كم ليلة قدر خير من ألف شهر مرت علينا ..كم ؟ ! كم ليلة قدر = 1000 شهر × 30 ليلة = 30000 ليلة ، تعادل 83 عاما من عمرك في هذه الدنيا الفانية .في ليلة القدر عام 1988 كان هناك سعدي الكرخي ، جمال الرصافي ، توفيق العاني ، طاهر الشهرباني ، عامر الحلي ، حافظ البصري ، حسن الكربلائي ، حسين الحديثي ، فتيخان الراوي ، رسمي النجفي ، كاظم العلوان الحويجي – من اهالي الزاب – ، عباس الرضواني – من اهالي الرضوانية – شيركو الأربيلي (كردي ) ، نجاة الكركوكلي ( تركماني ) ، عمر المصلاوي ، غزوان السامرائي ، سلوان التكريتي ، سلمان الدوري ، حسن السلفي من اهالي بغداد الجديدة ، باسل الصوفي من اهالي باب الشيخ ، جعفر الكاظمي ، بحضور ومسامرة ومساندة ومؤازرة ” دانيال الآشوري ، وسركيس الأرمني ، حيث كانوا يعدون لنا الشاي والطعام مسرورين ، مبتهجين ريثما نفرغ من صلاتنا لتناوله على مائدة ليلية واحدة يستمعون خلالها الى نكاتي وطرائفي الحقيقية التي لاتنتهي مطلقا !!
الكل فرحون بنهاية الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988 ، اقمنا صلاة موحدة – حقيقية وليست صلاة إعلامية مزيفة كما يحدث اليوم بين الفرقاء وشعارهم (بالوجه مراية وبالكفه سلاية مشفوعة بفتاوى تحرض على الكراهية ونبش التأريخ صباح مساء، نيوووو ) – دعونا فيها خلال قنوت الوتر بأن لا تتكرر المأساة ثانية اذ يكفينا حربا واحدة أحرقت الأخضر واليابس و سرقت من اعمارنا ثماني سنين – لا دفع ولا نفع ، عطالة بطالة – انزلت بعدها طائراتنا في ايران – واحنه الممنونين – والغيت اتفاقية الجزائر التي سبق إبرامها في آذار ١٩٧٥ لتقاسم شط العرب لصالح الأخيرة وعادت الأمور الى ما قبل الحرب وبراءة الأطفال في عينيها وكأن شيئا لم يكن ولا كان وكأن المليون شهيد عراقي وثلاثة ملايين معاق وجريح وأسير ومفقود ، فضلا عن ملايين الثكالى واليتامى والأرامل والعوانس مجرد رقم = صفر على الشمال بلغة الأرقام او طز وفش بلغة السوقية !!!! .
مرت عشر عجاف اخرى وتحديدا عام 1999 فكررنا الصلاة الموحدة والدعاء بغياب نصف من ذكرت آنفا ” غابوا وغيبوا بين اعدام واغتيال وحادث مروري او عرضي ومرض عضال وسفر one way من غير رجعة ” و قتلى حروب ومعارك وقصف متكرر ودعونا ان يرفع الحصار الغاشم 1991- 2003 وتعمر الديار وتتبدد الأخطار ، ويعود الغائبون الى الديار !! .ومرت عشر عجاف اخرى وتحديدا عام 2013 فكررنا التجربة بربع من ذكرت لكم سلفا بغياب من غابوا او رحلوا او نزحوا او هجروا او قتلوا او اعتقلوا وبطيف واحد هذه المرة اذ لم يعد لتعدد الأطياف من منفذ او مخرج لافقهي ولا اثني ولا طائفي ولا ديني ولا سياسي – الكل قافل على الهدف …تقسيم العراق وتفتيته من دون نقاش ولو بخراب بغداد والموصل و البصرة !!صلاة موحدة (شبه مسرحية ) يكتنفها تغير قلوب البقية الباقية بعضهم تجاه بعض وربما دعاء بعضهم على بعض خفية وفي ظاهر الغيب ايضا .
ثم مرت ثلاث عجاف وبعد إعلان الأمم المتحدة، الجمعة، عن حصيلة قتلى رمضان البالغة 662 عراقيا وإصابة 1457 آخرين جراء العنف والصراع المسلح في العراق وجدتني اصلي ليلة قدر عام 2016 وحيدا فريدا هذه المرة بلا جمال ولا توفيق ولا سعدي ولا شيركو ولا نجاة ..بلا كبة المصلاوي ولا كليجة الدوري ولا دهينية الكربلائي ولا برتقال الشهرباني ، ولا تمر البصري ، ولا طرشي النجفي ، ولا باجة الكرخي ، ولا مسك السلفي ، ولا عنبر الصوفي ، ولا تين الكردي ، ولا برمة التركماني ، ولا قطايف العاني ، ولا كنافة الراوي ولا زلابية الكاظمي ولا مؤازرة المسيحي …فتأملت الى اين نحن سائرون بعيدا عن بعضا بعضا ..الى الهاوية قطعا ولات حين مناص …!! زين لويش وعلويش وعلى شنو وإلمن وإبيش كيلوفلان وعلان ان شرقت وان غربت ؟!ويبقى السؤال المهم والخطير هو لماذا لم تستجب دعواتنا كل هذه السنين ؟ الجواب : اطب مطعمك تكن مجاب الدعوة ” الطعام يجب ان يكون حلالا 100% لا من سرقة ولا من غش في الميزان ولامن بيع بضاعة مضروبة من دون اخبار المشتري ، ولا من اختلاس ولا من ربا ولا من رشوة ولا من تزوير ولا من دين تبيت النية بعدم سداده ولا من راتب من دون عمل مقابل ولا من ذبائح من غير ذكاة شرعية او من اخرى اهلت لغير الله ، لا من بيع محرم ولامن تجارة حرام ” ، إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله و ألا يدعوَ إلا الله عز وجل بلا ، أن لا يكون الدعاء فيه إثم ولا قطيعة رحم ولا اعتداء ولا ظلم ولا عدوان ، تجنب الاستعجال، حضور القلب مستشعراً عظمة من يدعوه ، تجنب الاعتداء في الدعاء، ألا ينشغل بالدعاء عن أمر واجب ، الثناء على الله تعالى قبل الدعاء بما هو أهله ، ان يبدأ دعاءه بالصلاة على خير الأنام وآله الكرام ، استقبال القبلة ، اليقين بالله تعالى بالإجابة ، الإكثار من المسألة ، فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة ، الإلحاح في الدعاء ، الدعاء ثلاثاً …فهل كانت دعواتنا بهذا النسق القرآني اللطيف والهدي النبوي الشريف أم ” شله واعبر ملا عليوي ؟؟” ، ولا يفوتنا ان نذكر بأن عدم استجابة بعض الدعاء انما يكون لدفع ضرر اكبر خفي لايعلم او ادخاره الى اليوم الآخر حيث لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم . او دعناكم اغاتي