19 ديسمبر، 2024 3:09 ص

اخطر تصريح عراقي على الإطلاق !

اخطر تصريح عراقي على الإطلاق !

التصريح اطلقهُ وزير الدفاع العراقي السيد خالد العبيدي ليلة الخميس الجمعة اعلن فيه : < لن نسمح لقوات البيشمركه في المشاركة بتحرير الموصل  .!
التصريحُ يحمل في طيّاته الكثير من الأبعاد الغامضة والتساؤلات , ومن دون تسلسلٍ في ذلك , فمن المؤكد أنّ السيد العبيدي غير مخوّل بأطلاق هكذا تصريح لولا ايعاز من العبادي ومن قيادة حزبه الحاكم تحديدا . ولعلّ الكثير سيتساءلون ولربما بشكلٍ مغاير عمّا اذا بمقدور الحكومة العراقية منع البيشمركة من المشاركة في المعركة المقبلة ! , والإجابة بالطبع أنّ القوات العراقية ليس بوسعها فعل ذلك لأكثر من سبب ! فالبيشمركة يحيطون الموصل من ثلاثة محاور في شمال المدينة بينما الجيش العراقي سيتقدم من المحور الجنوبي ولا توجد آليّه عملية لمنع قوات البيشمركه , ومن المحال اشتباك القوات العراقية معهم , فذلك يعني الدخول في معركة غير مسموحٍ بها في الظرف الراهن .! , إنما ربما يغدو لتصريح وزير الدفاع العراقي ابعاد قانونية او دستورية وسياسية بالأضافة لما يترتب عليه معنوياً إن لم نقل اخلاقياً على السادة في قيادة الأقليم , ومن غير المعروف موقف الأحزاب الكردية الأخرى تجاه ذلك .. الأهمية المبهمة الأخرى لهذا التصريح تتأتّى من أن وزير الدفاع اعلن ذلك من واشنطن ! اثناء انعقاد اجتماعٍ وزراء خارجية ودفاع دول التحالف لمناقشة متطلبات معركة تحرير الموصل , وايضاً فقد سبق ذلك بأيّامٍ معدودة عقد اتفاقيةٍ خاصة بين قيادة الأقليم والولايات المتحدة حيث تقوم الأخيرة بتزويد قوات الأقليم بالأموال والأسلحة .
تصريح وزير الدفاع له ما يبرره لدى الحكومة العراقية من مخاوف , اذ تخشى عدم انسحاب البيشمركة من مناطقٍ في الموصل ستسيطر عليها عند وبعد نشوب المعركة , ومن الملاحظ في هذا الشأن ” إذ لغاية كتابة هذه الأسطر ” فلم يصدر ايّ تعليقٍ من الولايات المتحدة ولا من قيادة الأقليم , فالأمر فيه ما فيهِ من الخطورة السياسية والعسكرية ولربما الأمنيّة ايضاً .!
الوضع الذي اعقب تصريح العبيدي ” مضغوطٌ ” للغاية ولا شكّ أنه موضع مناقشات حادّة ومكثّفة بين معظم الأطراف , لكنه في غاية الصعوبة التصور بأن الأمريكان سيوافقون على هذا القرار او التصريح العراقي . ومن بينِ كلّ هذا وذاك فتصريح وزير الدفاع لم يتضمّن إشارةً ما عن الوحدات العسكرية التركيّة المتواجدة في ناحية ” بعشيقة ” والتي تعدادها لا يصل الى نسبة واحد بالألف قياساً الى تعداد الوحدات الكرديّة .!
  إنّ جوهر هذه المعضلة يدعو للإستغراب لماذا لم تحاول الحكومة العراقية الحالية او التي سبقتها , من أخذ تعهداتٍ خطيّة موثّقة من قيادة الأقليم حول انسحاب البيشمركة من الموصل والمناطق المحاذية فور انتهاء المعركة .! وقد كان ينبغي اجراء ذلك بعد تفاهماتٍ سياسية منذ وقتٍ طويل ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات