22 نوفمبر، 2024 8:35 م
Search
Close this search box.

أقليم كوردستان .. ليس سهلاً

أقليم كوردستان .. ليس سهلاً

قبل أيام و خلال خطبة الجمعة في ايران هدد نائب القائد العسكري للحرس الثوري أقليم كوردستان حكومةً و شعباً بعمليات عسكرية داخل الاقليم بعدما قام الحزب الديمقراطي لكوردستان ايران بعمليات عسكرية ضدهم , مما كان له صدى على المستوى الداخلي و الدولي و لكن كان تقديرات القائد ليست في محله لانه لم يعد هذا الاقليم لقمة سهلة لايران او غيره مثلما كان سابقاً في العقد السبعين من القرن الماضي عندما تأمر الشاه مع غيره في اتفاقية مشؤومة , و جاء التهديد بعدما سلك الاقليم طريقه نحو بناء الدولة عن طريق الاستفتاء الشعبي لتقرير مصيره , ان مثل هذه التهديدات ستذهب سدى في ادراج الريح لان الاقليم قطع اشواطاً لايمكن الرجوع عنها بل اصبح مناراً للديمقراطية و حماية حقوق الانسان و مثالاً يحتذى به على المستوى الدولي و محط انظار العالم المتقدم و انه يملك من عناصر القوة بشكل لايستهان بها بفضل القيادة الحكيمة للأقليم المتمثلة بشخصية السيد (مسعود البارزانى) الذي قاد هذه السفينة في وسط امواج من التهديدات و المؤامرات المتتالية بدأً من ثورتى ايلول وكولان والانتفاضة المباركة وبعدها سحب الادارات و فرض الحصار الاقتصادي من قبل النظام العراقي السابق و صراع تثبيت الحقوق في الدستور العراقي ناهيك عن المصادمات في اروقة مجلس النواب و مجلس الوزراء و اخيراً قطع الرواتب و الميزانية من الاقليم بحجج لا اساس لها من الصحة و عدم استعداد الحكومة الاتحادية تقديم المعونات العسكرية لقوات الثيشمةرطة التي قاتلت اشرس منظمة ارهابية التي تشكل خطراً على الامن العالمي و استطاع كسر شوكتها و ايقاف مدها و دحرها و خلال كل هذه المراحل لم يكن الاقليم لقمة بسيطة للمتأمرين و يرجع ذلك الى النقاط التالية :
* ان شعب اقليم كوردستان و حكومته هما الوحيدين الذين يتطلعون الى بناء مجتمع ديمقراطي مبني على اساس العدالة الاجتماعية و سيادة القانون في المنطقة برمتها و على الرغم من وجود بعض الثغرات هنا و هناك إلا انها حالات لايمكن القياس عليها و ان الممارسة الديمقراطية و حرية الاعلام و منظمات المجتمع المدني و التعددية الحزبية سمات بارزة و خطوات جريئة في هذا السياق .
* ان القوات العسكرية للأقليم من الثيشمةرطة و الاجهزة الامنية استطاعت خلال السنوات السابقة من القيام بدورها في تأمين حياة المواطنين و ممتلكاتهم و اثبتت جدارتها خلال حربها مع داعش وضرب اروع الامثلة في الفداء و التضحية بشكل ادهش العالم و الاجهزة الامنية ابهرت و ابدعت في القيام بعملها بحماية الاقليم وسط لهيب الدول المجاورة و اصبح الاقليم قلعة يتحصن فيها المواطن الكوردستاني و يفتخر بما يقدمه هذه الاجهزة من عمل دؤوب ليل نهار .
* ان الاقليم اصبح قبلة للنازحين العراقيين و اللاجئين بشكل يفوق سكان بعض المناطق وقد تم استقبالهم و فتحت ابوابها و قدمت كل اشكال المساعدات من ايواء في المخيمات و الماء و الكهرباء و غيرها من الخدمات الانسانية و بات هذا الموضوع يتداول في اروقة المنظمات الدولية و المؤتمرات ويشهد للاقليم بالأعتزاز في وقت تعاني العالم من هذه الظاهرة بسبب الضروف السياسية و الامنية و الاقتصادية .
* ان وجود العديد من السفارات و القنصليات و ممثليات الدول وخاصة الاعضاء الدائمين في مجلس الامن بمنح الاقليم قوة اضافية بحيث يصعب تهديده من قبل الدول بالاضافة الى المنظمات الانسانية الدولية العاملة في الاقليم في مجال مساعدة النازحين و اللاجئين .
* ان المصالح الدولية التي استطاعت حكومة الاقليم من تثبيتها خاصة في مجال النفط جعلت العديد من الشركات النفطية العالمية تجد لها موضع قدم في الاقليم وفق القوانين المرعية و تقوم باستخراج النفط و تصديرها يجعل كل تهديد للاقليم خطراً لمصالح الدول ويؤثر بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي لهذه الدول و على اسعار النفط .
* ان الحركة الدبلوماسية التي مارستها مؤسسات الاقليم في مجال العلاقات الخارجية جعلتها محل اهتمام وقد اوتى ثمارها و خاصة بعد مهاجمة داعش للاقليم قبل حوالي سنتين بحيث بات اربيل عاصمة الاقليم منبراً للقاء الوفود من القادة و الوزراء و القيادات العسكرية خاصة من التحالف الدولي و تقديم المساعدات اللازمة من الاسلحة المتطورة و العتاد و المشاركة الجوية و ارسال مستشارين عسكريين و تدريب قوات الاقليم على كيفية محاربة الارهاب .
* هذا الاقليم يملك شعب دعائمه الجماجم و الدم ومن صلابة الجبال تأتي ارادته وبعلو السماء تعلو همته ولم تستطيع المؤامرات و القنابل الكيمياوية و عمليات الانفال و تهديدات المالكي بعمليات دجلة و التهديد بالاجتياح التركي و الايراني ان تحيده عن طريق نضاله تحت راية قيادة حكيمة .
كل هذه النقاط و غيرها تجعل من الاقليم رقماً كبيراً في ميزان القوى الاقليمية و الدولية و لايكون سهلاً و تعتبر خطاً احمر لايمكن المساس اليه و ان تهديدات القائد الايراني ينطلق من مدى حقده و كراهيته لما يشهده الاقليم من تقدم و من الممكن ان يكون بمباركة جهات داخلية لاتريد الخير للشعب الكوردستاني او ان يجعله تبعية ايرانية و ان طريق الدولة ليس محفوفاً بالورود بل انها قرار و صعوبات و تهديدات و مؤامرات فعلينا الصبر و التحمل و لانخاف من لومة لائم في طلب حقوقنا .

أحدث المقالات