23 نوفمبر، 2024 2:10 ص
Search
Close this search box.

مؤتمر المعارضة الإيرانية..والحاجة لبناء التحالفات

مؤتمر المعارضة الإيرانية..والحاجة لبناء التحالفات

باتت حالة التأزم السياسي والعسكري التي تشتد مع اشتداد أشكال الاستقطاب المختلفة وانعكاسات هذا التأزم على مناطق أخرى في المنطقة، وتأثيرات ذلك من الناحية الاقتصادية والاجتماعية على شعوب المنطقة والذي يتخذ نمط الانهاك والاستنزاف السريع، تنحو بمؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي إلى أن يتجاوز كونه تجمعاً جماهيرياً لقوى وشخصيات تناهض نظام الملالي وسياساته في المنطقة إلى بؤرة ترتكز عليها تحالفات لحركات وشخصيات ومنظمات شرق أوسطية ودولية تقف في وجه مشروع الملالي الامبراطوري في المنطقة والقوى المتحالفة معه. 
وربما بدأت ملامح هذه البؤرة تتجلى مع تطور العلاقة بين المعارضة الإيرانية والثوار السوريين خلال لقاءات جمعتهم مؤخراً على أعلى المستويات القيادية ليؤكدوا على ضرورة توحيد البرامج، والعمل بشكل منظم للتصدي لتفرد نظام الملالي وحلفائه بدول المنطقة، والتحكم بمصائر شعوبها ومستقبلهم. 
كما أن المعارضة الإيرانية أبدت خلال الأعوام الماضية انفتاحاً كبيراً على قوى سياسية تدعو لمواجهة المؤامرة التي تتخذ بعداً وفرزاً طائفياً، وفكراً ديماغوجياً، يسعى للهيمنة على مقدرات الشعوب وقرارها السياسي مروراً بالعبث بحضارتها وثقافتها، وصولاً لإعادة تشكيل وجه المنطقة وفسيفسائها الاجتماعي بما يخدم مصالح المتآمرين. 
ويكتسب مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي من المقرر أن يعقد في التاسع من يوليو المقبل في باريس أهمية إضافية باعتبار أن وعياً شعبياً متنامياً لدى قطاع كبير من شعوب المنطقة وحكوماتها بخطر نظام الملالي الداهم وارتباطاته المشبوهة بتنظيمات إرهابية تكفيرية، واستخدامه لميليشيات طائفية تقتل على الهوية، حيث تكرس هذا الوعي في النهاية بشكل عملي لدى حكومات عربية وإسلامية خطت باتجاه التصدي لتغلغل نظام ولاية الفقيه بشكل مباشر في اليمن من خلال حلف عسكري، وبشكل غير مباشر في دول أخرى كسوريا والعراق ولبنان والبحرين. وبلا شك، فإن المؤتمر سيكون بمثابة التظاهرة التي تعبر عن طموحات المشاركين فيه، من مئات الآلاف من الجالية الإيرانية في الخارج والتي تحلم كبقية أبناء الشعب الإيراني بوطن ديمقراطي، يعبرون فيه عن أفكارهم وآرائهم بحرية، وتتحقق فيه نوع من العدالة الإجتماعية القائمة على عدم إقصاء أي مكون سياسي واجتماعي وثقافي، تتجاوز أشكال التمثيل الشعبي الزائف الذي يقوم على أجنحة تتصارع فيما بينها لتحقق مصالح سياسية فئوية خاصة، بمسميات مختلفة لا تعبر عن الشارع الإيراني. 
إضافة لقوى سياسية حليفة من مختلف دول المنطقة يعبر المؤتمر عن طموحاتها في الخلاص من تدخلات النظام الإيراني في بلدانها، ووضع حد لمسلسل التدمير المنهجي الذي تمارسه حكومة طهران في هذه البلدان. 
كما يعبر المؤتمر عن تطلعات شخصيات إعتبارية، ومنظمات إنسانية وحقوقية تنشد السلم الأهلي، والاستقرار والعدالة لشعوب المنطقة التي ذاقت ولا تزال ويلات الحروب والاستبداد، والانتهاكات اليومية الصارخة لحقوقها، دون حسيب أو رقيب. 
وبناءً عليه، فإن هذه الطموحات والتطلعات جميعها تؤكد الحاجة إلى بلورة حلف جماهيري إقليمي – أممي، يمتلك أدوات المواجهة السياسية والقانونية والفكرية ضد العابثين بمستقبل المنطقة وشعوبها، ومثيري الفتن التي يسعون من ورائها إلى تفتيت الكيانات السياسية، وخلخلة المجتمعات وإبقائها في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

أحدث المقالات

أحدث المقالات