ان ما يجري حاليا في العراق هو محاولة استغلال الازمة الطائفية على مستوين:
اولهما: ثانوي وقصير النظر، ويتمثل في تشجيع العصابة الحاكمة للتوتر الطائفي كوسيلة لاشغال الناس عن المشاكل الحقيقية التي تفرضها سياسة هذه المافية الطائفيةعلى البلاد: من الازمة الاقتصادية الى الانهيار الاقتصادي عن طريق سياسة النهب والسرقة، الى الازمة الوطنية التي تتمثل في الهيمنة الامريكية – الايرانية، الى الازمة القومية التي تتمثل في عزلة العراق عن محيطه العربي. وقد بدا قصر نظر هذا المستوى من الاستغلال في رفع المليشيات الشيعية المتطرفة في البصرة رفع اعلام ايران في شوارع البصرة الى جانب شعارات طائفية معادية للعرب.
ثانيهما: اساسي وبالغ الخطر، اذ توضح مؤشرات عديدة، ان دفع ” المسألة الطائفية” في العراق الهدف منه تقسيم العراق طائفيا يرتبط بمخطط امريكي – اسرائيلي واسع النطاق، يجري العمل لتحقيقه على مستوى المنطقة ككل ، وملخص هذا المخطط، هو تفتيت المنطقة على اسس طائفية حيث وجدت بذور كامنة للطائفية، ومن امثلة ذلك : لبنان ، وما يجري في سورية من محاولات، وعلى اسس عرقية وطائفية حيث وجدت بذور كامنة للعرقية، كما يجري في العراق وفي سورية.
وهو مخطط يضع في حسابه انه اذا لم ينجح في بلقنة هذه المنطقة الحيوية من العالم على اسس طائفية وعرقية، فانه – كحد ادنى يمكن ان ينجح في افراغها في توترات على المستوين تشغلها عن قضاياها الحقيقية: الصراع مع اسرائيل. وتحرير ثرواتها الوطنية.