مسيرات مليونية حاشدة بإقتراح من الإمام الخميني (قدس سره)، عقب إنتصار الثورة الإسلامية في السابع من آب (1979)، فبات هذا اليوم حدثاً سياسياً إسلامياً، وعالمياً على حد سواء، إنه يوم لإعلان التضامن الدولي مع الحقوق المشروعة، للشعب المسلم في فلسطين، حيث تكرست هذه المناسبة العظيمة في يومه المميز، لآخر جمعة من شهر الطاعة والمغفرة لرمضان المبارك، ليكون إستذكاراً متميزاً ليهتف المشاركون: كلا لليهود، ومَنْ يساندهم ويشجعهم ولا يستنكر أفعالهم.
الحقيقة المرة أن وهج الإستنكار، بدأ بالنكوص في عالمنا اليوم، فلا نرى العرب وحكامهم يحيون هذه الذكرى السنوية، مع أنهم يدعون الأسلمة، والظاهر أن الأمر لا يتعدى إستذكاراً إخبارياً، في شريط القنوات الفضائية لا أقل من ذلك ولا أكثر، لذا يجب العمل لقطع اليد الغاصبة الصهيونية، ومؤيديها، وأذنابها.
الممارسات الصهيونية الآن أمست أكثر بشاعة من السابق، فإن كانت الأيام الغابرة، حافلة بحرق البساتين، والبيوت، والمدارس، والإغتيالات القائمة على قدم وساق، لكن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حالياً، واقع في مفردات ومعاني الإبادة الجماعية، والإرهاب الصهيوني، والعنف المتزايد، لذا كان يوم القدس العالمي دعوة سنوية، لرفض الإحتلال وتحرير فلسطين من الظلم، فشعبها يعاني القهر، والجور، والقتل لأكثر من سبعة عقود مضت.
يوم القدس العالمي بحاجة الى رجال أكفاء، حكماء أحرار، للنهوض بمسؤولية هذه المهمة، التي تعني المضي بإتجاه الأقصى المبارك، مسرى الرسول الكريم (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، إذن من هذا المعنى الحقيقي وجب علينا، أن نبارك المحفل الصادق للنداء صوب الجهاد الرباني، في تحرير الأرض، وليس جهاد النكاح والذبح، الذي يمارسه الدخلاء على الإسلام.إن بعض حكام الدول العربية، يتعمد تطبيع العلاقات معهم بكل قباحة، وبدؤوا يتحولون للواجهة في قتل أطراف مسلمة، تحمل راية تحرير القدس، وكذلك تسقيطهم إعلامياً، وكأن هولاء الحكام الخونة يسعون، لتشتيت جهود الأمة لتبقى دولة إسرائيل، بمأمن من أحرار المنطقة وفي مقدمتها العراق، معقل الحرية والكرامة، وكذلك إيران، ولبنان، وسوريا، واليمن، والبحرين. ختاماً: حيثما يوجد أنصار الحسين (عليه السلام) تخرج ملايينه، لتحيي يوم قدسها، لأنها تسكن الضمائر فالإسراء والمعراج مقدسان لديهم، وعليه صار لزاماً على الشعوب الحرة، تهيئة رجال أكفاء قادرين على تحقيق النصر على الصهاينة، الذين يعيثون في فلسطين فساداً، وخراباً، وتشريداً،ش وعدواناً.