هل ولد نبي الله عيسى (ع) حقا في العراق وتحديدا في منطقة براثا من بغداد ؟
وقفة تستحق البحث والمتابعة .
بادى ذي بدء دعوة لكل الباحثين والمحقيين والمؤرخين وهي دعوة كنا قد وجهناها للعلامة الكبير الراحل د/حسين علي محفوظ والباحث الراحل عبد الحميد الرشودي الا ان الموت عاجلهما رحمهما الله بصدد موضوع البحث لا يختلف اثنان على ان التعتيم الغربي لكل مايمت للشرق بصله والسبب اما ان يكون احتقارا او حسدا ومما يذكر بهذا الخصوص سئل السيد جمال الدين الافغاني يوما عندما كان في لندن لماذا انتم الشرقيين متخلفين ؟
فأجاب السيد السائل (يكفي الشرق فخرا انكم تتدينوا بديانة رجل من الشرق) فأفحمه ولم ينبس بعد ببنت شفه وموضوعنا ان الدلائل والمصادر وان كانت شحيحة وحتى ما يتناقل بين عامة الناس وهو يقينا وليس نقل اعتباطي او جاء من فراغ لو لم يكن له جذر واساس تشير تلك المنقولات ان ولادة السيد المسيح (ع) في براثا وليس مكان اخر كما يذكر زورا وما (بيت لحم)والناصرة سوى انه مكان الاقامة والسكن لامه (ع) واقاربها وليس بالضرورة ان يكون مكان ولادته (ع) وخصوصا هناك من يرى ومن اوساط كنسية ان عيسى بن مريم (ع) لم يولد في (بيت لحم) وهذه حقيقة لا غبار عليها ونتفق معهم فيما ذهبوا اليه ومن هنا وقبل كل شي نستعين بالقران الكريم فهو مصدرنا الاول الذي لا يرقى اليه الشك فالقران الكريم يخبرنا بثلاث ايات مباركات تدلل على ما ذهبنا اليه
واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا><فحملته فأنتبذت به مكانا قصيا>
<وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا>
فنأخذ من هذه الايات المباركات اربعة كلمات فقط وهي: أنتبذت , شرقيا , قصيا , النخلة .
فمعاني تلك الكلمات تتفق مع ما نريد الوصول اليه , فمعنى انتبذت اي ابتعدت وانفردت , وشرقيا فالعراق واقعا شرق مكان الاقامة المذكور انفا , وقصيا المكان البعيد الذي هو العراق كما بينا فأبتعدت من مكان سكناها بأعجاز الهي بطي الارض لها وصولا لأرض مقدسة مباركة الا وهي براثا واخر الكلمات (عمتنا النخلة) فهي لا تزال الى يوم الناس هذا شامخة في هذا المكان من براثا تلك المنطقة ومايحيط بها تمتاز بغابات النخيل بفضل بركة الصديقة الطاهرة مريم العذراء ووليدها المبارك (ع) فضلا عن وجود الصخرة الى اليوم التي وضعت وليدها فوقها .وفوق هذا وذاك في جامع براثا الكثير من المقامات للأنبياء والاوصياء هذا ما توصلنا اليه راجين عناية والتفات من أشرنا اليهم بصدد البحث.