17 نوفمبر، 2024 9:56 م
Search
Close this search box.

هل نحتاج إلى إيمان العجائز في العصر الحديث

هل نحتاج إلى إيمان العجائز في العصر الحديث

يُحكى إن أحد العلماء كان يسير مع طلابه في المدينة ويبدو أنه زاحم في الطريق امرأة عجوز ، فسألت المرأة من هذا ؟ فقال لها أحدهم هذا الذي يملك ألف دليل على وحدانية الله ، فردت عليه العجوز لو لم يكن لديه ألف شك في الله لما كان لديه ألف دليل ، وعندما سمعها العالم قال اللهم ارزقنا إيمان العجائز ، وفحوى حكايتنا هذه هو الصفاء لدى بسطاء الناس لكنها تعني من جهة أخرى بالمقابلة عدم الصفاء والشك لدى علماء السوء والشك وعدم الوصول إلى الحقيقة ، ولو كانت هذه العجوز تسير هذه الأيام في شوارع مدينة النجف الأشرف وزاحمها أحد مراجع الدين وليكن السيستاني وهذا من المستحيل كون السيستاني معتكفاً في بلاطه لا يخرج للناس إلا للضرورة اللندنية . وكان أتباعه يسيرون خلفه وتساءلت المرأة العجوز من هذا فماذا سوف يكون رد أتباعه ، والمتوقع من خواصه إنهم سيسألون ألا تعرفين من هذا أيتها العجوز ؟ 
إنه الإمام السيستاني إمام المسلمين وصاحب فتوى الجهاد الكفائي للدفاع عن المقدسات والأعراض ، وهو الذي ألزم الناس بانتخاب السياسيين ، و أوجب التصويت على الدستور ، و سهل للأميركان المكوث في العراق وحرم مقاتلتهم وأوجب تسليم السلاح إليهم ، وهو المحامي عن المذهب والأحزاب الإسلامية التي تمثله في البلاد ، وهو من أفتى بتهجير وقتل أهل السنة !!!، أمن المعقول أيتها العجوز أنك لا تعرفين أزهد الزاهدين ؟! ، فحينها ما على العجوز المسكينة إلا أن ترد بفطرتها عليهم : لو كان أزهد الزاهدين لما ذهب للعلاج في مستشفيات بريطانيا والمرضى الفقراء في العراق لا يجدون العلاج الكافي لعللهم ، ولو كان هو إمام المسلمين لما حرم الزوجات على الأزواج من أجل انتخاب الفاسدين ، و لما ألزمهم بالتصويت على دستور اليهود أعداء الإسلام والعرب ، ولأن العجوز على ثقة بأن ردها صحوة من أحلام اليقظة لأنها تعرف جيداً إن هذا اللقاء سوف لن يحدث أبداً وأن العجوز لن تصادف السيستاني لأنه لم يخرج في حياته إلا مرات عدة ذاهباً على متن الطائرة إلى بريطانيا للعلاج كما يدعي أتباعه ، ليفض المرجع العراقي السيد الصرخي نزاع العجوز مع السيستاني بتحليله التام لشخصية السيستاني المتقلبة بمعرض كلامه الرائع في محاضرته الرابعة تحت عنوان ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) وهذا نصه ( لكن عندما يكون ذاك الزاهد ، ذاك المدعي للزهد والفقر والإيمان والتصوف والقرب إلى الله … ماذا به إذا أصابه بعض الوجع يذهب إلى لندن ، يطير إلى لندن ، فإذا كان زاهداً ، إذا كان عارفاً بالله ، إذا كان متصوفاً ، إذا كان مستغنياً عن الدنيا ، ماذا به عندما يصيبه الوجع البسيط ، السخونة البسيطة ، الخفقان البسيط يذهب إلى لندن ؟ أكثر ما قالوا : عملية قسطرة ، واسألوا أي طبيب ، اسألوا أي موظف صحي ، اسألوا أي شخص يعرف عن القسطرة ، ابحثوا بأبسط بحث عن القسطرة وعملية القسطرة ، في أي مكان يمكن أن تجرى … فما بال هذا الزاهد المتصوف يطير إلى لندن من أجل عملية قسطرة ؟ والشيء الغريب في هذه القضية أنه عندما ذهب لعملية القسطرة نراه يحمل العصا لكنه يركض ، من كان مريضاً وفيه علة هل يسير بهذه الخفة وبهذه السرعة وبهذه الرشاقة ؟ )

لتقف العجوز وقفة إجلال وإكبار لهذا الوصف والتحليل الرسالي لتستغرب من الكثير ممن يدافع عن السيستاني حتى أوصلوه إلى درجة العصمة واعتبروه خطاً أحمر غير قابل للنقد ، ليثبتوا بالدليل إنهم سذج و مغرر بهم وهم أحوج ما يكونوا إلى إيمان العجائز لمعرفة الحق من الباطل رغم أنهم في زمن التقدم في العلم والمعرفة  

أحدث المقالات