عندما تُسحب الجنسية من أحد الأفراد يضج أهل العراق وتقوم قيامتهم ، تصدر الفتاوى ونسمع التهديد والوعيد وقعقعة السلاح ونشم رائحة البارود ، ويتصل كبير القوم هاتفياً ليطمئن على صاحب الشأن ويعتبر القضية قضيته ، برغم إنها مجرد سحب جنسية ممكن أن يتم إعادتها له في أي وقت وينتهي الأمر ، لكن عندما تسيل دماء شعب العراق وتسحب أرواحهم من الأجساد ، عندما ترى الأم العراقية أعضاء جسد ولدها مقطعاً أو بدون رأس لكي تمسح على وجنتيه وتناغيه ، عندما يخرج الشاب لأجل توفير لقمة العيش لأسرته تاركاً مقاعد الدراسة وإذا به يترك معها الحياة ، عندما يذهب الأب للتسوق لأطفاله لجلب الهدايا وملابس العيد فيعود لأهله جسداً محروقاً وجثة هامدة ، وعندما تغادر عوائل بأكملها الحياة الدنيا بسبب تفجيرات الكرادة وغيرها من أرض العراق ، لم نسمع أي فتاوى لكبراء القوم ، لم نسمع أن كبيرهم اتصل هاتفياً بعوائل الشهداء ليعزيهم ويصبرهم كما فعل مع من سحبت جنسيته ، أو اتصل برئيس الوزراء والسياسيين ليلومهم ويؤنبهم عل تقصيرهم وفشلهم في حماية الناس .
والغريب أن السيستاني يعيش في العراق ويتسلط على أهل العراق وينفذ رغباته فيهم وعليهم ويستمتع بثرواتهم ويضحي بأبنائهم ليعيش متجبراً في النجف ومع كل هذا فالعزاء يُرفع لغير أبناء هذا الوطن والأموال تُرسل لخارج الوطن ، فأي مفارقة هذه ؟ ولا يكتفي السيستاني بذلك ، بل يصل ازدراءه بالعراق إلى رفضه التجنس بالجنسية العراقية عندما عُرضت عليه ، وهذا ما أشار له المرجع الصرخي في محاضرته الخامسة بعنوان ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) بقوله ( هو الذي استنكف ورفض وانزعج عندما عُرضت عليه الجنسية العراقية .، عندما تملق له من تملق من الفاسدين من السياسيين بعد الاحتلال ممن جاء مع المحتلين انزعج السيستاني من عرض الجنسية العراقية ، استنكف من قبول الجنسية العراقية ) .
والأدهى والأمّر أننا لم نسمع أحداً من أهل البحرين أو السعودية أو الكويت أو إيران أو من دول أخرى يهتم بها السيستاني كثيراً ، لم نسمع منهم هتافات ( تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني ) ، فالضحك حصرياً على ذقون هؤلاء السذج من أبناء الوطن الذين يموتون من الفقر والمرض والذبح ، وإذا كان هذا هو الواقع الذي نعيشه فحق للمرء أن يتساءل لماذا لا يذهب السيستاني لمن يحبهم ويدافع عنهم ليعيش بينهم ويترك ( ولد الخايبة ) من أبناء العراق يدبرون أمورهم بأنفسهم .