23 نوفمبر، 2024 6:27 ص
Search
Close this search box.

برج خليفة وبرج ايفل ومبنى الكابيتول تتلون بألوان العلم العراقي 

برج خليفة وبرج ايفل ومبنى الكابيتول تتلون بألوان العلم العراقي 

ونفس الشيء على هرم خوفو وبوابة براندنبورغ في برلين ، تضامنا مع ضحايا الكرادة ! ، ولكن عفوا ، لا يذهبن بكم الخيال بعيدا ، هذا عنوان لمسلسل خرافي أقل واقعية من قصة البساط السحري ، يعكس النفاق السياسي العالمي ، والديمقراطية المزيفة وكذبة حقوق الأنسان والمعايير المزدوجة ، فباريس قبل الحادث بيوم ، كانت منهمكة بمسيرة صاخبة للمثليين جنسيا !، وبرج خليفة الذي سارع قبل أشهر (بالتلوّن !!) بألوان العلم الفرنسي تضامنا مع الفرنسيين في أحداث ملعب باريس ، وحتى أهرامات الجيزة أبكتهم ، فتلون كل هرم من الأهرام الثلاثة بلون من ألوان العلم الفرنسي ! ، بابا الفاتيكان أصدر قبل قليل بيان للشجب ، على عكس شيخ الأزهر الذي جسد مبدأ (الوقوف على التل أسلم) !.
وبعد أن ضجت كل صور التواصل الأجتماعي العربية وهي تتلون بألوان العلم الفرنسي تضامنا مع الفرنسيين ، تفاجأت بعد أحداث الكرادة وما سقط  فيها من أكثر من ضعف أحداث باريس من الشهداء ، كيف ضجت تلك المواقع بعبارات التشفي والدعوات للشهداء بجهنم ! والترحم على صدام !، ستجد أنواع المصطلحات المريضة التي رُمينا بها والتي تجعلك تصاب بالغثيان حد القيء ، كالروافض والمجوسية والصفوية ، وأذا كان الرأي العام العربي أحول ، بل أعمى ومنحرف وملتوي ، ما عذر العالم الغربي ؟ ، ربما لأنهم ملّوا لتواتر هذه الأحداث ، فالدولة الوحيدة على وجه الأرض ، تتكرر فيها الأحداث الدموية ، ما يقارب 100 شهيد في اليوم كمعدل ، بسبب تخلف وفساد وسخف أجراآت أجهزتنا الأمنية ، والتي كان يجب أن يتداعى هيكل الحكومة وأجهزتها الأمنية بسبب التقصير منذ سنوات طويلة ، تصوروا أن عدد الضحايا المعلن في البداية 15 شهيد فقط ، لكن العدد الآن تجاوز 300 ! ، أجهزتنا الأمنية ليست مقصرة ومتخلفة فقط ، لكنها كاذبة أيضا !.
لكن هذا ليس عذرا أيضا للعالم الغربي ، لكن التبرير المعقول ، اننا لسنا ببشر في نظرهم ، أقصد الشيعة بالذات ، وهذا أيضا ليس بعذر أيضا ، فلو كنا حيوانات ، لأقامت كل منظمات الرفق بالحيوان الدنيا ولا تقعدها ، لقد أصابنا عسر الهضم من بيانات الشجب والأستنكار من هنا وهناك ولم يعد ذلك يفيد ، فهل استوعبنا الدرس القاسي والمرير والدموي ؟ من أن الجرح لا يؤلم الا صاحبه ، وأن الحل يكمن بسواعدنا فقط ، أن لا نرتمي بأحضان الدول المجاورة أو الأقليمية ، علينا أن لا نترجى حلا من أمريكا ، صاحبة اليد الطولى في هذه المآسي ، ولا من الغرب ، بل ولا من حكومتنا ، فلك الله يا عراق …

أحدث المقالات

أحدث المقالات