بالامس في العراق الموحد وبظل حكومته الدكتاتورية , راينا انقلابات عسكرية وحروبا دموية عبثية ومقابر جماعية وكوارث انسانية قطع النخيل وتجفيف الاهوار, واليوم في العراق الموحد بحكومته الديمقراطية دماء تسفك واعراض تنتهك وملايين تهاجر وتهجر وثروة تستنزف … انها وحدة العراق المشؤومة التي لن تحمي المقدسات ولن تصن الاعراض ولن تحقن الدماء (استخدمنا لن بدلا من لم لانها تفيد المستقبل )… فاي قيمة اعتبارية لهذه الوحدة بعد هذا ؟! والغريب ان دعاة وحدة العراق يتخوفون من تقسيمه لانهم يخشون اراقة المزيد من الدماء وكان اعينهم عميت عن نهر الدم الجاري منذ السبعينات الى اليوم , او يقولون كنا بالامس موحدين ونريد نبقى هكذا ؟! عجبا متى وكيف توحدتم ؟! هل باختياركم توحدتم ام بارادة قصرية سلطوية ؟! نقول الم يكن وحدة العراق اصبحت هي الخطر وليس تقسيمه ؟! فحكومة غرتها السلطة والاموال والمناصب والنفوذ فارادت التسلط فلم تستطع ان تجري اي تغير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بل حتى السياسي وبدليل فشل مشروع الاصلاحات التي طالبت بها الجماهير وايدتها المرجعية الدينية ولهذا نمى الفساد وساءت الخدمات وازدرى الامن وعمت البطالة وانشغلت الحكومة بالمكاسب والمناصب على اساس الشراكة والتوافقات فساسة كل مكون يريد ان يفرض سلطته على رقاب الاخرين والضحية الشعب التي تعصف به المفخخات بمجرد ان يدب الخلاف والاختلاف بين الشركاء السياسين او يعلن احدهم امتعاضه من الاخر ويعقد مؤتمرا صحفيا لتلك الكتلة نرى الشارع يسبح بالدم عبر سيارة مفخخة او حزام ناسف , من هنا كيف نجيب على سؤال لو طرحه علينا بعض الاخوة من دعاة اقليم السنة بقولهم : كيف تقدمون انفسكم لحمايتنا وانتم عاجزون عن حماية مكونكم من المفخخات والعمليات الانتحارية ؟! كيف تنهضون بواقعنا الاقتصادي ومدنكم منكوبة بالخراب وسوء الخدمات والفساد ؟!ّ وهل يحمينا جيشكم المركزي الذي تبخر امام عصابات داعش في الموصل ؟! هل تفرضون علينا سلطة لم ولن تستطع ان تضع فاسدا منذ 2003 تحت القضبان وتقدمه الى المحاكم لانه في حماية وكنف الاحزاب ؟! هذه التساءلات توجه الى دعاة العراق الموحد من الائتلاف العراقي .
ان الحقائق التي تغمض عنها عيون كل السياسين ان العراق بالواقع العملي مقسم الى ثلاث كيانات وهو عرضه لاندلاع المزيد من الحرب الداخلية وحاليا هو يعيشها بعنوان ثانوي (ارهاب داعشي) وقد يحصل فيه قتال شيعس – شيعي وسنس – سني وفق مؤشرات بدءت ملامحها تطفوا على السطح , كما ان في العراق دولة كردية تتمتع بكل مقومات الدولة , أرض , شعب , برلمان , سلطة , جيش , اقتصاد ريعي نفطي ، هذه الدولة تتطلع إلى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان، بل ضم شمال العراق بأكمله، مدينة كركوك في المرحلة الأولى ثم الموصل وربما إلى جزء من تكريت ، إلى جانب جلولاء وخانقين وهذا اصبح حقيقية وليس سرا بعد عام 2014 .
فكيف تكون دولة موحدة بداخلها دولة ’ انها الدولة العراقية الفاشلة التي اذا وضعنا معايير تصنيف الدول الفاشلة فسنرها تنطبق بالكمال والتمام عليها ؟! فالدولة الفاشلة تفقد السيطرة على وسائل العنف الخارج عن الاطار القانوني وعاجزة عن تحقيق السلام والاستقرار لشعبها، وفرض السيطرة على أراضيها، ولا تستطيع ضمان النمو الاقتصادي أو توزيع عادل للسلع الاجتماعية، وتنعدم فيها المساواة الاقتصادية والدولة الفاشلة تتصف بكونها غير قادرة تماماً على المحافظة على نفسها بسبب المشاكل الداخلية التي تهدد تماسكها والتي تفرض تحديات داخلية خطيرة على النظام السياسي فيها وقدرتها ضعيفة أو متلاشية على تلبية حاجات المواطنين ورغباتهم، وتوفير الخدمات العامة الأساسية، وضمان رفاه المواطنين … بالم ووجع في القلب نقول : اليس هذه المواصفات كلها تنطبق على الواقع العراقي , ولكن علينا البحث عن السبب هل بالحاكم ام بالمحكوم ام بالنظام ؟! ومهما يكن السبب باحدهما او بالاثنين او بالثلاثة جميعا يبقى السؤال هو إلى متى يمكن أن يبقى العراق موحداً في ظل بقاء العراق في دوامة الدولة الفاشلة؟
يتبع الحلقة 4
[email protected]