كان لي صديق .. كان من خلّص أصدقائي .. أربعون سنة من الصداقة ولكنه نسي كل شيء .. غريب أمره في موقف واحد باع كل صداقتنا منذ الطفولة .. كان ..، وكان ..، وكان، فعل ناقص لا يستقيم أمره ومراده من غير خبره المقموع، ولا يكتفي بعزلة اسمه المرفوع.
كلمات وعبارات من هذا القبيل نسمعها على لسان هذا أو ذاك والحسرة تشبك بأصابعها على صدورهم، كلمات وعبارات أسْمَعَتْ أنفسُنا أذنيها ونحن نتأسف لصديق كنّا نظنه من أصدق الأصدقاء وأوفاهم، لم يتحمل موقف صدق فرمى كأس الخلَّة على أرض القطيعة مولّيا متأففا لا يعقب على بقايا صبابة من ذكريات كنا نظن أنها تجذّرت في أرض الوداد كزرع أخرج ثمره فآزره فاستغلظت وشائجه فاستوى على سوق الصداقة المتين يعُجب الأصدقاء والمحبين ليغيظ بهم العذّال والحاسدين.
قبل أعوام دعاني صديق من أيام الصبا، إلى مجلس تحكيم ومصالحة في لندن لحل مسائل مالية عالقة مع قريب له بالنسب اختلفا بينهما على عقار مشترك، وكنت وشريكه على صداقة أمدها قصير أفرزها واقع الهجرة، ولأن الصداقة تحيى بماء الصدق والوفاء، قبلت الدعوة مع إحساس غريب بأنَّ قارب الصداقة ربما لا يصمد أمام أمواج عالقة خلف مجلس التحكيم، وبعد ساعتين من النقاشات بوجود حكم بينهما، شعرت دون أن أنبس ببنت كلمة أن الحق يجانب صديق الطفولة ويميل بجانب قريبه، وقد أذعن مكرهًا إلى ما انتهى اليه الحكم، ثم جعلوني دون رغبتي وسيطا لتسلّم وتسليم ما تبقى من حق القريب في جيب الصديق، ولكن الصديق بعد أن انفضّ المجلس مال عنده قبان الصداقة فمال عليّ توبيخًا لتقصيري عن نصرته، فليس لم يف بما وعد للحكم وإرجاع ما تبقى من حق لقريبه، وإنما عبس وبسر وأزبد وأرعد، وقال والمركب بعد في أول الطريق هذا فراق بيني وبينك!
قد نأسف لانفصام عروة الصداقة قالوا أنها أقوى وأشدة عقدة من الأخوة، ولكن الأسف يلفنا عندما نرمي كمّا هائلا من الأدبيات والمرويات عن فضيلة الصداقة خلف أظهرنا، وكأن القرآن لم يحدثنا عن (صديق حميم)، وكأن نبي الإسلام محمد (ص) ما قال لنا: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، وكأن خليفة المسلمين علي بن أبي طالب (ع)، لم يمحض لنا النصيحة وأكّد: (عليكم بالإخوان فإنهم عدة الدنيا وعدة الآخرة)، وأكد تارة أخرى: (الرجل بلا أخ كشمال بلا يمين)، واليد الواحدة لا تصفق.
هذه النصوص وغيرها، تابعها آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي بعين الفقهاهة في كتاب “شريعة الصداقة” الصادر حديثا (2016 م) عن بيت العلم للنابهين في بيروت في 55 صفحة من القطع المتوسط ضم 75 مسألة فقهية صدَّر لها بتمهيد يستوعب بشكل جزل معنى الصداقة، و53 تعليقة للفقيه آية الله الشيخ حسن رضا الغديري قدّم لها بتعليق يحيط بشكل موجز بموضوع الشريعة.
صدقٌ وصداقة وتصديق
لعلَّ واحدة من الإستشارات التي يقدمها الوالدان للأبناء هو اختيار الصديق وانتخابه، كونه بوصلة مستقبل الفرد، ولهذا شاعت العبارة (قل لي مَن صديقك أقل لك من أنت)، فالصديق هو مجلبة للخير إنْ صاحب المرء خيار الناس، ومجلبة للشر إن وضع يده بيد الشيطان، والحوادث اليومية والإحتكاك بالواقع هي التي تكشف معادن الناس، فلحرارة الظروف أن تصهر الصداقة في بوتقة المحبة والوئام، ولها أن تصيبها بالحمى فيخرج الصديق المفترض من كنانته ما أخفته تقلبات الزمان من سهام شر وشرار ونبال خبث وعوار.
