23 نوفمبر، 2024 4:55 ص
Search
Close this search box.

التربية اﻹجتماعية

التربية اﻹجتماعية

كثيرا ما نسمع أو نرى سلوك بعض الأفراد المنحرفين حيث ان تصرفاتهم مليئة بالأخطاء بحق الشريعة وحتى بحق الأنسانية فمثلا قتل النفس بغير حق وشرب الخمر والزنا والغش والربا والأعتداء على الآمنين ..  وكثيرا ما نقول أن هذه الأفعال والتصرفات والسلوكيات سببها عدم التربية من قبل الأسرة وهذا الكلام غالبا صحيح ومنطقي،ونحن نؤمن بأن دور التربية وبالخصوص تربية الأسرة ضروري ومؤثر في الحيلولة دون انحراف الأفراد بل نحمل المسؤولية-اي مسؤولية تربية الأفراد- على الأسرة وهي مسؤولة أمام الله سبحانه وتعالى، 
ولكن الشئ الذي لابد من الأشارة اليه هو المجتمع،
هل يجري عليه حكم الأفراد؟ هل يحتاج المجتمع الى التربية كما هي ضرورية بالنسبة للأفراد؟ أم الأمر يختلف؟ هل من الصعب معالجة انحراف المجتمع عن ضوء الشريعة المقدسة التي  تمثل الأنسانية بكل أبعادها ؟
كثيرا ما نسمع ونرى ونبتلي بظواهر اجتماعية منحرفة لكننا نادرا ما نسمع شخصا عالج هذا الموضوع المهم جدا، ولا نسمع سببا منطقيا ومعقولا يعلل هذه الظواهر المنحرفة، ولكننا بكل وضوح نقول أن السبب هو غياب تربية المجتمع، لأن المجتمع حكمه حكم الفرد فإن كانت مسؤولية تربية الفرد على عاتق أسرته، فهناك مسؤولية تربية المجتمع! ولکن على من تقع هذه المسؤولية ؟ والجواب لا نستطيع أن نقول أن الأسرة هي المسؤولة عن ذلك! 
ولا نستطيع ان نقول لا توجد جهة مسؤولة، فقد ورد عن رسول الله (ص) انه قال: أنا وعلي أبوا هذه الأمة…
 فهذا الحديث النبوي الشريف يصرح بأن الرسول والأئمة(ع) هم المسؤولون عن تربية المجتمع، وهذا هو المعنى الصريح والواضح لكلمة الأبوة بل من أوضح مسؤولياتها، وفي عصر الغيبة تقع هذه المسؤولية على عاتق من ينوب عنهم(عليهم السلام). ونجد أن هذا الأمر جليا عند من يعتقد بولاية الفقيه. قبل مجيء السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره)، الشعب العراقي والمجتمع عانى الكثير من مظاهر فساد الأفراد وفساد المجتمع، وكان نظام صدام المجرم يدعم هذه الظواهر السلبية والفاسدة، بل كان صدام ونظامه اللاانساني يتزعم تربية سلبية في نشر هذه الظواهر المنحرفة في المجتمع وداخل الأسرة وكذلك كان يحارب الدين والشريعة وعلماء الدين والمؤمنين عن طريق قتلهم وسجنهم وتشريدهم …الخ ،ومع هذه الظروف الصعبة غير المشجعة برز دور السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) حيث قام بتربية المجتمع وتغيير أعرافه الى أعراف إسلامية فكان حقا وليا للمسلمين.
وخلال فترة بروزه إلى ساحة المجتمع نجده استطاع إن يرتقي بالمجتمع عن طريق ممارسة المنهج الإسلامي في تربية المجتمع منهج الرسول الأكرم (ص) والأئمة الطاهرين (ع) في التربية الاجتماعية التي بها يتم استبدال النموذج السيئ بالنموذج الأفضل والأحسن ولازلنا نعيش ثمرات هذه التربية الاجتماعية التي كان يمارسها السيد الشهيد محمد الصدر(قدس سره) والتي كلفته حياته الشريفة.
 الله الله بالمجتمع …الله الله بالمجتمع.

أحدث المقالات

أحدث المقالات