جاءتني رسالة ممن لاعلم له بالمصطلحات القرأنية وممن لادراية له بلغة القرأن وهي اللغة العربية التي هي لغة أهل الجنة والتي سماها أحد الباحثين من غير المسلمين سماها بلغة المستقبل , ورسالة هذا الفارغ مسبوقة بأدعاءات يحلو لصاحبها أن يرمي القرأن بالتحريف ليستريح من هم يؤرقه لآنه حاقد على شخص النبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم فقد سبق لصاحب هذه الرسالة أن بعث لي برسالة يعلن فيها سقوطه ألآخلاقي فهو يتقيأ حقدا على رسول الله “ص” ويقول عنه بأنه ” أبن شارع وسوقي ” ؟ وليعذرني القراء من نقل مثل هذه التفاهات وهذا التدني السلوكي الممسوخ لآمثال صعاليك نكرات ضيعوا بوصلة العقل فوقعوا في حبائل الشيطان الذي سيتخلى عنهم يوم تأجج النار التي وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون “
صاحب تلك الرسالة سبق وأن أستهزأ بالنص القرأني ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” كما أستهزأ من قبل كفار قريش بقرأن محمد فقال أحدهم : كفرت بالنجم أذا هوى ” وأستهزاؤه يكشف عن جهالة مركبة أي أنه يجهل ويجهل أنه يجهل , وهذا المحمل بالجهل المركب يحلو له أن ينسب عصابات داعش للآسلام ويقول عنها أنها الوجه الثاني للآسلام وفي ظنه الباطل وعقله القاصر المتخم بالعي والفهاهة يتصور أنه بذلك سيحقق ما في نفسه من زيغ مرضي جعله يفارق دين الله القيم على الدين كله ويرمي ألآسلام بتهم ألآرهاب ليجد لنفسه مبررا في أدعاءاته وأفتراءاته التي بينت قسما منها وهي كثيرة ولكني أردت للقراء أن يكونوا على معرفة بالسلوك غير السوي لآمثال هؤلاء .
ولهذا المدعي ولغيره ممن كتبنا عنهم تحت عنوان ” الشيعة المسيحية ” وهم من سموا أنفسهم بذلك وسبقهم من أدعوا متبجحين بأنهم أنتقلوا للمسيحية لآنها في تصورهم الباطل هي الدين ألآصلي ؟ وهؤلاء وصاحب الرسالة موضع البحث لم يفهموا ألآسلام ولم يفهموا المسيحية ولا اليهودية ولا غيرها من الشرائع ومثلهم كمثل الذي قال عن أهل أسفنديان بأنهم ليسوا بأصحاب كتاب , فقال ألآمام علي عليه السلام : لا هم أصحاب كتاب ولكنهم ضيعوه وأنحرفوا فرفع الله كتابهم لآن ملكهم شرب الخمر وأخذ من السكر مأخذه فوقع على أبنته فلما أفاق قال لها ما العمل ؟ قالت له أجمع الناس وأمرهم بجواز نكاح البنت ؟ فلما أمرهم بذلك تمردوا عليه فأمر بمن يخالفه أن يرمى بالنار وهي أحدى تفسيرات قصة أصحاب ألآخدود؟
وأختصارا على القراء والمتابعين نقول : كل عمل منحرف عن ألآسلام فهو ليس من ألآسلام بشيئ , وهذا ما عليه النصوص القرأنية الكريمة وهي كثيرة منها ” ومن الناس من يقول أمنا بالله واليوم ألآخر وماهم بمؤمنين ” – البقرة -8- ولهذا الصنف من الناس الذي يضم مسلمين وأهل كتاب ذرائع كثيرة منها ” وأذا قيل لهم لاتفسدوا في ألآرض قالوا أنما نحن مصلحون ” – البقرة – 11- فعصابات داعش اليوم وهي تعيش هزائمها في الفلوجة والرمادي وصلاح الدين وفي بعض المناطق السورية ألآ أنها ومن باب المكابرة وخداع السذج من الناس تنشر ما يسمها بهيكليتها التنظيمية لما يسمى بولاياتها فتقول عن بغداد ولاية ؟ وعن الفلوجة ولاية ؟ وعن الرمادي ولاية ؟ ومثلها في ذلك مثل الذي ذهب للآسكافي يطلب منه أن يصنع له نعالا بثلاثين طبقة حتى يعيش ثلاثين سنة وما درى أن عزرائيل واقف على رأسه ليأخذ روحه ؟ ثم توعد الله تعالى أولئك المنحرفون والمحرفون للدين وهم كدواعش اليوم فقال عنهم ” فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ” – البقرة – 79- وهذا التهديد والوعيد المتحقق حتما ليس للكفار والمشركين وأنما هو للذين ينتسبون للدين أدعاء والدين منهم براء وقال تعالى ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لايحب المعتدين ” – البقرة – 190 , فالدين عموما ودين ألآسلام خصوصا هو ألآستقامة في السلوك ” يابني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر وأصبر على ما أصابك أن ذلك من عزم ألآمور ” – 17- ” ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في ألآرض مرحا أن الله لايحب كل مختال فخور ” – لقمان – 17-18- وألآسلام عدالة في الحكم وفي المعاملات ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب أن الله قوي عزيز ” – الحديد – 25- ولقد رأى الناس أعتداءات عصابات داعش مثل حرق الناس أحياء والطيار ألآردني الكساسبة مثالا , والرسول محمد “ص” يقول : لايحرق بالنار ألآ خالق النار وذلك عندما رأى أحد المسلمين يحرق بيتا للنمل ؟ هذا هو ألآسلام الذي لايقبل بحرق نملة فكيف يقبل بحرق البشر , نعم في ألآسلام كدين حاكم بين الناس لتحقيق ألآمن والعدالة له أجراءات عقابية للعصاة المفسدين في ألآرض مثلما له أجراءات عقابية للسراق كقطع أصابع اليد وليس اليد كاملة كما يذهب الى ذلك من لانصيب له بالفتيا , وألآسلام يجيز قتال من يقاتل المسلمين ويقاتل الناس ولكنه ينظم ويقنن القتال في سبيل الله ويمنع ألآعتداء لآنه لايحب المعتدين ولذلك نجد من ينتمي للآسلام الحقيقي مثل حزب الله اللبناني عندما هزم عصابات ألآرهاب التكفيري في مدين القصير السورية قام بنفسه بأسعاف جرحاهم , وكذلك فعل الحشد الشعبي في العراق في معركة تحرير الفلوجة من دنس الدواعش حيث قام بخدمة أهالي الفلوجة وقم لهم الطعام وألآسعافات وألآيواء وكل ما قيل من مبالغات روجت لها فضائيات التحريض والفتنة أنما هي فبركات أعلامية طائفية حاقدة كتلك التي درجت على القول بدون خجل ولا حياء أن داعش صناعة أيرانية ؟ وأخرى تقول أن داعش صناعة النظام السوري وأخر يقول أن حسن نصر الله يروج لآرهاب داعش ؟ وهناك سيل من هذه ألآقاويل التي تكشف مدى أنعدام مصداقية مطلقيها كما قال الشاعر :
وليس يصح في ألآفهام شيئ … أذا أحتاج النهار الى دليل ؟
وكقول الشاعر ألآخر :
أدهى المصائب في الدنيا وأعظمها … عقل يرى الشيئ مقلوبا ومعكوسا ؟
ومصيبتنا مع هذه العقول المعطلة لاتقل عن مصيبتنا في مواجهة عصابات داعش وحاضنيهم وهم أعراب الخليج والنظام التركي , ومستثمريهم وهم أمريكا وألآوربيين وألآسرائيليين الذين قال وزير أمنهم السابق يعالون : لو خيرت بين داعش وأيران لآخترت داعش ؟
واليوم عندما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه في معركة حرب لدحر عصابات جبهة النصرة وعصابات داعش وما يسمى بجيش ألآسلام وما يسمى بأحرار الشام تقوم أمريكا بالطلب من روسيا للضغط على النظام السوري لآيقاف هجومه على تلك العصابات المارقة التي دمرت أكبر مدينة صناعية أقتصادية في سورية وهي مدينة حلب التي بلغ عدد مصانعها المسروقة والمنقولة الى تركيا “1500 ” مصنعا كما صرح بذلك فارس الشهابي رئيس الغرف الصناعية في سورية .
