17 نوفمبر، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

فريقٌ صالح …وفريقٌ طالح وأزمات

فريقٌ صالح …وفريقٌ طالح وأزمات

الدنيا يسيرها فريقين ,فريق يسير بطريق الانحراف يريد أن يستعبد الناس ويحولهم لعبيد خاضعين خانعين ليس لديهم أية ثوابت ومبادئ يعيشون من اجلها ,وفريق مسلح بأسلحة واليات اهمها انه يحب الخير للناس ولا يسعى لنشر الاساءة ,وهو يحمل عقلاً يعمل من خلاله على فرض رؤى وافكار تحفظ كرامة الانسان ,ولديه تاريخ حافل مليء بالعبر والدروس التي قدمها الانبياء والرسل خلال فترة وجودهم على المعمورة ,يريد تصحيح هذا الانحراف المليء بالظواهر غير الانسانية التي تسودها الحقد والكراهية والأمراض الاجتماعية التي يريدون منها أن تصبح جزء من ثقافة المجتمعات ,ضريبة الحق هي أن تجد السفهاء يتهافتون كالقردة لكي يستخدموا اساليبهم القذرة بأن يسقطوا الرموز ويشوهوا تاريخهم وينالوا من أرثهم المشرف ,هنا يأتي دور الشرفاء في التصدي لهذه الآفة ,لا الصعود على التلِ او يلجؤوا الى ركنٍ حتى يبتعدوا عن المسؤولية ,
أو يتجنبوا الغوص في الصراع مع الباطل وأن كانت كلمة حق فأنهم لن يقولوها ,أذكر جيداً أن عبد الله بن عباس : دخلت على أمير المؤمنين صلوات الله عليه بذي قار وهو يخصِف نعله فقال لي : ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لا قيمةَ لها!قال {والله لَهِيَ أَحَبُّ إِليَّ من إِمرتكم ، إِلاّ أَن أُقيم حقّ اً، أَو أَدفع باطلاً } كان باستطاعة الامام علي (ع)

أن يعقد الصفقات الواحدة تلو الاخرى في الخفاء المظلم ,ويقيم المهادنات من وراء الكواليس دون معرفة أحد بذلك لم ولن يفعل لأنه يعرف جيداً أنه ينتمي لفريق محملاً ومعبئاً بقيم السماء ورسالتها التي جاءت لتحرر المرء من عبودية الذات وهيمنة النفس الامارة بالسوء عليها ,نحن اليوم نعيش ازمة ,أزمة في اتخاذ المواقف التي نحدد عن طريقها الى أين نمضي ونسير؟أزمة في الرجال الذين نبحث عنهم في خضم اشباه وأنصاف الرجال الذين ينعقون مع كل ناعق ,أزمة ونحن نجد ان قول الحق هو من أكبر المصائب التي يبتلى بها المرء عند قوله لأمراً ما فأن في ذلك نصرةٌ للمظلوم وعون للضعيف ,بالتالي عزف الكثير عن طرح الحق لأنه سيلحق ضرراً كبيراً عليهم فضلوا السكوت للنجاة من نار سهام الاذى بهم ,تغيرت القاعدة التي تقول (النجاة في الصدق ) فاصبح النجاة في السكوت أو الكذب ,

أزمة اخلاق وهنالك اهتزاز وسونامي ضرب المنظومة الاخلاقية بسبب منعطفات وكوارث مفتعلة أريد لها أن
تنعكس على المجتمع لتلقي بضلالها عليه ,أزمة في مواقع المسؤولية لمن جيء بغير موقعه الصحيح فعاث بالأرض فساداً وخراباً وجعل مقدرات الاحرار بيد اشخاص لا يعرف أن ينظم أبسط اموره فكيف به وهو يجد حوائج الناس بيده ,والمنصب الذي اختير اليه هو اكبر منه ,المهم أنه اصبح مسئولاً رفيع المستوى يقول ما يحلو له ويفعل ما يريد دون محاسب ورقيب عليه ,أزمة في احترام الناس بكل عناوينهم وهوياتهم وانتماءاتهم ومعاملتهم بالحسنى وعدم اراقة ماء وجوههم ,أزمة في ثقافة النزاهة وتغيرها لتحل مكانها ثقافة اللصوصية والسرقة بأعتبارهما حقٌ مشروع للسارق من الدولة وايجاد تبريرات عديدة وذرائع متعددة ,أزمة ونحن نشاهد قتلى ابرياء يقتلون دون ذنب بأبشع انواع القتل ولا من مجيب لصراخهم سوى لافتتات سوداء ودماء تزين الشوارع .

أحدث المقالات