والصداقة في حقيقتها متجذرة لغة في (الصدق)، ومن مقتضيات الصدق قول الحقيقة بأمانة، ومن دواعي الصادق في فعله وقوله وسلوكه وسريرته حب الخير للآخر قبل نفسه، ومن نتاج هذا الحب أن يصدقَ الصديقُ القولَ لصديقه فيما له وما عليه، فيكون له عونًا وهو مظلوم ومُصدِّقا لدعواه وظلامته، وعونًا له وهو ظالم فيصدّه عن الوقوع فيما لا ينبغي الوقوع فيه ومُصْدِقًا له الرأي والمشورة، لأن الصديق حق الصديق من أصدق القول وصدّقه في الخير وردعه عن الشر، والصدق في حقيقة الأمر هو المعيار في الحياة الدنيا، وبتعبير الفقيه الكرباسي في التمهيد: (إن الإسلام بشكل عام يعتمد في كل تفاصيله وتطبيقاته وشعائره على مادة الصدق الذي لا يؤسَّس شيء إلا عليه ولذلك يكون النجاح حليفًا له حتى أن النصوص القرآنية وصفت المؤمنين بالصادقين في إشارة إلى أن المؤمن لا يمكن أن يكون كذلك إلا أن يكون صادقا، فالصدق هو الركيزة المحورية التي يعتمدها الإسلام)، ومن آثار هذا الفهم لحقيقة الصدق والصداقة كما يؤكد الغديري في مقدمة التعليق أن: (الصداقة المبتنية على الصدق تضمن الراحة في النفس والسلامة في العقل والصلاح في العمل، ويبتعد الصديق الصادق من جميع الصفات السيئة غير الملائمة بمقتضى الفطرة السليمة كالتنافر والتحاسد والتباغض والتفاحش والإغتياب والخيانة ونحوها من الصفات الرذيلة والخبيثة)، وهذه المضامين كان الشيخ الكرباسي قد مهّد لها بقوله: (إن الصداقة توجب السعادة وتدفع الغم والهم والكآبة وتريح النفس وتخلق مجتمعًا صالحًا وبيئة صالحة للعيش ومن خلالها تُنجز الأعمال وتُيسَّر الأمور وتربى الأجيال وتكوّن الأسر).
ولم يذهب القائل بعيدا في نصيحته: (خالط العطار تنال الشموم وخالط الحداد تنال الحموم وخالط السلطان تنال الهموم)، لأن الصداقة في واقعها معاشرة يومية، وربما يرى الصديق صديقه أكثر مما يرى أمَّه وأبيه أو بنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه، وهذه حقيقة راكزة، وإن كانت في بعض البيوتات نقمة وشؤم بخاصة إذا انشغل صاحب الدار بأصدقائه وتقاعس عن حقوق أهل بيته، ولهذا عرّف الكرباسي الصداقة في المسألة الأولى من باب أحكام الصداقة بأنها: (الخلالة والمصاحبة والمرافقة بصدق، فالصديق هو الخليل والرفيق والصاحب)، ومقتضى الصداقة والصدق، كما يؤكد الغديري في تعليقه يتحصّل: (تطابق القول بالفعل والظاهر بالباطن والسرّ بالعلن، بل وأكثر من ذلك هو الإقدام والإهتمام بالخير من قبل واحد بالنسبة إلى الآخر).
الصداقة فن وحياة
لا يمكن للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا من دون خلّ أو صديق أو رفيق، لأن الحياة قائمة على التعايش والتآلف والتعارف والتحالف، وهذه المصطلحات هي من باب (تفاعل) الدال على الحركة المثمرة والتعاطي المنتج مع الوسط المجتمعي، فالصداقة هي حياة فاعلة بذاتها يدرك حقيقتها المتفاعل معها، وفي المقابل فإن الوحدة هي في حقيقتها موت وفناء للإنسان وهو على قيد الحياة، وعليه يؤكد الفقيه الكرباسي أنه: (تُحرم الوحدة إذا كانت تؤدي إلى الكآبة والأمراض النفسية)، شرط أن يكون الصديق من أهل الصلاح، ولكن: (إذا دار الأمر بين الوحدة وجليس السوء كانت الوحدة أولى، ولكن الجليس الصالح خير من الوحدة)، ويزيد الغديري على الثنائية معلّقا: (ولكن لا تبيح اتخاذ جليس السوء لأنه أسوأ من الكاذب فيجر إلى المعصية)، وهي حقيقة مجربة، فالوحدة الإيجابية المكتنفة بالعمل والتفكير والتخطيط خير من التسكع مع رفيق يأخذ بالإنسان إلى متاهات غير محمودة العواقب.
