قبل عامين من الان كان هناك قرار اتخذ في اروقة قصور الحكم في اربيل أن السيد مسعود البرزاني لا يزور بغداد قط الا رئيسا لدولة كردستان وبعلم وبأستقبال الرؤساء وبتحضيرات الوصول وبتشريفات استقبال القادمين من الرؤساء وبسلام يعزف سلام لدولة كردستان مع السلام الجمهوري العراقي وينزل الرئيس مسعود ومضيفة الرئيس العراقي من منصة الشرف متوجها ليفتش الحرس الوطني العراقي ..وفي اليوم الثاني او الثالث لزيارة الرئيس للدولة الجديدة الجارة يذهب ليضع اكليلا من الزهور على نصب الجندي المجهول ..ليس ما اقوله هو محض افتراء او هراء تفتقت مخيلتي لاكتبه على الورق بل انه حلم السيد مسعود البرزاني ومنذ ورث شيخا لعشيرة السادة البرزانيين من والده السيد مصطفى .
والدليل ان ما اقوله هذا هو صدق التصورات البرزانية ان السيد البرزاني يأبى ان يغادر رئاسة الاقليم حتى لو بعد عشرة اعوام قبل ان يحقق هذا الحلم لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفانتها اليوم وبعد اكثر من عام ونصف العام والاقليم تعصف فيه عواصف لم تمر به لاكثر من عقد من الزمان بعد ان كان هذا الاقليم يأخذ حصته جاهزة كاملة وبنسبة 17% من نفط البصرة وميسان وبدون اي عناء ليبني بها عمارات ويفتح شوارع ويبني فنادق تضاهي فنادق دول الخليج آملا من هذه الصروح ان تزيح البساط من دبي وتتوجه لكردستان رؤوس الاموال متناسيا بعد كل هذه البهرجة والزهو ان الدول لا تعيش بالعمارات والجسور وان الشوارع العريضة والسيارات الفارهة لمتنفذي الحكم لا تغني المواطن ولا تجعل منه شاعرا يكتب قصائد الغزل على لقمت العيش الذي بدأت تبتعد عنه بمجرد ان رفعت بغداد يدها عن الاقليم وحجبت حصة 17% من ميزانية المردودات النفطية السنوية القادمة من ارض فقراء البصرة والناصرية وميسان ,, صار العدد الكبير من شباب ورجال مدن اربيل ودهوك والسليمانية يتبجح ويعلن ان العراق لايمثله وانه لاينتمي لدولة اسمها العراق وظهرت صور ورسائل لمواطنين مدفوعين لم يقرؤوا المشهد جيدا وهم يدوسون ويحرقون ويمزقون العلم العراقي بل حتى ان هؤلاء السادة الاكراد اصبحوا لايطيقون العرب القادمون وشاهدنا ذالك في ملاعب الاقليم ما أن تنتهي المباراة حتى يبدا الشتم والسب للعراقيين والمواطنين الحاضرين ويمنع رفع العلم العراقي ..بدا الاقليم بتصدير نفطه الى خارج العراق والحكومة العراقية لم تتخذ اي اجراء وهي ايضا لم تتخذ اجراءا ايضا من قضية المردودات المالية للمنافذ الحدودية بين الاقليم وايران وتركيا والتي تدر بملايين الدولارات يوميا حتى اصبح الاقليم كما يشاع يصدر مليون برميل يوميا مع العوائد المالية المتاتية من قطاعات اخرى ولم يستطيع الاقليم وحكومته ان يسددوا رواتب موظفي الاقليم وقرروا ان يسنوا لموظفيهم قانونا اسمه قانون الادخار الجبري وقطعت رواتبهم ومنعوا من استلامها كاملة ,, كل هذه العائدات والاقليم لايستطيع تسديد رواتب مواطنية ليخرج اليوم الثلاثاء المصادف 27/9/2016الى الشوارع متظاهرين ومعتصمين في الاقليم وفي كل مدنه جمهرة المعلمين والموظفين مطالبة بأستحقاقاتها وقوت عيالها ..
