يتصف عاشوراء بطابع خاص, من القدسية, شهر ألم وحزن, رغم المرارة والظلم, الذي أصاب آل بيت الرسول (عليهم السلام), يرافق أيامه الحزن, وتكاد تفطر قلوب محبيهم ,من ألم الذكرى ومأساتها, هذه المرارة, يرافقها الشوق لتجديد دروس ملحمة كربلاء, وما تحمل من قصص وعبر, تعبر عن التمسك بالحق والشجاعة, وحب الأخ لأخيه .
تستعد المواكب والحسينيات والجوامع والمجاميع الأخرى, و الدور وسكانها, لإستقبال شهر الأحزان والمصائب, وتعرض سوادها المشرق كالبلور في النفوس, رغم العتمة التي ترسلها عيون الناضرين, فيمتزج هذا السواد مع سواد الليل, في الليلة التي أرعب ظلامها, نساء وأطفال آل بيت الرسول .
شاء الباري, لسيدة نساء العالمين, أن يربط فؤادها, كفؤاد أم موسى, عندما ألقته في البحر, وهي تفارق سيدنا الإمام الحسين وكفيلها أبو الفضل العباس(عليهم السلام), في بحر الصحراء, ويغطيهم سواد الليل, المكتظ بالعويل, أن تسهر ليالي عاشوراء, لترعى سبايا آل بيت الرسول, برعاية السميع المجيب, ويسخر لها من حولها لخدمتها, أنها لأعظم المصائب .
مر العراق بظروف و مصائب عصيبة, وحروب وإرهاب وحملات إعلامية, وحرب نفسية, سبحانه ألهمنا القوة والشجاعة, ولتكون الشفاعة لمن يدافع عن أرض العراق ومقدساته, والسادة والعلماء الأجلاء, أن الدور الفاعل, لسماحة الآية العظمى السيد السيستاني (دام ظله الشريف), في إنقاذ البلاد, بعدما كان صمام الأمان, لتوخي شر الحرب الأهلية, و إنهيار العراق, الذي كان على شفا الهاوية .
يفاجئ المسلمون وعلماء الغرب, نفر جاهل لا يفقهون, من العلم شيء, ينعقون خلف أسيادهم الفاشلين والفاسدين, من شخصتهم المرجعية الشريفة, وتطالب بمحاسبتهم, وإعادة الأموال المسروقة, التي إستحوذوا عليها من نهب خيرات العراق, كان الدافع لشن حملات إعلامية ضد سماحته, ويدفعون مرتزقتهم للنيل من شخص إمام الأمة الإسلامية ومنهج الوسيلة والإعتدال.
كيف تنتظرون اليوم الموعود, ويدخل قلوبكم تجلد قلب حرملة اللعين الرجيم, سوف تحشرون مع الشيطان, لا شفيع لكم ولا مجيب .
ثقافتنا وتطورات العصر الحديث, تحتم علينا الإهتمام بالشعائر الحسينية, التي تخدم الدين الإسلامي .. جميعنا يعلم الإمام الحسين ضحى بكل ما يملك, وحتى نفسه الزكية الشريفة, من أجل تقويم الدين, وإصلاح شأن الأمة الإسلامية, ولم يكن طالب المنصب, أو متشبث .
الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والإبتعاد عن النميمة, وربط الأقوال الكاذبة, بذوي الشأن وأصحاب الرأي, لتخدعوا قلوب البسطاء, ويزينها لهم الشيطان الرجيم, و ما هو غير الحق, ينصر أمامنا على الكافرين .. أن نقل الخبر الغير صحيح والمزوق, للنيل من شخص ما أو جماعة, يحقق للعدو مآربه .. سبحانه يهدي الجميع, لنصرة الحق على الباطل . مخطئ كل من يراهن على إختفاء الفكرة الحسينية, بل ستكبر وتكبر حتى تملأ الكون, سيأتي اليوم الذي تسجد الأرض؛ خشوعا ولتذرف السماء دموعا, لتنحني الجبال ركوعا.. وتهتف البشرية جميعا ” لبيك يا حسين “يوم تملأ الأرض قسطا وعدلا, عندها فقط سيعرف الذين ظلموا أل محمد أي منقلب ينقلبون .