5 نوفمبر، 2024 6:22 م
Search
Close this search box.

لقطاء في الكرادة

لقطاء في الكرادة

جوهرة بغداد العذبة كانت تغفو على كتف دجلة امنة مسالمة تحتضن ابناءها بحنو و سلام وهم مبتهجين بحيوتهم وتالفهم تلك المدينة المدنية التي كانت دائما تفتح ذارعي طيبتها للوافدين المحبين الزائرين استفاقت ذات صباح مغبر وقد استباح سكونها غرياء رعاع لقطاء عبثوا بها ولوثوا نقاءها ولم ينشروا  الا الرعب والهلع بين سكانها ظاهرين وجوها متوحشة جائعة شرهة كالحة لا تسعى الا لحماية ذواتها وارباب نعمها وغلمانها وخدمها خلف اسوار الخوف وفي دهاليز دور ليست لهم فلم يكونوا الا نقمة على المدينة 

الكرادة الحزينة المتوشحة بسوادها اليوم غير  صورتها البهية تلك منذ سنوات طوال بداخلها وخارجها شوارع وحارات اليفة ملاعب وساحات ومنتديات ومقاهي و بيوت امنة مستقرة  مزهوة بكرم اهلها وعذوبة مساءاتها ورونق نهاراتها وروعة بيوتاتها وجمال واجهات محالها وعبق عطر نسائها وغيرة رجالها

الكرادة البو جمعة والبوشجاع وابو اقلام والبوليسخانة وارخيته والناظمية والمسبح والسدة وعرصات الهندية وشوارع العطار والمهدي وياسر والزوية وسيد ادريس وجزرة الشط ومتوسطة العرفان ومعامل السكائر وباتا والعصرية وساحة الحرية والجادرية صيدلية هنودي ومستشفى الراهبات ومحلات رضا علوان ومطعم تاج محل والامباسي وقيراط ونادي الهندية والجسر المعلق وام العظام وكنيسة مريم العذراء والجادرية ونادي الفروسية وسبع قصور وباص رقم 12 و13وحمام المهدي ونادي النهضة الرياضي ومنتخب الزوية وحلويات حجي جواد الشكرجي كرادة العوائل البغدادية المعروفة العريقة تفخر باعلامها وعلمائها ومثقفيها وادبائها وصحفييها ورياضيها وفنانيها ومبدعيها والعسكرين من ابنائها
لم تعد ذاتها غير انها  مازالت تتحتفظ ببعض معالمها القديمة وتختزن ذاكرتها  ولكن بعد ان دخلها الغرباء والفاسدين والمفسدين وتجار الدم الذين لم يكترثوا بحماية المدينة واهلها الا في حدود اختبائهم في جحور  القصور استهدف الارهاب الكرادة بنيام وفشل نواطيرها لتكون عرضة لتفجيرات اجرامية تحدث بين الحين والاخر مخلفة الحرائق واجساد الضحايا والابرياء جثث في الطرقات وعلى مبعدة من مواقع تلك التفجيرات ينعم اخرون بالامان والمغانم ورخاء السحت الحرام يتبعهم السذج و الجهلة والصبيان
فما على الكراديين الاصلاء الشرفاء ومعهم الجميع الا طرد الغرباء والفاشلين و اصحاب الرتب الزائفة والمنابر المخادعة  ليطهروا مدينتهم من رجس الطارئين والقتلة المجرمين والارهاربين والفاسدين
سلم الله الكرادة وابنائها وكل مدن العراق
ورحم الشهداء وشافى الجرحى

أحدث المقالات

أحدث المقالات