السؤال الذي يطرحه المواطن في تلك المدن لماذا لاتستطيع حكومة الاقليم تسديد رواتبهم وهي تصدر كل هذه الكميات من النفط وتستحوذ على المنافذ الحدودية والطيران والزراعة والسياحة ولماذا كل هذا الذي يحدث في الاقليم ؟
طبعا عندما تتحدث مع اي مواطن في الاقليم يمتنع من ذكر الاسباب حتى لو كنت ثقته وصديقه لانه يخشى سطوة الحكم ذو القبضة الحديدة الذي يمنع النقد للحكومة وفضح الواقع ولايمكن ان يقول لك اي مواطن ان جيوب عائلة السيد البرزاني قد اتخمت واصبحت حبلى بمليارات الدولارات وهي تمتلك البنوك والفلل والاسواق والمولات في دول العالم وابدا لايقول لك لكنه يستطيع ان يعبر عن رايه ربما في مدن مثل حلبجة او السليمانية اكثر وضوحا بسبب هيمنة الاتحاد والتغيير هناك على الرغم انه لايفصح بالعلن .اليوم وبعد خمسة اعوام قرر السيد البرزاني العودة الى بغداد ومناقشة كما وضح بيانا لحكومة الاقليم بعض القضايا العالقة ومنها تحرير الموصل والوضع الاقتصادي والامني وما الى ذالك طبعا الوضع الامني والوضع الاقتصادي وكل القضايا الاخرى لم تأتي بالسيد البرزاني الى بغداد ولم يفكر يوما السيد برزاني بوضع بغداد الامني والاقتصادي ولكن كل الذي اتى به هو الوضع الاقتصادي في الاقليم وربما يحاول الرجل ان يثني بغداد عن قرارها بعدم مد الاقليم بالمال دون تسديد الاستحقاقات المترتبة عليه من تصدير النفط والمنافذ الحدودية ,, جاء الرجل الى بغداد ايضا بعد ان تعب هو وابناءه وحزبه من اسطوانة الانفصال المشروخة التي سأم العراقيين من تكرارها حتى تمنوا تنفيذها ان استطاع الاكراد وكأن الرجل يعرف ان القرار هذا ليس بيد بغداد ولا بيد الاقليم بل بيد الدول الجارة له والدول الكبرى المتنفذة وعرف جيدا بعد ان وصلت رسائل 27 دولة الى الاقليم انها تعارض الانفصال وتشكيل الدولة الكردية فقرر الرجل ان يلبس ملابسه الجميلة كما يفعلها مع قادة دول العالم ويأتي الى بغداد التي قضى وطرا من حياته بعد عودته ووالده من روسيا ابان حكم عبد الكريم قاسم ولعله يتذكر جزء من تلك السنيات التي قضاها فيها .
اعتقد ان السيد مسعود عاد لقضية مهمة اولى وهي البحث عن منفذ للخروج من الازمة المالية الخانقة وضغوط الشعب على حكومته المنتهية الصلاحية منذ اكثر من سنتين وايضا شعر الرجل ان بغداد تبقى بغداد مهما صعب عليها الزمن وجار الوقت فهي المدينة العريقة لدى كتب العالم السياسية فلا اربيل ولا شوارعها ولا جسورها ولا فنادقها الفارغة ولا مجمعاتها السكنية الغير مباعة ولا ساحاتها الواسعة التي غادرها المواطن ولم يعد يهتم بها توازي احد شوارع بغداد ابدا ,, كذالك وهذا المهم ان القوة المتنامية لقوة لجيش ومؤازرة الحشد الشعبي له جعلت الرجل الذي حاول كثيرا من ابقاء الوهن والضعف للجيش العراقي مستمرا بعرقلة عمله وعقوده العسكرية جعلت الرجل يفكر مرتين قبل ان يتخذ قرارات كبيرة كما كان يقول دائما .
طبعا ان الرسائل الذي وجهت للمسؤلين في الاقليم من قبل الحكومة واهمالهم وعدم الاهتمام كثيرا بهم وعدم الانجرار وراء ابتزازهم الدائم كانت لها تأثير كبير على تغيير البوصلة الكردية شاءوا ام ابوا اعلنوا ام سروا انها الحقيقة فبغداد اعلنت اكثر من مرة وعلى لسان ارفع المسؤولين ان قادة الاقليم اذا كان لديهم القدرة في اتخاذ قرار الانفصال فليتخذوه اليوم قبل الغد وفعلا اتت اكلها هذه الرسائل وفهمها السيد مسعود جيدا ليعود ثانية الى بغداد بعد خمس سنوات والذي لم ينقطع راتبه وراتب حمايته منها ولا شهرا واحدا قط .
Kathom [email protected]