جئتم وأديتم الواجب ، واجب البكاء واللطم ، واجب العويل والنحيب وقدمتم الثواب بانواعه واوقدتم الشموع ولبستوا السواد واقمتم صلاة الغائب ، واصبح مكان الفاجعة مزارا متميزا فلم نعهد مقبرة من عدة طوابق ….. سعيكم مشكور .
جئتم أفرادا وجماعات واحزابا وتيارات و استعرضتم مالديكم من قوة واستثمرتم الفاجعة كل حسب مصلحته وغايته ولكن أولادنا سكنوا القبور …سعيكم مشكور .
قلتم لنا ان من قتل ابناؤكم هو يزيد وجيشه وان ابناؤكم شهداء بالجنة وأخذوا ثياب العيد معهم ، ولم تقولوا لنا كيف يعيش اليتيم ومن سيعيله ولم تقولوا كيف ستعيش الأرملة بدون زوجها الذي قضى نحبه حرقا ولم تقولوا لنا كيف ستقضي الام الثكلى أيامها ولياليها بدون أولادها ، لكنكم قلتم ان الحياة تستمر ، ولكنكم لم تقولوا كيف تستمر هل نلتحق بدور العجزة ام نقف في طابور الذين يستجدون في الشوارع، سعيكم مشكور .
الحكومة غيرت المسؤولين الآمنين وجلبت مسؤولين آخرين ولكنها لم تجلب لنا أولادنا المفقودين والمحروقين ، هل ماتوا أولادنا نتيجة اهمال هؤلاء المسؤولين ام ماتوا بسبب محاصصتكم الحزبية ام ماتوا لأنهم عراقيون ….سعيكم مشكور .تعلمنا من اهالينا ان من يقتل غدرا لايقام له مجلس الفاتحة الا بعد اخذ القصاص من القاتل هكذا تعلمنا ، لقد قتلوا حرقا شهداء الكرادة ودفنوا فحما وها نحن على وشك نسيانهم بفاجعة اخرى فاجعة بلد ولن تكون اخر الفواجع ولم تتساءلوا عن القتلة ومن يساندهم بل انكم انشغلتم بالتحليل ونوعية المادة المستخدمة بالتفجير هل هي نابالم ام سي 4 ام فسفور ابيض او ربما قنبلة ذرية أو نتروجينية ولم تطالبوا بالثأر ممن قتل اولادنا ، سعيكم مشكور .
الا خاب مسعاكم ان لم تنتفضوا وتقاتلوا دفاعا عن أبنائكم ، الا خاب مسعاكم ان لم تقلبوا عاليها سافلها ، حبطت أعمالكم الدينية والدنيوية جميعا ان لم تنتصروا لدماء أبنائنا وابنائكم وخاب سعيكم ان لم تقتصوا من الجناة مهما كانت دينهم ومذهبهم لأنهم سوف يقضوا علينا جميعا ان لم تقفوا وقفة رجل واحد .