وقد تفرض الظروف، من جيرة وعمل وهجرة وسفر وأمثالها، على المرء صديقًا لم يختره لنفسه، ولكن الحكمة تقتضي اختباره، وهذا جزء من قدرة المرء على التمييز بين الصالح والطالح من الأصدقاء، وقد أحسن الفقيه الكرباسي عندما اعتبر الصداقة في التمهيد فنّا من فنون الحياة وعنده: (الصداقة نوع من أنواع الفنون الأخلاقية ذات الواقعية ولا تقبل الدجل وإلا أصبحت نفاقا)، ولأن الصداقة فن، فإن الكرباسي في الحكم العاشر يؤكد: (على المرء أن يختار صديقه ويختبره أهو أهلٌ للصداقة أم لا)، ولكن أيهما يقدم الإختبار أو الاختيار؟ هذا التساؤل علّق عليه الفقيه الغديري بالقول: (الإختبار قد يكون مسبوقًا على الإختيار، قد يكون بعكسه، وقد يكون أثناء التعامل، ولذلك طرق وأساليب خاصّة، ولا يجوز اتخاذ أساليب سلبية).
في هذا الإطار إذا ما فرضت الظروف مصادقة الفاسق، فإن فن الصداقة تستدعي الحكمة في التعامل: (إذ لا تحرم صداقة الفاسق إلا إذا أوجب التأثر به)، ولكن: (يجب النهي عن المنكر بالنسبة إلى الصديق الفاسق مع شروطه بل فيه أكثر من غيره)، ويزيد الفقيه الكرباسي: (إذا كان النهي عن المنكر يستوجب أن يصادق الفاسق ربما يجب ذلك إذا كان ممكنًا ولا يضر بحاله).
ولكن الفاسق غير الظالم والمشرك والملحد والعاهر والمحارب، إذ لا يجوز مصادقتهم، بخاصّة: (إذا كانت صداقة الفاسق أو الفاجر أو العاصي توجب تأييدًا له، حُرِّمت)، نعم: (تجوز صداقة الظالم إذا كانت صداقته هذه توجب التخفيف من ظُلمه على الناس، ولكن شرط أن لا يتأثر هو بظلمه ولا توجب إعانة له).
ولما كانت الصداقة واكتسابها فنًّا لا يجيدها كل إنسان، فإن العجز كل العجز ليس في اكتساب الصديق وإنما في افتقاده وهو حي يتنفس، ولهذا ورد عن أمير الحكمة علي بن أبي طالب (ع): (أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه مَن ضيَّع من ظفر به منهم)، وإلى هذه الحقيقة يؤكد الكرباسي في التمهيد (إذا اختار امرؤ صديقًا بكل دقةٍ وتأنٍّ فإنه يكسب كنزًا عظيمًا، وعليه أن لا يدعه بل يحافظ عليه).
مَن نُصادق؟
لقد أخذت الصداقة مساحة واسعة في دعوات الرسل والأنبياء والأوصياء وتنظيرات الصالحين وأهل العرفان والفلاسفة، للعلاقة الوثيقة بين الصداقة والأخلاق، وأهمية الثانية في بناء شبكة متينة من العلاقات السليمة داخل الأمة لها مدخلية كبيرة في كل نواحي الحياة من إجتماع واقتصاد وسياسة وغيرها، ولهذا تواردت التوصيات وتواترت الإرشادات في وصف المطلوب من الصديق مع بيان الضد النوعي منه، ولهذا جاءت التأكيدات على أن: (أسعد الناس مَن خالط كرام الناس) كما يؤكد رسول الإنسانية محمد بن عبد الله (ص)، وأن (خير من صاحبت ذو العلم والحلم) كما يقول وصيّه الإمام علي (ع)، ولمّا كان الصديق يعود الى الصدق جذرًا، فإنه عليه السلام يعود ليؤكد: (عليك بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء وعصمة في البلاء)، ويرشدنا الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) إلى مواصفات جليس الخير والشر فيؤكد: (لا تجلسوا إلا عند مَن يدعوكم من خمس إلى خمس، من الشك إلى اليقين، ومن الكبر إلى التواضع، ومن العداوة إلى المحبّة، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الرغبة في الدنيا وأمورها إلى الزهد)، ويعود خليفة المسلمين المرتضى (ع) ليرشدنا بلسان الوصية لابنه: (يا بني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتّافه، وإياك ومصادقة الكذّاب فإنه كالسراب يُقرِّب عليك البعيد ويُبعّد عليك القريب).
