17 نوفمبر، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

أكثر من ( نصف مليون ) مواطن من ( الأنبار ) يعيشون في المخيمات !

أكثر من ( نصف مليون ) مواطن من ( الأنبار ) يعيشون في المخيمات !

( الأنبار ) المحافظة العراقية الوحيدة التي لديها ثلاثة منافذ حدودية مع دول مجاورة هي سوريا والأردن والسعودية ولديها ثالث أكبر خزين استراتيجي في المنطقة العربية بعد المغرب والأردن من الفوسفات وتسع مطارات عسكرية كبرى منها ثمانية متوقفة من الممكن تحويلها خلال أسابيع الى مطارات مدنية وأكثر من 380 كم من طول نهر الفرات الممتد داخل الأراضي العراقية و 48 معملا صناعيا ، إثنان منها متفردة هي الفوسفات والزجاج والأخرى متوقفة وسدود مائية صناعية وطبيعية وثروة كهرومائية وبحيرتان في طريقهما إلى الجفاف ومدينة سياحية تحولت إلى مخيم لإيواء النازحين وأطول سكة حديد داخل العراق تربطها مع العاصمة بغداد ومن ثم إلى شمال العراق وجنوبه موازية تقريبا للطريق السريع لنفس الغرض وقد توقفت السكة والطريق بسبب العمليات العسكرية .. وآبار غير مفتوحة للنفط والغاز وأراض زراعية كبرى تعتمد على نهر الفرات أو الديم ومراقد دينية وآثار منذ آلاف السنين لشتى الحضارات وخط إستراتيجي لنقل أنابيب النفط من البصرة وكركوك إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط عبر الأنبار، ومصافي نفط وقواعد عسكرية وعقد مواصلات تربط شرق العالم بغربه وجامعتين وعقول وعلماء ومبدعين وأساتذة في شتى الاختصاصات وشعراء وفنانين , 
كل هذا ولم تتمكن جميع الحكومات والمسؤولين من استغلالها بالشكل الصحيح، ما يفتح ويؤكد لنا أن لا سبيل لرقي وتقدم ونمو وإزدهار محافظة الانبار إلا بالإستثمار الإقتصادي المبني على أسس علمية وهو الحل الأمثل لكل مفاصل ومؤسسات المحافظة وبدون إستثناء .. أما إذا بقينا ننتظر نجاح او فشل الحكومة المركزية والمحلية في إعمار وإعادة إعمار محافظتنا وإستغلال ثرواتها فسوف لا نحصد من مسؤولي الحكومتين المركزية والمحلية وما يسمى بمجلسي النواب والمحافظة سوى الإستعراضات والزيارات وإفتتاح المشاريع الكاذبة المعروضة على القنوات الفضائية في كل يوم  ,  ولربما تتحول محافظتنا إلى معلم آثاري يطلق عليه مستقبلا زقورة  ( الأنبار )  شبيهة بجارتها زقورة عكركوف  !

 المسرحية المضحكة والفصل الساخر الذي قدمه ما يسمى بمجلس محافظة  ( الأنبار)  لم يكن إلا جزءا من عملية الإحتماء والهروب والإختباء من ضغوطات الواقع المرير والتراكم وعدم مواجهة واقع ما يمر به أكثر من نصف مليون مواطن من محافظة  ( الأنبار ) يعيشون في مخيمات لم تشهد البشرية مثيلا لها في كل تأريخ الحروب ، فهذا المجلس هو وكتلتيه المتصارعتين على المصالح والنفوذ والتحضير للمقاولات وأرباح المستقبل لم يكن من العدل أن يقدم للإستجواب أحد أعضائه السابقين والمكلف بمنصب المحافظ  وتم عزله
بل كان من العدل ومراعاة لمشاعر النازحين والمهجرين في الأنبار وتحقيقا لأبسط شروط العدالة أن يقدم جميع أعضاء المجلس لمحاكمة عادلة وإستجواب من أطراف محايدة بما فيهم السيد المحافظ والسيد رئيس المجلس ، ولنرى من سيخرج بالبراءة ومن يخرج محملا بذنوب ما حل بنا من خراب ودمار لأننا سنتفرج عن قريب على فصل آخر من هذه المسرحية تستبدل فيه المقاعد وتبقى نفس الوجوه..

أحدث المقالات