أن من يقول أن داعش هي الوجه الثاني للآسلام أنما هو يعبر عن جهله بألآسلام وعن أحتضانه لداعش بصورة غير مباشرة , وجهل هذا المدعي بألآسلام كشفت عنه تخرصاته المحبطة والتي جعلته يسمي ذات الجلالة الخالق وهو الله يسميه بالماكر فيقول أن ربكم ماكر , وينكر النص القرأني ” قل هو الله أحد ” ويغترف من المصادر التاريخية المزورة والخاطئة فيقول أن القرأن محرف , ليشفي غليله المريض ولن يشفى من به صدود عن القرأن لآن الصدود عن القرأن تعبير عن مرض القلب والعقل” أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ” ” أنه لقرأن كريم في كتاب مكنون لايمسه ألآ المطهرون تنزيل من رب العالمين ” , وصاحب هذه المقولات تمادى حتى رمى رسول الله “ص” بما لم يرمه المعاندون والمنافقون والكفار والمشركون فهم قالوا عن رسول الله “ص” بأنه : شاعر وكاهن ومجنون وساحر ؟ ولكنهم لم يقولوا عن رسول الله “ص” بأنه : أبن شارع ولم ينسبوا له السقوط ألآخلاقي كما تحامل سفهاء هذه ألآيام وأتهموا رسول بالسفاح والزنا كما في حالة زواجه من ” صفية ” اليهودية وحاشا لرسول الله صاحب الخلق الكريم ومؤسس أدب العفة والحياء للنساء والخلق والورع للرجال وكان مثالا للشجاعة والكرم والمروءة , فقد أعطى سفانة بنت حاتم الطائي عندما وقعت أسيرة مع قومها بادر النبي لآطلاق سراحها وعفى عن قومها وعندما قالت له : يارسول الله أعطني ما أفتخر به بين العرب ؟ قال لها لك ما بين الجبلين من أبل وغنم ؟ قالت يارسول الله هذا كثير ؟ قال : هكذا أدبني ربي , وهناك من ألآمثلة ألآنسانية التي تحتاج الى دراسة مفصلة لبيان حضارية وأنسانية ألآسلام الذي لم يكن دولة دين كما يفهمه البعض خطأ وأنما كان ألآسلام دولة أنسانية يشهد على ذلك موقفان من بين مواقف كثيرة وهذا الموقفان هما : قيام رسول الله “ص” بأيواء وأطعام وأكساء المغنية ” سارة ” وهي من مكة قصدت رسول الله الى المدينة فقال لها : أمهاجرة ؟ قالت : لا , فقال لها : أمسلمة ؟ قال : لا فقال لها ماتريدن ؟ قالت أنتم ألآصل ونحن الفرع أريط طعاما وكساء ؟ فأمر أبناء عبد المطلب أن يطعموها ويكسوها ؟ والموقف الثاني عندما عفا عن أسير مشرك أراد أن يقيم عليه الحد , فأخبره الوحي بأن هذا ألآسير المشرك كان كريما في قومه وأمينا ووفيا ؟ فأطلق سراحه مما حدا بذلك المشرك أن يعلن أسلامه عندما علم أن الله تعالى ورسول ألآسلام يحبون صفات الكرم والوفاء وألآمانة ؟
هذا هو ألآسلام للذين لايعرفونه : أن الدين عند الله ألآسلام , فألآسلام واحد , وتسمية ألآسلام السياسي تسمية خاطئة تماما مثل تسميات أية الله العظمى وتسميات حجة ألآسلام والمسلمين وشعارات قدس سره التي تطلق على البعض وشعارات مد ظله التي تطلق جزافا , فالقدسية للله سبحانه ولرسوله “ص” ولآئمة أهل البيت ألآطهار عليهم السلام , والظل للله فقط يوم لاظل ألآ ظله .
أن عصابات داعش وتنظيمات القاعدة الوهابية يقتل بعضهم بعضا اليوم كما نراهم ويفسق بعضهم بعضا وممارساتهم في القتل على الهوية وفي حرق ألآحياء وفي سبي النساء وفي التغرير بألآطفال وهم غير مكلفين بحمل السلاح وفي تدميرهم للممتلكات والمنشأت من مستشفيات ومدارس ومساجد وجسور ومصانع ومحطات طاقة ومياه أنما يعبرون بشكل واضح وقاطع عن أنحرافهم عن ألآسلام وأن تعلقوا بأستار الكعبة وهم من وصفهم رسول الله بأنهم كلاب جهنم يمرقون من ألآسلام كما يمرق السهم من الوتر ؟ ومن يفهم هذا الكلام لايمكنه بعد ذلك أن يعتبر داعش هي الوجه الثاني للآسلام أللهم ألآ من في قلبه مرض ؟ وأحزاب السلطة الفاسدة في العراق المعمم منهم وغير المعمم بألآضافة الى فسادهم الذي أصبح دراية وليس رواية فأنهم تكروا للعهود وخانوا الحدود وأظهروا الجفاء مع أصدقائهم القدامى وبخلوا بالمال على مستحقيه والمعوزين والفقراء وتركوا المرضى يعانون شقاء المرض وعدم يسر ذات اليد فهؤلاء لم يعودوا ينتموا للله ورسوله وأن صلوا وصاموا , وأنظمة التبعية في المنطقة العربية وألآسلامية الذين أرتهنوا للمحور التوراتي ومالوا لآسرائيل وأهدروا أموال البترول والزراعة وكل ثروات ألآمة على ملذاتهم الشخصية وكشفوا عورات ألآمة للآعداء والخصوم والشامتين هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى ” لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم ألآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو أبناءهم أو أخوانهم أو عشيرتهم …” – المجادلة – 22-
فهذه ألآصناف الثلاثة : داعش , وأحزاب السلطة الفاسدة , وأنظمة التبعية , لاعلاقة لهم بألآسلام سوى ألآدعاء , وأن لم يقتص منهم في الدنيا فأن القضاء ألآخروي ينتظرهم وهو ليس لصالحهم وعلى هذا يقوم الفهم الصحيح للآسلام .
[email protected]