(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [المائدة/67]. بلغة الإصرار، نزلت اية التنصيب، يا رسول الله أكمل رسالتك بتنصيب علي(ع) وصي لك، توقفت الرواحل حيث أمر الله دون تأخير أو تأجيل، رمضاء غدير خم وإذ الحجيج لم يزيحوا غبار سفرهم، مع قيض بارح نصبت اعواد من أهداج الإبل، تسلقها الرسول(ص)، آخذاً بيد علي رافعها حتى بياض الابط، لاقياً الحجة على الحجيج، “من كنت مولاه علي مولاه” وهذا امر السماء، حتى تعالت الـ (بخ بخ)، من كل حدب وصوب.
علي ذو الثالثة والثلاثون سنة، وبعد ان خاض حروب وصولات بين يدي الإسلام، لم يأتي تنصيبه لمصلحة فئوية او حزبية، بل كانت للسماء بصمة التنصيب، فارضاً عز وجل على نبي الامة، الشاب علي ابن ابي طالب، تاركاً كل الكهول الذين عاشوا عهدين ولم يثبتوا كفاءتهم.
بعد ان رأت السماء ان الرسول راحلاً، جعلت زمام الأمور بيد من هو الاكفأ، حيث الشباب وعقل علي المنفتح للجميع، حيث قوى التجديد والشعب الفتي، لينطلق (ع) نحو تحطيم اليأس والإحباط الذي يسود الامة حال رحيل نبيها.
لكن انتصرت السذاجة والجاهلية على رؤية الحق، وصمت الحق كي لا تذهب اللحمة الإسلامية الفتية ادراج الحقد، وجرع ألم التخبط والتفاهة، التي راح ضحيتها ضلع بنت النبي، وقلبت الامة على اعقابها، وانتشر الفساد والمفسدين، لعدم تمكين وتقويم عمل الشباب.
خلاصة القول: نحن امام اختبار صعب،
* اما ان نقوم عمل قوى التجديد والجيل الفتي وندعمهم لنزيل كل براثن الفساد، ونقتلع جذور المفسدين.
* أو نتشبث بما عملوا به السابقين لمزيد من التخبط والتشظي وانعدام الثقة.
لاسيما ومن ينادي بزج الشباب في معترك المسؤولية، له القدرة والمؤهلات لتكوين فريق قوي منسجم من قوى التجديد تلك، يتعهد بتشكيل الدولة العصرية العادلة، إذا ما دعم بصمت الفاسدين.
سلام.