الجرائم التي ارتكبوها ضدّ المدنيين الأبرياء ) , هذا الكلمات هي جزء من الخطاب الذي استنكر فيه زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء السابق نوري كامل المالكي , العمليات الإرهابية التي تعرّضت لها دول العالم في أوربا وخصوصا مدينة ميونخ الألمانية التي استهدفها الإرهاب يوم أمس الجمعة , والذي دعا فيه المهاجرين المسلمين إلى تأسيس منظمات تناهض الإرهاب وتشيع السلام والاستقرار في العالم .
وبقدر ما يتعلّق الأمر بنا نحن المهاجرون المسلمون المقيمون في أوربا ودول العالم , فلا شّك أنّ العمليات الإرهابية التي أطالت العالم ودول أوربا والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء , قد تركت نتائج وآثار سلبية على جميع المسلمين المقيمين في هذه الدول غير الإسلامية , سواء كانوا شيعة أم سنّة , وهذا مما ساعد على تنامي مشاعر الكراهية ضدّ المسلمين في هذه الدول , وأدّى كذلك إلى تنامي الأحزاب والمنظمات العنصرية المعادية للإسلام والمسلمين , وما ترّتب بسبب ذلك من تشديد وتضييق على الجاليات المسلمة في هذه البلدان , خصوصا عند السفر وما يلاقيه المسلمين في مطارات العالم من إجراءات متشددّة جدا وتعسفية أحيانا , وهذا مما يدعونا جميعا كجاليات مسلمة في هذه البلدان أن نعكس الصورة المشرقة عن تعاليم ديننا الإسلامي في السلام والأمن والتعايش ونبذ الإرهاب والعنف , وأن نكون مواطنين ممتنين لهذا الدول التي آوتنا وقدّمت لنا ولعوائلنا كل اشكال المساعدة والعيش بسلام ورفاه , وعاملتنا بشكل متساوي مع شعوبها بدون أي تمييز في القانون , واتاحت لنا ولأبنائنا فرص التعليم في مدارسها وجامعاتها , وقدّمت للعاطلين عن العمل كلّ أشكال الدعم والمساعدات المادية بما مكنّهم من العيش برفاه وكرامة , لا يجدها المسلم في بلده الذي جاء منه وأي بلد إسلامي آخر على الإطلاق .
إنّ الدعوّة التي وجهها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري كامل المالكي بتأسيس منظمات مناهضة للإرهاب والتطرّف , يجب أن تأخذ طريقها للتنفيذ بأسرع وقت بالنسبة لجميع المسلمين والمهاجرين في أوربا ودول العالم الأخرى , خصوصا الجاليات الشيعية المكتوية بنار الإرهاب والتطرف والقتل , فقد آن الأوان أن نضع هذه الدعوّة موضع التنفيذ ونسعى من هذه اللحظة لتأسيس هذه المنظمات بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والسلطات الأمنية في هذه الدول والتصدّي للإرهابيين والمنظمات الإرهابية التي تدعم الإرهاب والتطرّف والتكفير , فمستقبلنا ومستقبل عوائلنا بات اليوم في خطر داهم وكبير , ما لم نسارع لحماية مستقبلنا ومستقبل عوائلنا من هذه الآفة التي باتت تهددّ وجودنا , وعلى المؤسسات الدينية الشيعية بالدرجة الأولى الموجودة في أوربا وباقي دول العالم , أن تأخذ هذه الدعوّة مأخذ الجد وتعمل على ترجمتها إلى واقع حقيقي ملموس , تتحسس به شعوب هذه البلدان وسلطاتها الأمنية والحكومية , وبات من الضروري للجاليات الشيعية باعتبارها المستهدف الأول من هذا الإرهاب , أن تكون السبّاقة لتأسيس هذه المنظمات المناهضة للإرهاب والتطرف والقتل ,ولنا الأمل في جاليتنا في الدنمارك أن تكون السبّاقة والقدوة للجاليات الشيعية الأخرى في أوربا وباقي دول العالم .