20 ديسمبر، 2024 11:27 ص

التاريخ الشيعي بين التدليس والتحريف وإستهداف المحققين‎

التاريخ الشيعي بين التدليس والتحريف وإستهداف المحققين‎

عند تفحص التاريخ الإسلامي عموماً والتاريخ الشيعي خصوصاً تجد العجب العجاب, تجد العديد من الحقائق المخفية والتي غيبها فقهاء السوء خوفاً على مناصبهم ومصالحهم وكذلك من أجل التغرير بالشارع الشيعي,  حقيقة هذا الكلام لم يأت إلا بعدما نبهنا المحقق الكبير المرجع العراقي الصرخي على نكات عديدة في التاريخ الإسلامي والتي غيبها من كتب التاريخ أو تلاعب بها كذلك الذين ينقلون هذا التاريخ لنا عبر المنابر والفتاوى, فما بينه المرجع الصرخي في محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي تلزمنا كمسلمين بان نعيد قراءه وصياغة التاريخ الإسلامي وبطريقة تحليلية موضوعية كالتي تبناها المرجع الصرخي في تحليله وقراءته للتاريخ الإسلامي.
فمثلاً كان الإعتقاد عن الشيعة ولازال عند أغلبهم – وهذا بسبب التحريف والتدليس الذي أصاب التاريخ – بأن المناطق الغربية وخصوصاً محافظة الأنبار هي من المناطق التي كان أهلها غير موالين للإمام علي ” عليه السلام ” وإنهم كانوا ضده ومن الخارجين على حكومته, لكن المرجع الصرخي في محاضرات  بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” أثبت خلاف ذلك, حيث أكد إن أهل الأنبار كانوا رأس الحربة لجيش الإمام علي ” عليه السلام ”  وهم كانوا من الموالين له بل إنهم الشيعة الحقيقيون, وهذا ما دفعني إلى البحث قليلاً في هذه القضية فوجدت إن ما قاله المرجع الصرخي حقيقة واقعية وينقلها التاريخ لكن من تسلط وتسنم زمام الحكم – حاكم ديني أو سياسي – لا يريد لهذه الحقائق أن تظهر للناس فيبور مشروعه الطائفي.
فقد وجدت إن أهل الأنبار فعلاً هم كانوا رأس الرمح لجيش الإمام عليه ” عليه السلام ” وكانوا يمثلون خط الصد الأول لجيشه ضد جيوش الأمويين, حيث يذكر العلامة إبراهيم أبو إسحاق الثقفي الكوفي المتوفي سنة 283 هــ – وهو علامة شيعي معروف عند الشيعة ذكر النجاشي العديد من كتبه في كتاب ( فهرست أسماء مصنفي الشيعة)  – في كتابه الذي يحمل عنوان ” الغارات الجزء الثاني ” في الصفحة 465 / 466 … حيث ذكر : ((عن سفيان بن عوف الغامدي قال: دعاني معاوية فقال: إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة وجلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها، فان وجدت بها جندا فأغر عليهم وإلا فامض حتى تغير علي الأنبار، فان لم تجد بها جنداً فامض حتى تغير على المدائن ثم أقبل إلي، واتق أن تقرب الكوفة، واعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار وأهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة…)) وما مذكور في هذه الرواية وحدها كفيل بفضح التاريخ المزيف الذي اعتمد عيه فقاء السوء ومن يدعمهم من أنظمة وحكومات وأجندات تسعى للنيل من الإسلام والمسلمين وزرع التفرقة والطائفية بينهم.
اللطيف بالأمر إن المرجع الصرخي وهو في صدد بيان هذه الحقيقة التاريخية تطرق إلى أمر مهم وهو إن الشيعة كانوا يفرون من الحكم الشيعي بسبب بطش الحكام الشيعة – منتحلي التشيع – ويلجأون إلى الحكومات السنية, فقد ذكر المرجع الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث ” السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ” والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ” …
