لم يكتب لنا التاريخ ولم تنقل لنا السِيَّر والروايات حملة تشويه وتنكيل تعرض لها شخص كما تعرض لها علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، فلم يسلم هو (سلام الله عليه) ومن يتصل به برحم أو مودة من القتل والتشريد والتشويه بكل ما يملك الشخص من مقدسات كالعقيدة والعرض والصفات الأخلاقية ، ولكن بالرغم من كل هذا بقى علي بن أبي طالب (عليه السلام) كالشمس التي تشرق على كل الأراضي والقفار وتمدها بالطاقة والحياة ولولا الشمس لم تكن هناك حياة ، وهكذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقد أغترف من علمه وحلمه وكرمه وأخلاقه وشجاعته المحب والمبغض والمعادي وكيف لا يكون كذلك وقد قال فيه رسول الله (ص)( عن جابر قال : قال رسول الله (ص) من أراد أن ينظر الى إسرافيل في هيبته والى ميكائيل في رتبته والى جبرائيل في جلالته والى آدم في علمه والى نوح في خشيته والى إبراهيم في خلته والى يعقوب في حزنه والى يوسف في جماله والى موسى في مناجاته والى أيوب في صبره والى يحيى في زهده والى عيسى في عبادته والى يونس في ورعه والى محمد في حسبه وخلقه فلينظر الى علي فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمعها الله فيه ولم يجمعها أحد غيره )….
( 1) ، وقال رسول الله (ص)( علي مع القرآن والقرآن مع علي)……(2) ، وقال رسول الله (ص) (علي مع الحق والحق مع علي)…..( 3) ، وقال فيه رسول الله (ص)( ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين)…..(4 ) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ( برز الإيمان كله الى الشرك كله )….. ( 5 ) ، وهل يوجد شخص يحمل فضائل كما حملها علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فإذا كان الناس يحملون أنفسهم وجهدهم حتى يسيروا مع القرآن وما بالك بعلي بن أبي طالب عليه السلام الذي يسير القرآن معه بل إن الحق يلازمه أين ما سار بل أصبح الحق بصورة علي بن أبي طالب عليه السلام فإذا أردت أن تعرف الحق أو تراه أو تجالسه وتكلمه فعليك بعلي بن أبي طالب عليه السلام وإذا أردت أن ترى الإيمان يتحرك على الأرض بكل صفاته الحميدة وهيبته الربانية فعليك بعلي بن ابي طالب (عليه السلام) ، بل صرح رسول الله (ص) بأفضلية علي بن أبن طالب عليه السلام على كل البشر عندما قال صلى الله عليه وآله وسلم (علي خير البشر فمن أبى فقد كفر)……(6 ) ، فهل يوجد شخص في هذا الكون يمتلك فضائل بل فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولكن من هوان الدنيا وظلمها وجرأتها أن يقارن الناس اشخاص ملطخين بل تغطيهم المفاسد والقبائح والرذائل والذنوب من قمة رأسهم الى أخمص أقدامهم بعلي بن أبي طالب عليهم السلام وهو القرآن الناطق والحق الزاهر والإيمان الكامل وضربته في يوم الخندق تعادل عبادة الجن والأنس من خلق الله السماوات والأرض الى يوم القيامة.
(1) ينابيع المودة لذوي القربى- القندوزي ج2ص305(2) المستدرك – للحاكم النيسابوري ج 3 ص124، مجمع الزوائد ج9 ص134 ،تاريخ الخلفاء-للسيوطي ص173(3) كنوز الحقائق ص98، ينابيع المودة ص180(4) نهاية العقول – الفخر الرازي ص104 ، مستدرك الحاكم – النيسابوري ج3ص32 ، تاريخ بغداد ج3 ص19 ، لخيص المستدرك – الذهبي ج3ص32(5) شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد ج13ص 261، العثمانية – الجاحظ ص324 ، ينابيع المودة لذوي القربى – القندوزي ج1ص281،(6) تاريخ دمشق- ابن عساكر ج2ص445، كفاية الطالب ص244