وبالنظر الى الكم النافع من الروايات، فإن الكرباسي يخرج بحصيلة فيمن يستحب مصادقته إذ: (يستحب أن يختار المؤمن لصداقته مَن فيه إحدى الصفات التالية، فإن جُمعت فهو آكد: العلماء، الحكماء، العقلاء، الزهاد، الأخيار، الأوفياء، أصحاب الخلق الرفيع)، وفي المقابل: (يكره مصادقة مَن فيه إحدى الصفات التالية فإن جُمعت كلها فهي الأشد كراهة: الأحمق، البخيل، الفاجر، الكذّاب، الماجن، الحسود، السفيه). ولما كانت الصداقة هي بمثابة المحراب الذي يفتح عنده العبد أسراره لرب العباد، فإن خير الأصدقاء من إذا أباح المرء بين يديه عما يجيش في صدره، فأزاح عنه الهموم والغموم وحفظه في حضوره ومغيبه، وحيث يعمر المرء قلبه بالمناجات يعمره عند تناول أطراف الحديث مع الصديق المؤتمن، ولهذا أسمعنا علي بن أبي طالب (ع) درَّته: (عمارة القلوب في معاشرة ذوي القلوب).
وربما يتساءل المرء: كيف لي أن أعرف موقف الصديق مني؟
الجواب وببساطة يتوفر في قاعة إمتحان الفؤاد النابض خلف الأضلع من غير رقيب: (إمتحن قلبك فإنْ كنت تودّه فإنه يودك) كما يؤكد الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) بناءً على حديث جدّه الرسول الأعظم (ص): (الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ)، وأفضل أوقات الإختبار ومعرفة واقع الصديق هو عند حمرة الغضب وصفرة الدينار وعسرة السفر، وبتعبير الإمام جعفر الصادق (ع): (لا تسمِّ الرجلَ صديقًا سمةً معروفةً حتى تختبره بثلاث: تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحق إلى الباطل، وعند الدينار والدرهم، وحتى تسافر معه)، وحتى تُمحِّضه الود والمحبة وتكشف سريرته وما في داخله فإن الصادق (ع) يدعونا الى إغضاب من نعتقده صديقًا مخلصا، ذلك: (إذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فأغضبه، فإنْ ثبت على المودة فهو أخوك وإلا فلا).
وإذا تحققت الصداقة الحقّة، فإن المبعوث رحمة للعالمين (ص) يرشدنا الى الحقوق المتبادلة: (لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ ثَلَاثُونَ حَقّاً لَا بَرَاءَةَ لَهُ مِنْهَا إِلَّا بِالْأَدَاءِ أَوِ الْعَفْو: يَغْفِرُ زَلَّتَهُ، وَيَرْحَمُ عَبْرَتَهُ، وَيَسْتُرُ عَوْرَتَهُ، وَيُقِيلُ عَثْرَتَهُ، وَيَقْبَلُ مَعْذِرَتَهُ، وَيَرُدُّ غِيبَتَهُ، وَيُدِيمُ نَصِيحَتَهُ، وَيَحْفَظُ خُلَّتَهُ، وَيَرْعَى ذِمَّتَهُ، وَيَعُودُ مَرْضَتَهُ، وَيَشْهَدُ مَيِّتَهُ، وَيُجِيبُ دَعْوَتَهُ، وَيَقْبَلُ هَدِيَّتَهُ، وَيُكَافِئُ صِلَتَهُ، وَيَشْكُرُ نِعْمَتَهُ، وَيُحْسِنُ نُصْرَتَهُ، وَيَحْفَظُ حَلِيلَتَهُ، وَيَقْضِي حَاجَتَهُ، وَيَشْفَعُ مَسْأَلَتَهُ، وَيُسَمِّتُ عَطْسَتَهُ، وَيُرْشِدُ ضَالَّتَهُ، وَيَرُدُّ سَلَامَهُ، وَيُطِيبُ كَلَامَهُ، وَيَبَرُّ إِنْعَامَهُ، وَيُصَدِّقُ إِقْسَامَهُ، وَيُوَالِي وَلِيَّهُ، وَلَا يُعَادِيهِ، وَيَنْصُرُهُ ظَالِماً وَمَظْلُوماً، فَأَمَّا نُصْرَتُهُ ظَالِماً فَيَرُدُّهُ عَنْ ظُلْمِهِ، وَأَمَّا نُصْرَتُهُ مَظْلُوماً فَيُعِينُهُ عَلَى أَخْذِ حَقِّهِ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَيُحِبُّ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَ يَكْرَهُ لَهُ مِنَ الشَّرِّ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ).
وهناك مسائل متنوعة عرضها الفقيه في هذا الكتيب، وأبان رأيه الفقهي فيها، من قبيل الصداقة بين الجنسين وعدم جوازها من غير المحارم، وجوازها اضطرارًا لغير المحارم بشروط، والصداقة مع الجن وجوازها إن أمكن تحققها، وصداقة المسلم مع غير المسلم إذا لم يؤثر فيه تأثيرًا سلبيًّا، وغيرها من المسائل الفقهية ذات العلاقة المباشرة بالحياة اليومية المختلفة للإنسان، طرق الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي أبوابها حتى بلغت نحو ألف عنوان طُبع منها حتى اليوم 55 كتيباً.