{{… أريد الإشارة والتنبيه للباحثين ولكل المسلمين : إنَّ الواقع يختلف عن السياسة وأقوال وأفعال أهل السياسة والتابعين لهم وتَدْليساتِهم وأكاذيبِهم وافتراءاتِهم ، فالواقع كما تشير إليه الرواية في أنّ الشيعة الإمامية يهربون من بطش الشيعة الزيدية ويلتجئون إلى الأمان النسبي قرب الإمام العسكري “عليه السلام ” الذي يعيش تحت سلطة الخلافة العباسية السنّية ونفس الحقيقة نجدها في هروبِ الشيعة الإمامية من بطش الشيعة الفاطمية في مصر والمغرب العربي وهروبِهم إلى الشام حيث الأمان النسبي في ظل الحكومات السنية في الشام …}}, والرواية التي أشار لها المرجع الصرخي هي ( قال ابن بابويه : أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي الخطيب رحمه الله، قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار، وكانا من الشيعة الإمامية، قالا : وكان أبوانا إماميين، وكان الزيدية هم الغالبون في استرآباد، وكنا في إمارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي إلى الحق إمام الزيدية، وكان كثير الإصغاء إلى الزيدية، فخشيناهم على أنفسنا، فخرجنا بأهالينا إلى حضرة الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن محمد أبا القائم عليهم السلام.).
الربط الذي أريد أن أصل له من سوقي للمقدمة التي ذكرت فيها تحريف التاريخ وبما يخص قضية الأنبار وموقفها من الإمام علي ” عليه السلام ” مع هروب الشيعة من الحكم الشيعي هو وأنا أبحث عن معلومات عن ” العلامة إبراهيم أبو إسحاق الثقفي الكوفي ” وجدت إن هروب الشيعة حقيقة واقعية لم تقتصر على ماذكر في الرواية التي نقلها المرجع الصرخي  بل هي وقائع عاشها حتى الباحثين والكتاب الشيعة ومن بينهم العلامة الثقفي, فقد وجدت إن هذا العلامة قد تعرض للمنع من كتابة التاريخ من قبل الشيعة حيث وجدت ما هو آت :(( قال النجاشي: انتقل أبو إسحاق هذا إلى إصفهان، وأقام بها، وكان زيديّاً أوّلاً، ثمّ انتقل إلينا، قال: وكان سبب خروجه من الكوفة أنـّه عمل كتاب (المعرفة) وفيه المناقب المشهورة والمثالب، فاستعظمه الكوفيّون وأشاروا عليه بأن يتركه ولا يخرجه، فقال: أي البلاد أبعد من الشيعة؟ فقالوا: أصفهان، فحلف أن لا أروي الكتاب إلاّ بها، فانتقل إليها، ورواه بها، ثقة منه بصحة ما رواه فيه)).
وهنا نسأل لماذا أستعظم الكوفيون على العلامة الثقفي إخراج – أي إصدار – كتابه ” المعرفة ” ؟ الجواب موجود في نفس كلام النجاشي وهو لوجود المناقب والمثالب المشهورة, هذا يعني إنه نقل مثالب المجتمع الكوفي بالتحديد لذلك رفضوا أن يُصدر هذا الكتاب, لذلك أضطر إلى أن يذهب إلى أبعد مكان عن الشيعة وهو شيعي إمامي, لأنه نقل وكتب التاريخ بوجهه الحقيقي أستعظم أهل الكوفة ذلك الأمر ورفضوه وإن كان قد أصدره وأخرجه وهو بينهم لقتلوه وهذا ما دفع به إلى الهرب.
وهنا يتضح لنا جلياً كيف إن قلب الحقائق التاريخية وتزيفها هو سنة موجودة عند منتحلي التشيع من فقهاء السوء وأئمة الضلالة, حتى وصل بهم الأمر أن يهددوا كل من يحاول كتابة التاريخ بصورة صحيحة وبصورة موضوعية وبكل حيادية وبتجرد من الميل إلى المذهب والتعصب له, وهذه سنة سيئة مستمرة ليومنا هذا, فما حصل في مجزرة كربلاء عام 2014 م بحق المرجع العراقي الصرخي وأتباعه خير شاهد على إستمرار أئمة الضلالة وفقهاء السوء وتجار الطائفية على سنة من سبقهم, وذلك لأن المرجع العراقي الصرخي طرح سلسلة محاضرات التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي والتي كشف من خلالها الزيف والتدليس والتحريف الحاصل في التاريخ وهذا ما لا يقبل به أئمة الضلالة فأصدروا فتواهم بقتل المرجع الصرخي وأتباعه كي لا يفضح مشروعهم الطائفي من خلال تلك المحاضرات, لكن كانت مشيئة الله سبحانه وتعالى تعلو مشيئتهم.
فمن خلال هذه البحث الموجز والسريع لاحظنا كيف هناك طمس للحقائق التاريخية وكيف إن من يحاول إظهارها للناس تتم تصفيته ومطاردته في حال إن لم يخضع لإرادة وسلطة وأوامر السلطة الكهنوتية التي تعمل على تزييف الحقائق لخدمة المشاريع الدموية التقسيمية الطائفية, فنلاحظ هناك من غير التاريخ وزيفه ونلاحظ أيضاً إن التاريخ الشيعي ممتلئ بحقائق لم تكن لتظهر إلى السطح لولا المرجع العراقي الصرخي ومنها هي إن الشيعة كانوا يهربون من الحكومات الشيعية لبطشها ويلجأون إلى الحكومات السنية, وهذا ما يدفعنا إلى متابعة كل ما يطرحه هذا المحقق العملاق من محاضرات تاريخية وكذلك البحث والغوص في حقائق التاريخ من أجل تصحيح التفكير والإعتقاد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات