لم يكن مقتدى الصدر ولا تياره من المبادرين والسابقين الى التظاهر والاحتجاج والمخاطرة والتعرض الى قمع وظلم الحكومة الفاسدة ومليشياتها , بل كل ما صدر من التيار ومقتدى هو ركوب موجة التظاهرات من 2011 ولحد الآن باعتبارهم جزء من المنظومة الفاسدة ومؤسسيها ومسلطي فاسديها كالمالكي الذي منحوه 40 مقعدا ًعشش من خلالها المالكي أربعة سنوات أخرى في ولاية ثانية كانت بمثابة طلقة الرحمة على العراق أرضاً وشعباً وثروات ؟! وطالما كان التيار بقيادة مقتدى يمثل الورقة الرابحة للفاسدين من خلال ركوبهم موجة التظاهرات فما ان دخلوا فها الا وميّعت وسوفت مطالبها عندما قام مقتدى بفرض نفسه ممثلا عن الشعب ويعطي المهل والتأجيلات والتبريرات للفاسدين الى وصل بهم الحال والطغيان لهذا الحد الذي نراه اليوم ؟ وكان ما يدفع التيار ومقتدى لركوب موجة التظاهرات عدة أسباب لدفع الحرج الذي تضعهم فيه التظاهرات المطالبة بالحقوق والخلاص من الفاسدين وكذا لتنفيذ لعبة سياسية يخططها لهم الماكرين مستغلين حداثة مقتدى سياسياً وجهله بالعموميات ودهاليز السياسية وكذا استغلالهم لحب مقتدى للواجهة والسمعة والاعلام والالقاب والتي من تحتها مررت عليه برضاه وبغفلة منه وجهل كل المخططات للقضاء على التظاهر او على الأقل لجذب الانفاس قليلاً من قبل حكومة الفساد
كل هذه الأمور والمعطيات يعرفها الشعب العراقي المدني والإسلامي وكل المجتمعات المدنية والمنظمات والشخصيات المثقفة والوطنية التي قدمت التضحيات وصالت وجالت في سوح التظاهرات ولكنهم مع ذلك تأملوا خيراً وصحوة ووعي وانتفاضة عند مقتدى وتياره في التظاهرات الأخيرة التي كانت ابرز احداثها اقتحام مبنى مجلس البرلمان , ولكن وبعد ان كان سقوط الحكومة والخلاص من الفاسدين قاب قوسين أو ادنى انقذهم مقتدى من جديد عندما انسحب من الاعتصام ومن كتلة أعضاء البرلمان المعتصمين وقبوله بوعود الكاذبين الفاسدين بالإصلاح والتغير وهروبه الى ايران متوسلاً خائفاً مذعوراً بعد ان ردد المتظاهرين شعارات التحرير والخلاص من احتلال وسيطرة وقبح واجرام ايران ومليشياتها واحزابها في العراق كل هذه الأسباب وغيرها فهموا وتيقوا جيداً وبدون ادنى شك ان مقتدى ليس سوى دمية وآلة لا تعي ما تقوم به سوى انها تُسيّر جهلاً وضمن مخططات من أراد افشال التظاهرات وتقليل حجمها واعدادها وتيقنوا انه لايملك رؤى كاملة ومؤهلات فكرية سياسية وعلمية تستطيع ان تحدد معالم طريق الخلاص هذه المؤهلات التي يملكها التجمع المدني العراقي بما يملك من طاقات وطنية مخلصة للوطن غير مرتبطة باجندات خارجية , اليوم وبعد ان تراجع عدد المتظاهرين وبدون خجل يرمي مقتدى التهمة على المتظاهرين ويوصفهم بالاستفادة من أموال الظالمين والخوف من متشددي التيار والخوف من المجهول وقصور فكرهم بحجة ان التظاهرات تتعارض مع جهاد الارهابين ؟!! ماهكذا تورد الابل يا سيد مقتدى ورحم الله امرءً عرف قدر نفسه , فيا سيد مقتدى الآ تعلم الا تدري ان مئات الآلاف من اتباعك من التيار قد حجبوا انفسهم عن المشاركة في تظاهرات وعصوا اوامرك بالدعوة لها والكثير منهم نعرفهم معرفة شخصية وقد بينوا السبب بشجاعة ولم يخافوا من متشددي التيار حيث قالوا اننا شعرنا بخيبة امل في سيد مقتدى بسبب تخبطاته وقراراته ومواقفه المتغيرة والغير ثابتة وعدم حنكته حيث تم خداعه لمرات من قبل نفس الفاسدين !! فهل هؤلاء مستفادون من أموال الطغمة الفاسدة ؟ هل هؤلاء يخافون من متشددو التيار ؟؟ اذا كان اتباعك قد تركوا التظاهرات بسببك انت فكيف تتهم غيرهم من المتظاهرين بهذه التهم سبحان الله هل وصلت بك الأمور من العصبية والكبر والغرور ما وصل ؟!! وهل تعلم ان الكثير من اتباعك قد انشق عنك الآن وكونوا مجاميع بعيدة عنك وعن قراراتك , فبيتك من زجاج يا سيد مقتدى وحذاري ان ترمي بيوت غيرك !! وكل ما يجري بحكمة وتخطيط إلهي لكي يكشف كل متلون متلبس بعنوان الوطنية والدين لتطهير وتزكية التظاهرات منهم والتي ستبقى وستعود بثوبها الناصع العراقي الوطني الأصيل للخلاص من كل العملاء والفاسدين.